مضار كثرة البكاء على الطفل

فرط البكاء عند الأطفال

يُعاني كثيرٌ من الآباء والأمهات مع أبنائهم كثيري البكاء الأمر الذي يُسبّب لهم كثيراً من الإحباطات المُتراكمة والتّعاسة الشديدة لعدم قدرتهم على معرفة احتياجات طفلهم أو فهم السبب الذي يبكي من أجله؛ حيث أثبتت الدراسات الحديثة أنّ هناك طفلاً من خمسة أطفال يعاني من البكاء المفرط دون سبب معروف. تُدعى هذه النوبة من البكاء بفرط البكاء عند الأطفال، ويمكن القول بأنّها عبارةٌ عن حالة يبكي فيها الطفل بكثرة خلال اليوم وبشكل مستمر دون القدرة على إيقافه، وقد ينقلب البكاء أحياناً إلى صراخٍ شديدٍ وحادٍّ وتتكرر حدوث نوبات الصراخ بشكلٍ يوميّ وغالباً في نفس الوقت والميعاد. توصّل الأطباء لقاعدةٍ يعتمدونها من أجل التفريق بين البكاء العادي والبكاء الشديد وتعرف باسم ” القاعدة الثلاثية”؛ أي إنّ الطفل يبكي بمعدل ثلاث ساعات متتالية في اليوم وبمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع الذي يستمر مدة ثلاثة أسابيع على الأقل. سنعرض في هذا المقال الأسباب التي تكمن وراء كثرة بكاء الأطفال، ومضار كثرة البكاء على الطفل.[١]

أسباب كثرة بكاء الطفل

تختلف الحالات التي قد يبكي الطفل من أجلها وقد لا يمكن حصرها بشكلٍ كامل، إلا أنّ هناك بعض الأسباب الرئيسية والشائعة بين معظم الأطفال والتي تندرج فيما يلي:[٢]

  • الجوع: يُعدّ أحد أكثر أسباب بكاء الأطفال شيوعاً؛ حيث إنّ معدة الطفل الصغير تكون غير قادرةٍ على استيعاب كمياتٍ كبيرة من الطعام، وقد يحتاج إلى التغذية في فترات متقاربة، لذلك لا بد أن يبكي إذا أحسّ بالجوع بعد فترة من الطعام.
  • الحاجة لتغيير الحفاض؛ حيث إن الطفل شديد الحساسية لمثل هذه الأمور، وإذا كان الحفاض متسخاً فإنّ ذلك قد يسبّب له تهيّجاً وشعوراً بالانزعاج، فيبكي تعبيراً منه عن حاجته لتغييرها.
  • الشعور بالبرد أو الحرّ الشديد؛ حيث يجب عدم الإكثار من الملابس التي يرتديها الطفل حتى لا تُسبّب له الانزعاج، كما أنّ بعض الأطفال ينزعجون حال قيامهم بالاستحمام لأنّ جلدهم لم يعتد على ملامسة الهواء البارد، لذلك يجب توفير البيئة الملائمة للطفل.
  • الحاجة للاحتضان: فقد يبكي الطفل لفتراتٍ متواصلة راغباً من الأم أن تحتضنه، وهي من أسمى الاحتياجات التي قد يرغب بها الطفل، فهي تشعره بالدفء والحنان والاطمئنان النفسي، فعلى الأم حمل ابنها واحتضانه فترةً كافيةً من الوقت كل يوم.
  • الانزعاج من الصوت العالي: فالطفل شديد الحساسية والانفعال من الأصوات العالية والمزعجة، لذلك لا بدّ من توفير البيئة والمحيط الهادئ حتى يتمكّن الطفل من النوم والاسترخاء بشكل كافٍ.
  • الحاجة لتغيير وضعية النوم؛ حيث إنّ معظم الأطفال يميلون لتفضيل وضعيةٍ معيّنةٍ أثناء نومهم أو احتضانهم، لذلك يجب على الأم أن تكون خبيرة بشكل كافٍ من أجل اكتشاف الوضعية التي يفضّلها الطفل.
  • التسنين: أي ظاهرة نمو الأسنان لدى الأطفال الأمر الذي يُسبّب لهم الألم والانزعاج الكبير.

مضار كثرة البكاء على الطفل

هناك عدة مضار لكثرة بكاء الطفل من بينها ما يلي:[٣]

  • يُلحق الضرر بالدماغ والخلايا العصبية الموجودة فيه؛ حيث ذكرت باحثةٌ بريطانيّةٌ في دراستها أنّ كثرة بكاء الطفل لفترات طويلة تُسبّب زيادةً في إفراز هرمون الإجهاد الذي يسبّب التلف في بعض خلايا الدماغ.
  • يُسبّب زيادةً في مستوى هرمون التوتر في الجسم الأمر الذي قد يسبّب آثاراً عاطفيّة على المدى البعيد.
  • يزيد من معدل ضربات القلب عن حدّها الطبيعيّ.
  • يُساهم في زيادة درجة حرارة جسم الطفل نتيجةً لارتفاع نسبة هرمون التوتر.
  • يزيد من مُعدّل ضغط الدم للطفل نتيجة الشعور بالضيق الشديد.
  • يُؤدّي إلى الشعور المُفرط بالخوف والقلق بسبب التغيّرات التي تحدث في هرمون التوتر، الأمر الذي قد يَنعكس سلباً على الذّاكرة والتركيز.

المراجع

  1. “12 reasons babies cry and how to soothe them”, babycenter.com, Retrieved 2018-9-27. Edited.
  2. “Excessive crying in infants”, medlineplus.gov, Retrieved 2018-9-27. Edited.
  3. Darcia F. Narvaez, “Dangers of “Crying It Out””، psychologytoday.com, Retrieved 2018-9-27. Edited.