الصيد الجائر

نبذة عن الصيد الجائر

يُعرّف الصيد الجائر (بالإنجليزية: Poaching)‏ بأنّه الصيد أو الاستيلاء غير المشروع على الحيوانات، والأسماك، والنباتات بما يخالف القوانين المحليّة أو الدولية، وذلك من أماكن يُمنع فيها الصيد بشكل خاص أو من الممتلكات الخاصّة، ويشكّل تهديداً لوجود العديد من الكائنات البرية في جميع أنحاء العالم، ومسبّباً رئيسياً لفقدان التنوّع البيولوجي، ويشمل الصيد الجائر قتل حيوان خارج موسم الصيد باستخدام سلاح محظور دون الحصول على تصريح، أو قتل الأنواع المحمية، أو تجاوز الشخص للحدّ المسموح له في الصيد.[١][٢]

يقدّر الخبراء في شبكة مراقبة تجارة الحياة البرية (TRAFFIC) أنّ قيمة أرباح التجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية تصل إلى مليارات الدولارات، الأمر الذي يهدّد جهود سنوات طويلة في مجال الحفاظ على الحياة البرية، ومع ذلك لا بدّ من تفهّم حقيقة وجود تجارة قانونية في الحياة البرية، وهي التجارة المشروعة التي يتمّ من خلالها صيد الحيوانات وحصاد النباتات، ثمّ بيعها بطرق قانونية كغذاء، وحيوانات أليفة، وجلود، وأدوية، ولكنّ المشكلة تكمن في ارتفاع حالات الصيد الجائر غير الشرعي وغير المستدام، والذي يشكّل تهديداً مباشراً لبقاء العديد من الأنواع في البريّة.[٣]

تاريخ الصيد الجائر

اقتصر معظم الصيد الجائر في العصور القديمة على صيد الفلاحين للحيوانات البريّة والأسماك للحصول على الطعام، ثمّ بدأ مالكو الأراضي منذ العصور الوسطى بمنع الآخرين من الصيد في أراضيهم، وأصبح الصيد الجائر جريمة خطيرة يُعاقب عليها بالسجن، ولكن في المقابل كانت الكثير من الغابات مُخصّصة للحكّام لممارسة رياضة صيد الغزلان، والخنازير البرية، وغيرها من الحيوانات، ممّا أدّى إلى تدمير الغابات على مرّ القرون، ونتيجة لذلك أُقرّت قوانين في القرنين السابع عشر والثامن عشر تقيّد حقوق الصيد وإطلاق النار على الممتلكات الخاصّة لمالك الأرض وأبنائه، كما اتّجه مالكو الأراضي لتوظيف حرّاس لحماية الحياة البرية في أراضيهم، الأمر الذي تسبّب بتراجع معدّلات الصيد الجائر الذي كان من أجل الحصول على الطعام، ثمّ في الزمن الحديث تحوّل الهدف من الصيد غير المشروع لأغراض رياضية أو لتحقيق الربح التجاري.[١]

أنواع الصيد الجائر

يبيّن ما يأتي أنواع الصيد الجائر:

  • الصيد الجائر البري: هو الصيد المفرط للحيوانات البرية لعدّة أغراض، من ضمنها:[١]
    • تجارة الحيوانات الأليفة: يتمّ صيد وجمع بعض الحيوانات البرية لبيعها كحيوانات أليفة، الأمر الذي يعرّض الكثير منها للخطر.
    • استخدام أجزاء من أجسام الحيوانات في الطب الشعبي: تعتقد بعض المجتمعات اعتقاداً خاطئاََ أنّ استخدام أجزاء من أجسام بعض الحيوانات البريّة مثل آكل النمل الحرشفي يمكن أن يعالج بعض الأمراض، كما يتمّ صيد وحيد القرن لاستخدام قرنه في تصنيع الأدوية، والدب للحصول على مرارته لتحضير العلاجات العشبية الصينية، والببر للحصول على عيونه وعظامه وأعضائه الداخلية لاستخدامها في الطب التقليدي.[١][٤]
    • اصطياد حيوانات برية نادرة لأغراض دينية.[٥]
    • الحصول على مصدر للطعام: إذ يُعدّ لحم القرود، والأفاعي، وبعض حيوانات الأدغال الأخرى من الأطعمة المرغوبة في عدد من الدول الإفريقية.[٥][٦]
    • صناعة الحليّ والديكورات: يتمّ صيد الفيلة الإفريقية على سبيل المثال للحصول على العاج لصنع الحلي.[٦]
  • الصيد الجائر البحري: هو صيد الحيوانات والكائنات البحرية بشكل مفرط، مثل:[٧]
    • صيد السلاحف البحرية بشكل عرضي أو متعمّد، وذلك بهدف التجارة، بالرغم من أنّها من الأنواع المهدّدة بالانقراض والمحظور صيدها.
    • صيد أسماك القرش للحصول على الزعانف.
    • صيد الحيتان المتعمّد في بعض البلدان، إلى جانب صيد الحيتان، والدلافين، وخنازير البحر بشكل عرضي، إذ تعلق هذه الحيوانات في شباك صيد الأسماك أحياناً.
    • تدمير الشعاب المرجانيّة نتيجة الصيد غير القانوني باستخدام الديناميت، وفقدان جزء منها بسبب الصيد الجائر للأسماك المرجانية.
    • الصيد غير القانوني لسمك التونة أزرق الزعنفة، وهي أسماك لا تصل لمرحلة النضج الجنسي إلّا عند بلوغها عمر 8-12 عاماً، ولا تتكاثر إلّا مرّة واحدة في العام، ممّا يجعلها مهدّدة بشكل كبير بسبب الصيد الجائر.

آثار الصيد الجائر

للصيد الجائر آثار مدمّرة على البيئة، منها:[٥][٦]

  • تناقص أعداد بعض أنواع الحيوانات، وتعرّضها لخطر الانقراض، ومن الأمثلة على ذلك الفيل الإفريقي، ووحيد القرن.
  • تعرّض أعداد كبيرة من حرّاس المحميات البرية للخطر أثناء أدائهم مهامهم.
  • تفشّي الأمراض الحيوانية بين البشر، مثل مرض السارس.
  • اختلال توازن النظام البيئي، إذ يؤدّي الصيد الجائر إلى انخفاض أعداد الحيوانات المفترسة التي تساعد على إبقاء أعداد الفرائس ضمن الحدّ الطبيعي، ممّا يعني زيادة أعداد الفرائس بشكل كبير، وبالتالي زيادة استهلاك النباتات (المنتجات)، أي امتداد التأثير السلبي على كامل السلسلة الغذائية، وتأخّر نموّ النظام البيئي.
  • تراجع السياحة البيئية بسبب الصيد الجائر، علماً بأنّ اقتصاد العديد من الدول النامية يعتمد عليها، إذ يؤدّي نقص أعداد الحيوانات إلى تراجع الإقبال على هذا النوع من السياحة.

طرق الحدّ من الصيد الجائر

نظراً لخطور الصيد الجائر والتجارة غير الشرعية بالحياة البرية، فقد قرّرت عدّة منظمات دولية التعاون فيما بينها للحدّ من هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها، ومن هذه المنظّمات الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، وشبكة مراقبة تجارة الحياة البرية، وذلك إل جانب جهود الحكومات والمجتمعات المحلية، وفيما يأتي بعض من هذه الحلول:[٣]

  • تقديم الدعم والمساعدة للمجتمعات المحتاجة لتلبية متطلّباتهم، وتعزيز طرق صيد بديلة أكثر استدامة للاستفادة من الحياة البرية المحلية.
  • تشجيع المستهلكين والمورّدين على شراء وإنتاج منتجات الحياة البرية المستدامة فقط، والمعتمدة من قبل مجلس الإشراف البحري (MSC)، ومجلس رعاية الغابات (FSC).
  • دفع الحكومات لفرض قوانين صارمة لحماية الأنواع المهدّدة بالانقراض، والحدّ من الطلب على منتجات هذه الأنواع.
  • تجهيز وتدريب حرّاس الحياة البرية؛ ليتمكّنوا من مواجهة المخاطر.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “Poaching”, www.britannica.com, 15-3-2020, Retrieved 26-7-2020. Edited.
  2. Doris Lin (30-5-2019), “What Is Poaching?”، www.thoughtco.com, Retrieved 26-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Illegal Wildlife Trade”, www.worldwildlife.org, Retrieved 27-7-2020. Edited.
  4. “11 FACTS ABOUT POACHING ANIMALS”, www.dosomething.org, Retrieved 27-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت “CAUSES AND EFFECTS OF POACHING”, www.personal.psu.edu, Retrieved 26-7-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت JANI ACTMAN (12-2-2019),“Poaching animals, explained”, www.nationalgeographic.com, Retrieved 26-7-2020. Edited.
  7. “Species that Suffer from Illegal Activities on the Ocean”, www.worldwildlife.org, Retrieved 27-7-2020. Edited.