قد ترى داراسات تلك الرسوم – الشاعر البحتري
قَدْ تَرَى دارِاساتِ تِلْكَ الرّسومِ،
وَغَرَامَ المَعْذُولِ فِيهَا، المَلومِ
واقِفَاً يَسْألُ المَغَاني. وَيَسْتَغْـ
ـزِرُ فَيْضاً منْ وَاكِفٍ مَسْجومِ
إنّ أوَهَى الحِبَالِ حَبْلُ وَدَادٍ،
أوْشكَتْ صَرْمَهُ مَهاةُ الصّريمِ
تابَعَتْ ظُلْمَها ظَلومٌ، وَلَوْلا
شَافِعُ الحُبّ هان ظُلمُ ظَلومِ
ويَقَلُّ انْتِصَارَ مَنْ هَضََمَتْهُ
ذاتُ كَشْحٍ مُهَفْهَفٍ مَهضُومِ
آمِري بابْتِذالِ عِرْضي، وَعِرْضي
رُقْعَةٌ مُسْتَعَارَةٌ مِنْ أديمي
مُكْبِرٌ أنّني عدمتُ، وَعُدْمى
لافْتِقادِ التَُكَرُّمِ، المَعْدُومِ
كَيْفَ تَقْضي لي اللّيَالي قضَاءً
يُشْبِهُ الَعْدلَ، وَاللّيالي خُصُومي
وَعَجِيبٌ أنّ الغُيُوثَ يُرَجّيـ
؛هِنّ مَنْ لا يَرَى مَكانَ الغُيُومِ
مَنَعَ الدّهْرُ أن يُسَوّيَ في القِسْـ
مَةِ بَينَ المَحْظوظِ وَالمحْرُومِ
أَلحَتْمٍ مُقَدَّرٍ، أمْ بِحَقّ
وَاجِبٍ، مَا ادّعاهُ أهْلُ النّجومِ
وَمَرَامُ المَعْرُوفِ صَعْبٌ، إذا لمْ
تَلْتَمِسْهُ لَدَىالشَّريفِ الأرُومِ
وَمَتَى تَسْتَعِنْ بيُونُسَ تُرْفَدْ
بعَظِيمِ يَكْفِيكَ شَأنَ العَظِيمِ
كَرَمٌ يَدْرَأُ الخُطوبِ، وَلا يَدْ
رَأ لُؤمَ الخطوبِ، غيرُ الكَريمِ
في العُلا مِنْ مُلوكِ غَسّانَ وَالصِّيـ
ـدِ الصّنَادِيدِ مِنْ مُلوكِ الرّومِ
فَارِسٌ يُحْسِنُ البَقِيّةَ إنْ أو
طِىءَ أعْقَابَ عَسْكَرٍ مَهْزُومِ
مَا اسْتَماحَ العافُونَ جَدْوَاهُ، إلاّ
كانَ عِداً لَهُمْ عَتِيدَ الجُمومِ
نَابِهٌ في محَاسِنٍ شَهّرَتْهُ،
لَمْ يَكُنْ فضْلُهُنّ بالمَكتُومِ
تَقِفُ المَكْرُمَاتُ لا يَتَوَجّهْـ
ـنَ لِوَجْهٍ إلاّ إلى حيْثُ يومي
نَحْنُ مِنْ سَيبِهِ المُقَسَّمِ فِينَا،
في حيَاً وَابلٍ عليْنَا مُقِيمِ
مِنْ أمَارَاتِ مُفْلِسٍ أنْ تَرَاهُ
مُوجِفاً في اقتِضَاءِ دَيْنٍ قَديمِ
وَعَدُوُّ الإفْلاسِ ناشِدُ عَهْدٍ
مِنْ عُهودِ الأزْدِيّ، غيرِ ذَمِيمِ
سَيّدٌ أنْطَقَ القَوَافي بِنُعْمَا
هُ، وكانتْ مِن قبلُ ذاتَ وُجومِ
يا فَتَى الأزْدُ سُؤدَداً يا أبا العَبّا
سِ، يا أحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمِ
إِنَّمَا نَحْمَدُ الفَعَالَ مِنَ الحُرِّ
إِذا مَا اسَتَلامَ فِعْلَ المُلِيمِ
لَوْ جفََتْ كَفُّكَ النّدَى لَسَلَوْنَا
مِنْهُ عنْ غائِبٍ، بَطيءِ القُدُومِ
إنْ يكُنْ ما طَلَبْتَ حقّاً يُطالِبْ
نَفْسَهُ بالوَفَاءِ أرْضَى غَرِيمِ
أوْ تَغَابَى مُسامِحاً، فَكثِيراً
ما أرَانَا الغِنَى تَغَابي الكَرِيمِ