عفى علي بن إسحاق بفتكته – الشاعر البحتري
عَفّى عَلِيُّ بنُ إسحاقٍ، بِفَتكَتِهِ،
على غَرَائِبِ تيهٍ كُنّ للحَسَنِ
أنْسَتْهُ تَفْقيعَهُ، في اللّفْظِ، نازِلةٌ
لم تُبْقِ عنهُ سوَى التّسليمِ للزّمَنِ
أبا عَليٍّ! عَليكَ الفَوْتُ إنْ ذُكرَ الـ
إدْرَاكُ مِنْ طالبي الأوْتارِ وَالإحَنِ
لَمّا رَثَيْتَ رَجَاءً خِلْتُ أنّكَ قَدْ
ثَأَرْتَهُ بِبُكا القُمْرِيّ في الفَنَنِ
فَنُمْتَ عَنْهُ، وَلمْ تَحْفِلْ بمصرَعه،
لا مَتْعَ الله تِلكَ العَينَ بالوَسَنِ
بَلْ ما يسرُّكَ مِلءُ الدّارِ مِنْ ذَهَبٍ،
وَأنّ ما كانَ، يوْمَ الدُّارِ، لم يَكُنِ
حِرْصاً على إرْثِ شيخٍ ظلّ مُضطهَداً
بالشّامِ يَكبُو على العِرْنِينِ وَالذّقَنِ
دَعَاكَ، والسّيفُ يَغشاهُ، فمِن بدنٍ
بغَيرِ رَأسٍ، وَمِنْ رأسٍ بلا بَدَنِ
فلَمْ تكُنْ كابنِ حُجْرٍ، حِينَ ثَارَ، وَلا
أخي كُلَيبٍ وَلا سَيفِ بنِ ذي يزَنِ
وَلمْ يَقُلْ لكَ في وِتْرٍ طَلَبْتَ بِهِ:
تِلكَ المَكارِمُ لا قَعبَانِ مِن لَبَنِ