أنواع المسك
المِسك
المِسك (بالإنجليزيّة: Musk) هو: مادَّة عِطريَّة دُهنيّة ذات رائحة جميلة، ولون أسمر مائل إلى الأسود، عُرِفَت عند العرب قديماً باسم (المشموم)، وعند الفُرس باسم (مشك)، علماً بأنّه وَرد ذِكر كلمة المِسك في القرآن الكريم، وأحاديث السُّنَّة النبويَّة؛ حيث استُخدِم للدلالة على الطِّيب، والحُسن، كما ذكره الشُّعراء في شِعرهم؛ ليُعبِّر عن المَدْح، وقد وُصِف المِسك بالذكاء؛ بسبب بروز رائحته، ونفاذها، ويُقال: مِسك ذكيّ؛ أي ذو رائحة ساطعة، ووُصِف أيضاً ب(الأذفَر)، ويعني: طيِّب الريح؛ فالمِسك ملك أنواع الطيب، وأطيبها، وأشرفها، وبه تُضرَب الأمثال، والمَحاسِن، ومن الجدير بالذكر أنّه يتمّ استخراج المِسك من بعض أنواع الغزلان التي تُوجَد في مناطق مُحدَّدة في وسط آسيا، وجبال الهند الشماليّة، والصين، حيث يُوجَد المِسك في كيس جلديّ دَمويّ في سُرَّة الغزال، وبعد أن يتمّ استخراجه يُحفَظ في قوارير، ويكون على شكل فُتات مسحوق يُنثَر على الجسم، والشَّعر، أو على شكل دُهن، ويُدهَن به الجسم.[١]
أنواع المِسك
تتعدَّد أنواع المِسك؛ تِبعاً لمصدرها، ومن أهمّ هذه الأنواع:
- غزال المِسك (بالإنجليزيّة: deer musk): يُوجَد هذا النوع من المِسك في أحد أنواع الظِّباء، ويُعرَف باسم (غزال المِسك)، ويحتفظ هذا النوع من الغزلان بالمِسك في غُدَّة كيسيّة في البطن، وتُوجَد هذه الغُدَّة في الذَّكر فقط، ولا تُوجَد في الأنثى، حيث يفصل الصيَّادون، والباحثون عن المِسك الغُدَّة، والكيس عن جسم الغزال بعد قَتله بأيّ طريقة كانت، ومن ثمّ يتمّ تجفيف كيس المِسك؛ بتعريضه للشمس، أو وضعه على الصخور الساخنة، أو غَمْسه في وعاء يحتوي على زيت مَغليّ، كما يُمكنهم الحصول عليه دون اللُّجوء إلى قتل الغزال؛ حيث يُصيب الغزال شُعورٌ بالحكَّة لدى امتلاء الكيس، فيحكّه بالصخور، ممَّا يُؤدّي إلى التصاق الكيس بما فيه من مِسك على الصخور، وبالتالي يجمعه خُبراء المِسك من على هذه الصخور.[٢]
- مِسك ظِباء التّبت: تُشبه ظِباء التّبت إلى حدٍّ ما الظِّباء في البلاد العربيّة، إلّا أنَّها تتميَّز بوجود نابَين يُشبهان أنياب الخنزير، وتحتوي أجسام هذه الظباء على المِسك كما هو الحال في غزال المِسك، إلّا أنّه يتمّ الحُصول على المِسك منها دون الحاجة إلى قتل الغزال؛ حيث يحكّ الغزال الكيس الجلديّ بالصخور، وذلك بعد أن يتجمَّع فيه الدم، ويصبح على شكل خراج؛ ويعود السبب في ذلك إلى شُعور الغزال بحكَّة شديدة في الكيس، حيث يستمرُّ حكُّ الكيس بالصخور، والحجارة الحادَّة إلى أن ينفجر الكيس، ويخرج بما يحتويه من مِسك، ودماء، فيلتصق بالصخور، ويأتي هنا دور أهل التّبت، وخُبراء المِسك في جمع المِسك المُلتصِق على الصخور، ثمّ استخدامه في صناعة العُطور، أو إبقائه بشكل خام كما هو، ويُعتبَر هذا النوع من المِسك أفضل أنواع المِسك؛ بسبب غِذاء الظبيان الذي يعتمد على نبات السنبل، وتَرك المِسك إلى أن ينضج تماماً، كما أنَّه يتميَّز بثمنه الباهظ، ونُدرة وجوده.[٣]
- فأرة المِسك: وهو نوع من المِسك يُستخرَج من دويبة تعيش في التّبت؛ حيث يتمّ صَيدها حيَّةً، ثمّ يتمّ رَبْط سُرَّتها، وشدِّها جيّداً؛ حتى يتجمَّع الدم فيها، بعد ذلك تُذبَح، وتُفصَل سُرَّتها عن جسمها، وتُدفَن السُّرَّة بعد ذلك في الشعر لبضعة أيّام إلى أن يتجمَّد الدم فيها، ويتحوَّل إلى مِسك ذي جودة عالية.[٣]
- ثور المِسك (بالإنجليزيّة: Musk-ox): الاسم العِلميّ له هو (Ovibos Moschatus)، وهو يُمثِّل إحدى فصائل الثيران التي تعيش في شمال كندا، وتمّ نَقلها إلى منطقة ألاسكا، ويتميَّز هذا الحيوان بقُوَّته العضليّة، وقصر قامته؛ حيث يبلغ ارتفاعه نحو 1.5م، أمَّا وزنه فيُقدَّر بنحو 400كغ، كما أنَّه يتميَّز بوجود قرنَين كبيرَين، ومُنحنِيَين على رأسه الكبير، والمُتدلِّي إلى الأسفل، بالإضافة إلى وجود شعر كثيف جدّاً، ذي لون بُنِّي، وبُنِّي مُسوَدّ، يُساعده على الاحتفاظ بالحرارة في البيئة الباردة التي يعيش فيها، وتحتوي هذه الثيران من كلا الجنسَين على المِسك في دمها، وليس في أكياس جلديّة كما هو الحال في غزال المِسك.[٢]
- مِسك السلحفاة (بالإنجليزيّة: Musk turtle): يُوجَد المِسك في بعض أنواع السلاحف، وبالتحديد في الأنواع التي تعيش في منطقة جنوب أونتاريو، و[[أين تقع كندا
|كندا]]، وصولاً إلى السواحل الأمريكيّة، ويُوجَد المِسك في هذه السلاحف داخل غُدَّة، أو مجموعة غُدَد كيسيّة في منطقة قريبة من الذيل أسفل الجسم.[٢]
- النبات المِسكيّ، أو المِسك الأمريكيّ: والاسم العِلميّ له هو (Mimulus Cardinilis)، ويتميَّز هذا النبات بلون أزهاره البُرتقاليّة ذات البُقَع الحمراء، وبرائحته التي تُشبه إلى حدٍّ كبير رائحة المِسك.[٢]
- المِسك الصُّغديّ: وهو نوع من المِسك يتمّ استخراجه من الظبي الذي يعيش في بلاد أفغانستان حاليّاً.[٤]
- المِسك القنباريّ: يُستخرَج من الظباء التي تعيش في بلد يُعرَف ب(قنبار) في الصين.[٤]
- المِسك الطفرغريّ: وهو نوع من المِسك يُستخرَج من الظباء التي تعيش في أرض التُّرك، ويتميَّز بلونه القريب من السواد، وخشونة ملمسه، وبُطء سَحقه.[٤]
- المِسك الجرجريّ: وهو يُشبه مِسك ظباء التّبت، ويتميَّز بلونه الأصفر.[٤]
- المِسك العصماريّ: ويُعتبَر من أضعف أنواع المِسك، وأقلّها قيمة.[٤]
- المِسك الجبليّ: وهو مِسك يُستخرَج من أرض السِّند، وأرض الموليان، ويتميَّز بضعف رائحته، كما أنَّه كثير النوافح من اللون.[٤]
- المِسك الهنديّ: ويُستخرَج من بلاد الديبل.[٤]
استخدامات المِسك
يَمنحُ المِسكُ المرءَ رائحة عَطِرة تُريح القلب، وتَفطرُ الفؤاد، كما أنَّه يُستخدَم في تثبيت روائح العُطور باهظة الثمن؛ لتبقى مُحتفِظةً برائحتها أطول مُدَّة مُمكنة، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ له العديد من الاستخدامات الدوائيّة، والعلاجيّة، ومن أهمّها:[٢]
- تحسين صحَّة القلب، وتنظيم خفقانه، وإزالة السُّموم، والأرياح من الأمعاء.
- علاج مشاكل العين، مثل: الجفاف، ووجود المياه البيضاء، وبعض آلام العين الأُخرى؛ وذلك بإضافته إلى بعض العقاقير.
- علاج سُموم، ولدغات الأفاعي، كما أنَّه يُستخدَم كمُضادّ.
- علاج حالات آلام، وأوجاع الرأس.
فيديو عن المِسك
من غُدَّة حيوان إلى عِطر، شاهد الفيديو لتتعرَّف أكثر على هذه المادَّة الثمينة:
المراجع
- ↑ د.يحيى الجبوري، الزينة في الشعر الجاهلي، صفحة 214،215،216. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج سهام خضر، معجم الأعشاب والنباتات الطبية، صفحة 558،559،561. بتصرّف.
- ^ أ ب زكريا بن محمد بن محمود القزويني، آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت: دار الكاتب العلمية ، صفحة 78. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ قيس كاظم الجنابي، العطر عند العرب، صفحة 24،25،26. بتصرّف.