عيد شم النسيم

أصل عيد شم النسيم

الثابت أنّ احتفال شم النسيم هو أحد الأعياد الفرعونية القديمة، وهو عيد الربيع، وكان المصريون القدماء يحتفلون به لأنّه يوافق موعد حصاد المحاصيل وكانوا يأكلون أطعمة خاصة بذلك اليوم رمزاً للخصوبة واستبشاراً بموسم الحصاد، وأخذ العبرانيون الاحتفال عن المصريون القدماء وقالوا أنّه اليوم الذي وافق خروج موسى باليهود من مصر، وأسموه عيد الفصح، ويروى أنّ اليهود لما أشرفوا على الخروج من مصر هرباً من بطش فرعون تعجلوا على عجين الخبز قبل أن يختمر، فأكلوا الخبز فطيراً، وأصبحوا على تلك العادة من وقتها، إلى جانب ذبح الحملان في رمز للخصوبة والاحتفال بالخير الجديد.[١]

شم النسيم في المسيحية

أخذت الديانة المسيحية الاحتفال بشم النسيم وأعطته الطابع اللاهوتي كغيره من الأعياد الوثنية التي حاولوا جعل المسيحيين الجدد يتخلصون منها، فكان عيد القيامة عند المسيحيين الغربيين هو نفس يوم عيد الفصح اليهودي أو شم النسيم الفرعوني، أما في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي تستخدم تقويماً مختلفاً، فإنّ عيد الفصح لا يحتفل به إلا بعد عيد القيامة، ويمنع بتاتاً الاحتفال بالعيدين في نفس اليوم، لذا نجد أنَ عيد شم النسيم يأتي دائماً يوم الإثنين التالي لأحد القيامة وفق الكنيسة الأرثوذكسية.[٢]

مظاهر الاحتفال بشم النسيم

لم تتغير مظاهر الاحتفال الأساسية بشم النسيم منذ آلاف السنوات، فما زالت العادة المصرية جارية على أن تخرج الأسر للمتنزهات حاملين معهم الأطعمة والمشروبات الخاصة بذلك اليوم، ومن أطعمة شم النسيم الأساسية هي البيض الملون
فكان المصريون القدماء ينقشون على البيض قديماً الأمنيات والدعوات ويتركونه في سلال لتلقي أشعة الشمس ونيل بركة الآلهة لتحقيق أمنياتهم، ويذكر أنّ الاحتفال بتناول البيض كان أقدم من ذلك لأنّه يرمز إلى الحياة الجديدة عند المصريين، أما عادة تلوين البيض في شم النسيم فهي حديثة وقد انتقلت إلى بقية العالم من فلسطين، حيث كان المسيحيون في فلسطين يصبغون البيض باللون الأحمر تذكيراً بدم المسيح، واختلافاً عن الاحتفال بعيد الفصح اليهودي.[٣]

مراجع

  1. عباس العقاد (2017)، المقالات النادرة (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار المحرر الأدبي، صفحة 66،67، جزء الخامس. بتصرّف.
  2. Hans J. Hillerbrand (9-1-2018), “Easter”، Britannica, Retrieved 30-1-2018. Edited.
  3. مصطفى الصوفي (2017)، طقوس احتفالات المواسم والأعياد الربيعية (الطبعة الأولى)، القاهرة: كتاب للنشر والتوزيع، صفحة 36. بتصرّف.