عيد النصر التركي

عيد النصر التركي

يُعرف عيد النصر التركيّ بأنّه أحد أهمّ الأعياد الوطنيّة التي تحتفل فيها الجمهوريّة التركيّة كذكرى لانتصارها على اليونان إثر الحرب التي دارت بينهما لمدّة ثلاث سنوات، حيث بدأت في شهر أيّار من عام ألف وتسعمئة وتسعة عشر ميلادي، واستمرّت حتّى شهر تشرين الأوّل من عام ألف وتسعمئة واثنين وعشرين للميلاد، وتُعرف هذه الحرب بعدّة أسماء، إذ أُطلق عليها الحرب في آسيا الصُغرى، وأيضاً نكبة آسيا الصُغرى، وعُرفت أيضاً بالحملة اليونانيّة في حرب الاستقلال التركيّة.

أحداث حرب نكبة آسيا الصغرى

إنّ هذه الحرب ما هي إلا أحداث عسكريّة جرت بعد الحرب العالميّة الأولى لتقسيم الدولة العثمانيّة، حيث دارت أحداثها بين اليونان والأتراك الثوريّين التّابعين للحركة الوطنيّة التركيّة، والتي يعود لها فضلُ قيام الجمهوريّة التركيّة، مع العلم أنّ بعض المؤرّخين يرون أنّ احتلال دولة اليونان لمدينة إزمير كان الشرارة الأولى لإنشاء الحركة الوطنيّة التركيّة.

الحملة اليونانيّة

شجّع حلفاء الدولة اليونانيّة الغربيّين اليونان لإقامة هذه الحملة على الدولة العثمانيّة، وفي مقدّمتهم ديفيد لويد جورج الذي كان رئيساً للوزارء في بريطانيا، وقد وعد الحُلفاء اليونان بحصولها على المكاسب الإقليميّة إذا ربحت الحرب، وبالرّغم مما اكتسبته اليونان من أراضٍ تركيّة خلال سنوات الحرب، تخلّت عنها وعادت في حدودها إلى حيث بدأت أي قبل قيام الحرب، وبالتّالي انخرطت مع الدولة التركيّة في تبادل السكّان، وذلك تطبيقاً للأحكام التي وردت بينهما في معاهدة لوزان.

كانت نتيجة تلك الحرب أن فشلت جميع الحملات العسكريّة من قِبَل الحُلفاء، والتي قامت ضدّ الثّوار العثمانيّين بشكلٍ منفصل من قِبَل اليونان وفرنسا وأرمينيا، مما أدى بهم إلى التخلي عن تطبيق معاهدة سيفر، بل بدؤوا بالتفاوض على تطبيق معاهدةٍ حديثة في لوزان، وكانت المحصّلة أن اعترف الحُلفاء بسيادة الجمهوريّة التركيّة على كلٍّ من الأقاليم السّوريّة الشماليّة، والأناضول، وتراقيا الشرقيّة بعد إعلان استقلالها.

الهجوم التركي المضاد

إثر انسحاب اليونان من الأراضي التركيّة قام الأتراك بهجوم مضّاد سُمّي بالهجوم الكبير، وسيطرت تركيا على مواقع دفاعيّة يونانيّة رئيسيّة، واستمرّت بهجومها لمدّة أربعة أيّام من شهر آب تحديداً من يوم السادس والعشرين حتّى يوم الثلاثين من عام الانتصار، وتمّت هزيمة جيش اليونان في معركة دملوبينار، حيث قُتل وأسُر نصف عدد الجيش اليونانيّ، ودُمّرت معدّاته بشكلٍّ كليٍّ وهذه الذكرى هي تاريخ يوم النصر في الجمهوريّة التركيّة، ويُعتبر يوم عطلة وطنيّة تُقام فيه الاحتفالات في السّاحات العامّة وتُتلى الخطابات، وتُقام الأعراس الوطنيّة مع العرض العسكريّ منذ ما يُقارب مئة عام حتّى تاريخ اليوم.