مظاهر العولمة الثقافية

العولمة الثقافية

هي نوعٌ من أنواع العولمة، وتتحقق من خلال تداول الأفكار والمعاني والقيم الخاصة بأمةٍ أو شعبٍ ما لتنتنشر وتشمل كافة أنحاء العالم، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية وتوسيعها، وتنفرد بتركيزها على نشر الثقافات الشائعة والمتداولة عبر الشبكة العنكبوتية والتواصل الاجتماعي والسفر أيضاً على مستوى العالم، وساهم هذا النوع بتوسيع رقعة تبادل البضائع والاستعمار بشكلٍ كبير.

يراها البعض على أنّها ناتج اختلاط عدد من السياسات والآثار الناجمة عن اتصال ثقافاتٍ ومجتمعاتٍ غير متكافئة، إلى جانب إدخال مؤثرات جديدة تتماشى مع أهداف العولمة ومخططاتها، وتغزو بالدرجة الأولى الفكر الثقافي المتمثل بالعادات والتقاليد والقيم والأخلاق. وقد ساهمت العولمة الثقافية في توطيد أواصر العلاقات بين الأفراد في مختلف أنحاء العالم من خلال عبورها للحدود الوطنية والإقليمية وتخطيها، وتقوية سبل الترابط بين الشعوب بالرغم من اختلاف الثقافات والهويات الفردية والاجتماعية.

مظاهر العولمة الثقافية

  • انتشار اللغة الإنجليزية وسيادتها، ويظهر ذلك من خلال اعتمادها كمظهرٍ ودليل قوي للتقدم والرُقيّ، حتى باتت تحّل مكان اللغة الأم كاللغة العربية فنرى أنّ اتقان اللغة الإنجليزية شرطاً رئيسياً في مختلف جوانب الحياة، سواءً في العمل أم المناهج التعليمية، أم الصحف والمجلات.
  • ثورة التقنيات والمعلومات، حيث تعتبر ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أكثر مظاهر العولمة الثقافية تأثيراً فقد تمكنت من اقتحام مختلف أنحاء الأرض بواسطة الكابلات الضوئية، والفاكسات، ومحطات الإذاعة، وأصبحت بذلك مصدر ثروة قوي على مختلف الأصعدة سواءً كانت اجتماعية أم سياسية أم ثقافية.
  • تفشي الثقافة الغربية في مجتمعنا، وهيمنة الأنماط المعيشية الغربية عليها، يظهر بشكلٍ جليّ من خلال تمرد الأبناء على الأسر، والتفكك الأسري، وممارسة سلوكيات جنسية فاضحة، والانسلاخ عن الثقافة العربية والإسلامية، وتعتبر القنوات الفضائية وشبكة الانترنت من أكثر الوسائل المساعدة لهيمنة الثقافة الغربية.

أهداف العولمة الثقافية

  • جاءت لتقديم خدمة للبشرية بشكلٍ عام من خلال تخطي عقبات الحواجز الجغرافية، وتسيير الشعوب نحو مصيرٍ واحد، بالإضافة إلى نشر القيم الإنسانية وحمايتها في مختلف أنحاء العالم.
  • تُعتبر من وجهة نظر الغرب، وسيلة لنشر التقنية الحديثة حول الأرض، وإيجاد الحلول الجذرية للمشاكل التي تقف في وجه الإنسانية، وبالرغم ممّا تقدّم إلّا أنّ العولمة الثقافية سلاحُ ذو حديّن فإنّها قاتلة للمجتمعات الشرقية التي وقعت ضحية رغبات المجتمعات الغربية في سلبتها هويتها وقيمها وأخلاقها.
  • تسعى العولمة الثقافية إلى زعزعة تماسك المجتمعات العربية والإسلامية فيما بينها من خلال غرس القيم والأفكار الثقافية للدول الغربية في عقول أبناء العرب والمسلمين، كما تتطلع ملياً إلى تأسيس بُنيةٍ تحتيةٍ في المجتمعات الشرقية لهوية ثقافية وحضارية غربية بواسطة سلبها عناصر الممانعة والمقاومة.
  • تتطلع جاهدة إلى رسم سياسةٍ إعلامية موجهة لإعادة هيكلة الأخلاق والقيم التي تسيطر على عقول الشباب المسلم وتسييرها فيما يتماشى مع مصلحة الدول الغربية.

عوامل نجاح العولمة الثقافية

  • الثورة الإعلامية والتكنولوجية: فقد ساعد الانتشار الواسع لشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الثقافية على إنجاح أهداف العولمة الثقافية، وذلك بتوسيع رقعة الترويج للثقافة الغربية، وإغراء المجتمع العربي والإسلامي بانتهاج أساليب حياة حديثة تواكب التطورات.
  • حرية التعبير: اسُتخدِمت الحريات في التعبير عن الرأي بأسلوبٍ مطلق حتّى بلغت الكُفر، وبرز ذلك بالرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • تفشي قيم غربية في المجتمع العربي: والتي انتشرت على الرغم من مخالفتها للقيم والأخلاق والدين كالاختلاط، والاستنساخ، والإجهاض.
  • نشر اللغة الإنجليزية: كالتوجه لاحلال اللغة الإنجليزية مكان اللغة العربية ولغاتٍ أخرى، واعتبارها نوعاً من أنواع الرقي والتحضر.
  • فرض سيطرة الدول الغربية على وسائل الاتصال: فقد سيطرت على وسائل الاتصال والإعلام الخاصة بالعالم العربي والإسلامي بشكلٍ خاص، وتوجيهها بما يتماشى مع هدف طمس الهوية الثقافية العربية شيئاً فشيئاً.