أهمية ظاهرة الصدى للكائنات الحية
ظاهرة الصدى
ظاهرة الصدى هي ظاهرة طبيعية تتمثل بارتداد الصوت إلى مصدر الصوت، وتُعرف عند العرب باسم ابنة الجبل، وابن الطود، أما في اللغات الأخرى كاللاتينية فيعرف بـecho، وترجع تسميته الأخيرة إلى إحدى الأساطير اليونانية القديمة التي تفيد بأن إيكو هي ربة الجبل، والتي اشتهرت بطول لسانها ووقاحتها، فضاق الأرباب بها ذرعاً، فأوقعوا بها عقوبة تكون من جنس الفعل، وتمثلت بعجزها عن النطق بكل ما هو جديد واقتصار نطقها على شيء واحد، وهو ترديد المقطع الأخير من كل قولٍ تسمعه.
لظاهرة الصدى أهمية كبيرة؛ حيث كان الإنسان يصغي مسامعه لما كان يرتد إليه من صوت على شكل صدى، ويعد الصدى انعكاساً للصوت بعد انطلاقه من مصدره إلى أذن المستمع؛ كالصوت داخل مبنى فارغ أو ارتداد الصوت من قاع بئر.
أهمية ظاهرة الصدى للكائنات الحية
أهمية الصدى للحيوانات
لظاهرة الصدى أهمية عند الكائنات الحية بمختلف أنواعها، فالحيوان مثلاً يعتمد على الاستشعار بالصدى كوسيلة لرصد موقع فريسته، إذ تعتبر السلاح الأول في الاصطياد، فهو يطلق أصواتاً تساعده على فهم المكان الموجود فيه، ويحفزه الصدى على إدراك العوائق التي قد تقف عائقاً في وجهه لاصطياد فريسته، وبالتالي التربص للفريسة والإيقاع بها، ومن الأمثلة على الحيوانات التي تستفيد من ظاهرة الصدى: الدلافين والحيتان، حيث إنها تحدد اتجاه حركتها في الماء، وتحديد مكان فريستها.
يستخدم الصدى لدى بعض العائلات الحيوانية كأسلوب للتخاطب ولغة للاتصال بين أفرادها، ومن أكثر الحيوانات اعتماداً على ظاهرة الاستشعار بالصدى هي الخفافيش، إذ تستفيد منها في التعرف على عناصر البيئة المحيطة، لتتمكن من الوصول إلى أهدافها، وتحديد مسارها والطريق الذي ستسلكه.
أهمية الصدى للإنسان
أهمية الصدى لدى الإنسان تكمن في عددٍ من المجالات الطبية، حيث يلجأ إليها الأطباء في انعكاس الموجات فوق السمعية لرسم الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان، وبالتالي تشخيص الحالة المرضية، بالإضافة إلى فحص الأجنة، كما يمكن الاستناد عليها لغايات استكشاف أماكن الحقول النفطية في باطن الأرض، ورصد تجمعات السمك لاصطيادها، ويستخدمها الإنسان في قياس عُمق البحار والمحيطات.
حدوث ظاهرة الصدى
أكدّت الدراسات العلمية على أن حدوث ظاهرة الصدى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بارتطام الموجة الصوتية بسطح صلب، وارتدادها إلى مصدر الصوت بسبب الاصطدام، وتستغرق عملية حدوث الصدى مدة زمنية تقدر بـ 0.1 ثانية، ويمثل هذا الجزء من الثانية المدة الفاصلة بين لحظة انطلاق الصوت وارتداده إلى نقطة انطلاقه.
من الممكن أن يرتد الصوت متكرراً بشكل متتالٍ إذا كانت مساحة الحاجز أكبر أو على مسافات أطول، كما أنه يرتد عند ارتطام الصوت بعدة حواجز، فتكون الموجات المرتدة مضاعفة.