وجدنا خلال أبي صالح – الشاعر البحتري
وَجَدْنا خِلاَلَ أبي صَالِحٍ
شَبَائِهَ ما شِدنَ من مَجْدِهِ
حَوَى، عن أبيهِ، الذي حَازَهُ
أبُوهُ المُهَذَّب عَنْ جَدّهِ
عَفافٌ يَعُودُ عَلى بَدْئِهِ،
وَهَدْيٌ يَسِيرُ عَلى قَصْدِهِ
فأيُّ عُلا لمْ يَنَلْ فَخْرَها،
وَجَزْلٍ منَ النَّيلِ لم يُسْدِهِ
هُوَ الغَيثُ يَنهَلُّ في صَوْبِهِ
دِراكاً، ويَعذُبُ في وِرْدِهِ
لَقَدْ عَلِقَتْ مِنْهُ آمَالُنا
بحَبلٍ غَرِيبِ النّدَى فَرْدِهِ
مُنَانَا، وَحاجَتُنا أنْ يَعِزّ
وأنْ يَمْنعَ الله مِنْ فَقْدِهِ
أبَا صَالِحٍ! أنتَ مَنْ لا يُدَلُّ
يَومَ الفَعَالِ على نِدّهِ
فِداكَ البَخيلُ مِنَ النّائِبَاتِ
وَصَرْفِ اللّيَالي، ولا تَفْدِهِ
أتَصْطَنِعُ اليَوْمَ أُكْرُومَةً
إلى مُثْمِرٍ لَكَ مِنْ وِدّهِ
فَقَدْ شَارَفَ النّجْحُ مِنْ سَيّدٍ
إذا جَادَ بالعُرْفِ لم يُكْدِهِ
وأمْرُ أبي الفَضْلِ في حَاجَتي،
بما فُزْتُ بالشّطْرِ من حَمْدِهِ
فَمِنْ عِندِكَ القَوْلَ مُسْتأنَفاً
لنَقْتَبِلَ الفِعْلَ مِنْ عِنْدِهِ