وجود الحياة على سطح الأرض

تاريخ الأرض

من المعلوم أنّ عمر الأرض حوالي 4500 مليون سنة تقريباً، وأنّ تَشكُّـلَها كان على شكل حممٍ ومعادنَ مصهورة، ثمّ أخذت بفقدان حرارتها مع الحفاظ على استدامة دورانها حول الشّمس، حتّى بدتْ على هذا الشكل الذي نعرفه اليوم؛ شبه كرويّ، وقبل حوالي ألف مليون عام ظهرتْ الحياة عليها.

بدء الحياة على الأرض

الحياة هي كل شيء يحتفظ ببيئة داخلية له، تختلف عن البيئة الخارجيّة، ويستطيع التكاثر، وتوريث الصفات الجينية لأبنائه، ولكن كيف نشأتِ الحياة؟ لا بدّ أنّه سؤالٌ شائك جدّاً؛ نظراً لحدوثه في أوقاتٍ سحيقة، ونظراً لتعلّقه بالأديان والفلسفات والمعتقدات كلّ من حاول الإجابة عليه سيُتهم بأنّ أدلّته مُأدلَجَة، أو يُرمى بالزندقة.

كتب تشارلز داروين كتابه أصل الأنواع (Origin of Species) عام 1859م، والذي تحدّثَ من خلاله عن اشتراك الكائنات الحيّة بأصل واحد، وأنّ الكائنات الحيّة بجميع فروعها، كالفطريات والطحالب والنباتات والطيور والديناصورات والدببة والإنسان تملك صلة قرابة فيما بينها، لكن بدرجات متفاوتة، فمثلاً الخوخ الأحمر قريب من الخوخ الأصفر، والخوخيّات قريبة من اللوزيات، والنباتات بشكل عام تُشبه بعضها، ولكن بصورة أبعد.. وهكذا. وكذلك فقد شرحَ العالم تشارلز دارون فكرة أنّ الإنسان تطوّر من أصل مشترك يقع ما بين الإنسان العاقل والقرود العليا، وهي الفكرة التي عادةً ما ينقلها العامّةُ خطأً فيقولون إنّ أصل الإنسان قرد!

وعلى الرّغم من ذلك، لم يتطرّق داروين إلى أصل الحياة، بمعنى من أين جاءت الخليّة الحيّة الأولى، لكن حسب ما هو مطروح في الساحة العلميّة اليوم، فإنّ ما حدث هو تكوّن جزيئات عضويّة بسيطة؛ بسبب تراكم شروط خاصّة، وتكوّن الأغشية الخلوية، وتشكّل (RNA)، وجزيء البروتين فيما بعد… وما إلى ذلك، بطرق تلقائيّة وتبعاً للظروف الجويّة المحيطة آنذاك، حيث يستندون على تجربة العالِمين (يوري وميلير) والتي أثبتت إمكانية تشكّل العناصر الأساسيّة للحياة (مثل الأحماض الأمينية) من خلال اجتماع ظروف خاصّة وعدم التدخّل بها. حتّى ظهرت أحاديّة الخلية وتطورت إلى ملايين الكائنات المختلفة كما نشاهدها اليوم. وما أودّ التأكيد عليه أنّ نشأة الحياة سرّ معقّد ليس من السهل الجزم به، وما زال العلماء يناقشونه بإسهاب بطرح فرضيّاتٍ ودحض أخرى.

نشأة الحياة والدين

هناك ديانات تهتمّ بالخلق وأصله كالديانات السماويّة، وديانات لم تحاول الإجابة عليه كالديانات الشرق أقصويّة، وبشكل عامّ فإنّ الديانات السماويّة الثلاث تؤمن أنّ الأرض عُمّرت بالكائنات الحيّة المخلوقة خلقاً مباشراً، ونزل آدم وحواء إلى الأرض بعد أن خلقهما الله في الجنّة، حيث أإنّ أصلهما التراب والماء أو الصّلصال، ودبّت فيهما الروح، قال تعالى: (ومن ءاياتِهِ أنْ خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشر تنتشرون) الروم 20، وقوله تعالى: (أكفرتَ بالذي خلقكَ من ترابٍ ثمّ منْ نطفةٍ ثمّ سوّاكَ رجلاً) الكهف 37، وقال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ من حمأٍ مسنون) الحجر 26.

العلمُ والدّين

العلمُ يبحثُ في الماديّات بتجرّد، بناءً على التجارب المخبريّة القابلة للقياس والإعادة، والدّين يجيب على الأسئلة الوجوديّة من خلال وحيٍ ونصّ مقدّس.