باكرتنا بواكر الوسمي – الشاعر البحتري

بَاكَرَتْنا بَوَاكِرُ الوَسْميِّ،
ثمّ رَاحَتْ، وَأقْبَلَتْ بالوَليِّ
وَأرَى الغَيثَ لَيسَ يَنفَكُّ يَهمي
في غَداةٍ مُخضَلّةٍ، وعَشِيّ
فَسَقَى الأرْضَ رَيَّهَا مِنْ نَداهُ،
فاسقِني، منْ سُلافَةِ الرّاحِ، رَيّي
أصْبَحَتْ بهجَةُ النّعيمِ، وَأمستْ
بَينَ قَصرِ الصَّبيحِ وَالجَعفَرِيّ
في البِنَاءِ العَجيبِ، وَالمَنزِلِ الآ
نِسِ، وَالمَنظَرِ الجَميلِ، البَهيّ
وَرِياضٍ تَصْبُو النّفوسُ إلَيها،
وَتُحَيّا بورْدِهِنَّ الجَنِيّ
دارُ مُلْكٍ مُختَارَةٌ لإمَامٍ،
أحْرَزَتْ كَفُّهُ تُرَاثَ النّبِيّ
وَهَبَ الله للرّعيّةِ مِنْهُ
سِيرَةَ الفاضِلِ، التّقيّ، الذّكيّ
فَهْيَ مَحْبُوّةٌ بإحْسانِهِ الضّا
في عَلَيْهَا، وَحِكمَةِ المَرْضِيّ
يا إمَامَ الهُدَى، وَيا صَاحبَ الحقّ،
وَيابْنَ الرّشيدِ، وَالمَهْدِيّ
ليَدُمْ دَهرُكَ المُحَبَّبُ في النّا
سِ بعُمْرٍ باقٍ، وَعَيشٍ رَضِيّ