أثر موقع مكة على طريق القوافل في تجارتها

مكة المكرمة

مكة المكرمة وهي أم القرى تتمركز في موقع جغرافيّ متميز في شبه الجزيرة العربيّة، وتشتهر الجزيرة العربية كمحطة للقوافل التّجارية قديماً، وموقع مكة سمح لهذه القوافل بالمرور بها كمحطة استراحة تمر بها حتى تسير إلى وجهاتها المختلفة، ونذكر أن أهل مكة عملوا بالتجارة وتجارة مكة مشهورة في رحلتين وهما رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشّام، وسنتحدث عن أهمية وأثر موقع مكة على طريق القوافل التّجارية، وما هي أبرز الطّرق التّجارية التي كانت تسكلها القوافل.

الطّرق البرية للقوافل التّجارية

الطّريق الأول

تعبر الكثير من القوافل التّجارية ما يسمى ببلاد القوقاز حيث كانت تعبر منطقة قنأ بحضرموت، ومن ثم تتفرع وتتجه نحو عدن ونجران ومن ثم إلى وادي الدواسر ثم اليمامة والخرج، ثم تتجه إلى الشرق نحو الخليج العربي وشمالاً إلى بلاد الشّام.

الطّريق الثاني

يبدأ هذا الطّريق من جنوب غرب شبه الجزيرة العربية من حيث الممالك التي اشتهرت في اليمن كسبأ وحمير ومعين، ومن ثم يتجه إلى مدين ومن ثم يصل إلى أيلة العقبة وبعدها للبتراء ومن ثم إلى تدمر الشّام، ويتغير هذا المسار حتى يصل إلى غزة، ويعتبر هذا الطّريق الأشهر الذي كانت تجار قريش وقوافلهم يعبرونه.

الطّريق الثالث

في هذا الطّريق تعبر القوافل المتجهة من حضرموت إلى الخليج ثم للعراق ثم التوجه نحو الشّام، وأيضاً من الطّرق المشهورة تعبر القوافل الجزيرة العربية مروراً بمكة ثم وادي الرافدين وهو درب الحيرة المشهور والذي عُرف بالإسلام بدرب زبيدة.

أثر موقع مكة على طريق القوافل التّجارية

  • تحتل مكة موقعاً متميزاً كما هو واضح من تداخل الطّرق التّجارية المشهورة ما بين اليمن والعراق والشّام وفلسطين، وكانت مكة وما تزال مركزاً مهماً لإقبال الحجاج والتجار وهي من أكبر المحطات المهمة التي تتوقف فيها القوافل، ومع القرن الخامس الميلادي كانت لمكة موقع مهم عندما تحول الطّريق التجاري الذي يعبر من بلاد الصين والهند إلى العراق، ليصبح نقل البضائع التّجارية من الهند والصين مروراً باليمن ثم بمكة ومن ثمّ لفلسطين وبلاد الشّام وهذا الطّريق البديل والمهم عندما نشبت الحرب ما بين الروم والساسانيين خلال تلك الفترة.
  • تتميز مكة بالموقع الحيادي أي كمحطة يمر بها التجار بين بلاد اليمن والشّام وسوق رئيسي بين شمال وجنوب الجزيرة العربية، فمكة تشتهر بعيون الماء الكثيرة التي تتوقف عندها القوافل لسقاية دوابها والاستراحة فيها، فتشتهر فيها آبار بدر، ومن أشهر التجار العرب في مكة هو هاشم بن عبد مناف الذي احتكر التجارة القادمة من الهند والصين التي كانت تذهب إلى أسواق روما وبيزنطة قديماً، فتجار العرب أمناء على التجارة، ونذكر أنّ هناك الكثير من المعاهدات التي أبرمها تجار قريش مع أمراء الجزيرة العربية لحماية التجارة؛ فلهذا تعتبر مكة مكاناً آمناً للتجارة ومرور القوافل التّجارية بسبب الأمانة والأمان، ومن أبرز البضائع التي كانت تحمل وتمرّ عبر مكة هي العود والبخور والبهارات والزيوت والخمور والقمح وغيرها.