الهجرة الريفية الحضرية
تعريف الهجرة من الريف إلى الحضر
تُعرَف الهجرة برحيل أهل الريف إلى المدينة، وهي ما يُطلق عليها أيضاً التّحضّر وبالإنجليزية (Urbanization)، وتُعرّف على أنّها عملية انتقال الناس وهجرتهم من الأرياف باتجاه المدن.[١]
تاريخ الهجرات من الأرياف للحضر
تعتبر الثورة الصناعية نقطة تحول هامة في تاريخ البشرية، إذ إنّها أدّت إلى تسارع ملحوظ في عملية الهجرة من الريف إلى المدينة، كما أنّ ازدياد أعداد ساكني المدن أدّى بأصحاب المصانع إلى التفكير بتوسيع اعمالهم والتوجه نحو دفع القوة العاملة إلى مزيد من التخصص في الأعمال التي يقومون بها.
بحلول القرن التاسع عشر كان هناك آلافٌ من العمال في الصناعة، إذ فاضت المدن بالمهاجرين من الأرياف على وعود بفرص عمل ورواتب مدفوعة، أغلبهم عاش في ظروفٍ مزرية، وأجبروا على العيش في أحياء فقيرةٍ مكتظةٍ وملوّثة، مغمورة بالنفايات والأمراض والقوارض، كما كانت المدن مصممة للتجارة والصناعة، فشوارعها نظمت بطريقة تراعي العمل ومتطلباته ونموه دون النظر إلى احتياجات الإنسان فيها كالخصوصية والاستجمام.[٢]
بعض أسباب الهجرة من الريف للمدينة
تعد هجرة أهل الريف للمدن أحد أسباب زيادة أعداد السُكّان في المدن، بالإضافة إلى الازدياد الطبيعي في أعداد سكان المدينة، وفي أغلب الأحيان يرغب الناس بالهجرة من الريف إلى المدينة آملين في تحقيق مستوى معيشيٍ أفضل، كما تنقسم مسببات الهجرة إلى قسمين أساسيين: عوامل تجذب الناس إلى المدن كالنمو الاقتصادي والتنمية والتطور التكنولوجي، وعوامل تدفع الناس للهجرة من الريف كالصراعات والاضطرابات الاجتماعية.[٣]
من أهم عوامل جذب الناس إلى المدن هي فرص العمل، إذ تتمركز معظم الصناعات في المدن، ولذا تتوفر فيها الفرص برواتب مجزية، بالإضافة إلى ذلك، ففي المدن مؤسساتٍ تعليميةٍ تزوّد الناس بخيارات متعددة من الدورات والتدريبات التي قد يحتاجونها في مواضيع مختلفةٍ ولتطوير مهاراتٍ متعددة.[٣]
يعتبر أسلوب الحياة المدني من الأسباب الأخرى التي تجذب الناس إلى المدن، إذ ينجذب كثيرٌ من قاطني الأرياف إلى “أضواء المدن الساطعة”، وكل هذه الأسباب تؤدي إلى هجراتٍ مؤقتةٍ ودائمة، في المقابل فإنّ ظروف العيش في بيئة فقيرة ونقص الفرص في الأرياف من عوامل الدّفع للناس بعيداً عن الريف باتجاه المدن، فيترك الناس الأرياف بسبب سوء الرعاية الصحية ومحدودية فرص التعليم والعمل بالإضافة إلى بعض التغيرات البيئية كالجفاف والفيضانات ونقص الأراضي الصالحة للزراعة.[٣]
الآثار المترتبة على الهجرة
تتلخص أهم الآثار الإيجابية للهجرة بخلق فرص عملٍ وتطوير البنية التحتية والتكنولوجيا، وتحسين المواصلات ووسائل الاتصال ونوعية التعليم والمرافق الصحية، أما الآثار السلبية فتتلخص في نقص المساكن نظراً لازدياد عدد السكان واكتظاظهم في مساحات صغيرة مزدحمة، بالإضافة إلى ذلك، فقد واجهت الحكومات مشاكل كبيرة في إدارة المرافق ومياه المجاري في الفترة التي ارتفعت فيها أعداد المهاجرين، إذ تسربت المياه إلى الأحياء والبحيرات والأنهار مما أدى إلى انتشار بعض الأمراض كالتيفوئيد.[٤]
بالرغم من أن توفير فرص العمل من أهم أسباب الهجرة، فإن البطالة من أهم آثارها، فالانتقال المتزايد من الأرياف إلى المدن أدى إلى تناقص شواغر العمل، علاوةً على ذلك، يعتبر غلاء المعيشة في المدن من أسباب تشكل الأحياء الفقيرة والعشوائية، خصوصاً أن مناطق كبيرة من المدن مخصصة للمصانع الضخمة وغير مناسبة لبناء المساكن.[٤]
المراجع
- ↑ “urbanization”, dictionary.cambridge.org, Retrieved 5-3-2019. Edited.
- ↑ “Urbanization”, britannica.com, Retrieved 5-3-2019. Edited.
- ^ أ ب ت “Urbanisation: Trends, Causes and Effects”, open.edu, Retrieved 5-3-2019. Edited.
- ^ أ ب “What is Urbanization?”, conserve-energy-future.com, Retrieved 5-3-2019. Edited.