خير نيلك إن أنلت الجزيل – الشاعر البحتري
خَيرُ نَيلِكَ، إنْ أنَلتَ، الجِزيلُ،
اختيارِيكَ في الأُمُورِ الأصِيلُ
لا تُقَلّلْ، إذا هَمَمْتَ بجَدْوَى،
إنّ شَرّ الأعدادِ عِندي القَليلُ
وَإذا أشكَلَ الصّوَابُ عَلى ظَـ
ـنّكَ، فانظُرْ ماذا يَرَى إسماعيلُ
مُبتَغي غايَةٍ مِنَ الجُودِ ما يَبْـ
ـلُغُهُ دونَ مُبتَغاها عَذُولُ
آلَ مِنْ وَائِلٍ إلى بَيْتِ فَخْرٍ،
بَاتَ سَارِي العُلا إلَيهِ يُئولُ
وَادِعٌ مِنْ كِفَايَةٍ وَهْوَ بالمُلْـ
ـكِ وَتَوْفيرِ حَظّهِ مَشغُولُ
أرْيَحيٌّ، إذا تَهَلّلَ لِلْجُو
دِ أضَاءَتْ طَلاقَةٌ وَقَبُولُ
ما لوَجْهِ السّمَاءِ، حينَ تَجَلّى
حُسنُ وَجْهِ الوَزِيرِ، حينَ يُخيلُ
زَانَهُ البِشرُ وَالعَطَاءُ كَمَا طَبّـ
ـقَ صَدْرُ الحُسامِ، وَهوَ صَقيلُ
يا أبا الصّقرِ، فضْلُكَ المُرْتجى حَيْـ
ـنَ يَفْنَى المرْجُوُّ وَالمَأمُولُ
ما أُبَالي، إذا ابتَدَأتَ بنُعْمَى،
أنتَ فيها أمْ غَيرُكَ المَسْؤولُ
وَابنُ عَبدِ العَزِيزِ في عِزّهِ النّا
بِهِ عَبْدٌ لِمَا أمَرْتَ ذَليلُ
حُكْمُهُ في يَدَيْكَ يَتبَعُ ما تَفْـ
ـعَلُ في حُرّ مالِهِ، أوْ تَقُولُ
كيفَ أخشَى الإكداءَ، وَهوَ غرِيمٌ
بَيّنٌ يُسرُهُ، وَأنتَ كَفيلُ
صِلَةٌ، إنْ أرَدْتَ ذُلّلَ مِنْهَا
جَانِبٌ رَيّضٌ، وَصَحّ عَليلُ
أنتَ فيها الجَوَادُ إن كانَ غُزْرٌ ،
أوْ جُمودٌ، فأنتَ فيها البَخيلُ