تباعد نصر على آمل – الشاعر البحتري
تَبَاعَدَ نَصْرٌ عَلى آمِلٍ،
يُرَاقِبُ نَصْراً، وإقْبَالَهُ
لَعَلّ حَمُولَةَ أخْنَى عَلى
غُلامي جهَاراً، أوِ اغْتَالَهُ
وَمَا كَانَ يَخْشَى عَلى قَتْلَةٍ
حَرَامٍ، يَصُونُ لَهُ مَالَهُ
وَلاَ بالهُجُومِ على الفَاحِشَا
تِ، يُمِرّ على السّيفِ سُؤالَهُ
بَلَى في تََغُّيرِ هَذا الزّمَا
نِ مَا بَدّلَ المَرْءَ أبْدالَهُ
وَصَدّتْ رَبيعَةُ عَنْ شاعِرٍ،
يُسَمّي رَبيعَةَ أخوَالَهُ
فلا بُورِكَ الشّعرُ مِنْ صَنعَةٍ،
وَمَنْ قيلَ فيهِ، وَمَنْ قالَهُ
وَكنتُ أرَى عاصِماً عاصِماً
منَ الخَطبِ، أرْهبُ إعضَالَهُ
وَلاَ المَرْزُبَانيُّ أحْمَدْتُهُ،
وَقَدْ كنتُ أحمَدُ أفْعَالَهُ
وَما إنْ أخَلُّوا بأُكْرُومَةٍ،
بَلِ النُّجْحُ لُقّيتُ إخْلاَلَهُ
هُوَ الحَظُّ يَنقُصُ مِقْدارُهُ
لِمَنْ وَزَنَ الحَظَّ، أوْ كَالَهُ
وإنّ الفَتَى تَبَعٌ للخُطُو
بِ، تَنْقُلُ أحْوَالُها حَالَهُ
وإنّ الذي تَتَهَيّا عَلَيْهِ
نَسِيبُ الذي يَتَهَيّا لَهُ
أرَى الخَيرَ والشّرَّ مِنْ مَعدِنٍ،
وإكْثَارَ سَعيٍ، وإقْلالَهُ
فَرُدّوا غُلاميَ، إنْ لَمْ يَفُزْ
بنُجْحٍ، وَلَمْ يُعْطَ آمَالَهُ
إلى سادَةٍ مِنْ بَني مَخْلَدٍ،
يَعُدُّ السّمَاحُ بهِمْ آلَهُ