إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ – الشاعر البوصيري
إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ
فلقَدْ دَعاهُ قبلَ ذلكَ إيلا
ودَعاهُ رُوحَ الحَقِّ لِلْوَحْيِ الذي
يُتلى عليه بُكرة ً وأصيلا
وَأَبى لَها وصْفُ الكمال أُفُولا
وأراهُ كانَ القاتِلَ المَقْتُولا
إنْ أنْطَلقْ عنكم يَكنْ خيرٌ لكم
ليجيئكمْ منْ ترتَضُوهُ بديلا
يأتي على اسم الله منه مباركٌ
ما كانَ مَوْعِدُ بَعْثِه مَمْطُولا
يَتْلُو كِتابَ البَّيِّناتِ كِتابهُ
أبْدَوْا إليه مثْلَها تَخْييلا
ودُّوا اتِّخاذ الأنبياءِ عُجُولا
وكَفَاهُمُ بِخَطِيئَة ِ تَخْجِيلا
منهم كَلِيما رَبُّنا وخَليلا
بالإِفْكِ والبُهْتَانِ فيهِ القِيلا
وكما شَهِدْتُ لهُ سيَشْهَدُ لِي إذا
صار العليمُ بما أتيتُ جهولا
يُبْدِي الحوادِثَ والغُيوبَ حَدِيثُه
وَيسوسُكُمْ بالحَقِّ جِيلاً جِيلا
هوَ صخرة ٌ ما زوحمتْ صدمتْ فلا
إلاَّ ونالَ بِجُودِهِ المَأْمُولا
والآخرونَ الأَوَّلونَ فقومهُ
وَعَلَى الجَمِيع لَهُ الأَيادِي الطُّولَى
والمُنْحَمِنَّا لا تَشُكُّوا إنْ أتَى
وَإلى المَسيحِ وَأُمِّهِ وَكَفَى بها
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
صَرْفاً لَهُ عنهُ ولا تَحْوِيلا