شجرة عيد الميلاد

شجرة الميلاد

شجرةُ الميلاد هي تقليدٌ سنويٌ يتزامنُ مع أعيادِ الميلاد وهي شجرةٌ دائمةُ الخضرة من شجر السرو، ويَتم تَزيينها بإكسسوراتٍ مُضيئة يرمز كلّ منها لمعانٍ روحانيةٍ مختلفة، ويتم وضع الشجرة داخل المنزل مع يوم عيد الميلاد، ويرجع تاريخ هذه الشجرة إلى رواياتٍ عديدة، ومنها أنّها عادةٌ رومانيةٌ قام بها الرومان المسيحيون عند اعتناقهم للدّيانة المسيحية، ولعدم معرفتهم للتاريخ الصحيح لميلاد المسيح تمّ ربط الاحتفال بميلادِ المسيح مع احتفالهم بعيد الشمس الذي يُصادف الخامس والعشرين من كانون الأول (ديسمبر).

هذا التاريخ الذي يحتفل به المسيحيون هو احتفالٌ روحانيٌ تكريماً وإخلاصاً للمسيح، واستخدم الرومان شجرةَ شرابةِ الرّاعي كزينةٍ في عيد ميلاد الشمس، ومن ذلك الوقت مع توحيد العيدين بتاريخٍ واحدٍ أصبحت هذه الشجرة رمزاً للميلاد فالأوراق الشوكية هي إكليل المسيح، والثمار الحمراء هي رمزٌ لِدمائه المُراقة، والحطب هو رمزٌ لإيقاد النار؛ فكان في الاحتفال بميلاد الشمس توقد النار.

يذكر المؤرّخون أنَّ شجرة الميلاد هي عادةٌ وثنيةٌ استخدمتها الدّول الاسكندنافية التي كانت تَعبد الشجر، وخصوصاً في ألمانياً خلال القرن الخامس عشر؛ حيث يضعون الزّينة على الشجر خلال شهر ديسمبر، ثمّ يتمّ حرقها تعبيراً عن احتفالهم بتجدد الحياة على الرّغم من قسوة الشتاء والانقلاب الشتوي لديهم.

في إحدى الروايات القديمة يُعتبر مارتن لوثر كينغ هو أوّل من وضع شجرة الميلاد؛ حيث تَقول الرّواية في ليلةٍ صافيةٍ رأى النجوم تُزين السماء، فاشترى شجرةً وأحضرها للمنزل وقام بتزيينها بشموعٍ مُضيئة.

رمز ومعنى شجرة عيد الميلاد

شجرةُ الميلاد هي شجرةٌ دائمةُ الخضرة، وترمز إلى شجرِ الحياة التي ذُكرت في سِفر التكوين فلهذا هي الحياة والنور، فالإنارة والإضاءة هي من هذا المنطلق الروحاني، ولهذا تمّ تزيينها بدايةً بالتفاح الأحمر، والورود، وأشرطة القماش، وأمّا الأجراس فهي رمزٌ للرُّعاة وتكريماً لهم؛ لأنهم بحثوا عن المسيح ووجدوه في المزود، وأمّا العصا المعكوفة هي عصا الراعي التي يستخدمها لجلب الخروف الضّال.

أول شجرة ميلادٍ تم ذكرها في التاريخ بشكلٍ موثقٍ ومكتوبٍ هي الشجرة الموجودة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية عام 1605م، وأضخم شجرة ميلاد كانت في عهد الملكةِ فكتوريا بإنجلترا عام 1840م، وبعدها انتشرت شجرةُ الميلاد كزينةٍ أساسية لعيد الميلاد.

تَغيرت ملامح شجرةِ الميلاد اليوم فاستبدلت الأشجار الطبيعية بالأشجار الصناعية، وبأحجامٍ وأنواعٍ مختلفة، وتنوّع ألوان الكرات فهناك اللون الأحمر، والأزرق، والأخضر، وكذلك النجمة التي توضع بقمةِ الشجرة تُعد رمزاً لنجمةِ بيت لحم التي هدتِ المجوس الثلاثة، ويتم وضع الصناديق المغلقة المزينة تحت الشجرة وعادةً توضع بها الهدايا التي يتم تبادلها عشيةَ ليلةِ الميلاد.