لأعينِ العينِ فعلُ البيضِوالأسلِ – الشاعر البرعي
لأعينِ العينِ فعلُ البيضِوالأسلِ
لولا امتزاجُ الثغورِ اللعسِ بالعسلِ
ترمي حواجبها قلبَ المشوقِ بها
فتسلبُ اللبَّ بالتدعيجِ والكحلِ
نزلنَ بالحبِّ حباتِ القلوبِ فما
رحلنَ إلا بوجدٍ غيرَ مرتحلِ
رفقاً بذي شجنٍ ذاقَ الهوى فرمتْ
بهِ الصبابة ُ بينَ العذرِ والعذلِ
يبكي بنارٍ بأكنافِ الحمى وقدتْ
و لمعُ برقٍ بذاتِ البانِ مشتعلِ
و يندبُ الطللَ المهجور منْ أضمٍ
فدمعهُ طللٌ في ذلكَ الطللِ
و كلما اشتغلتْ بالسجعِ ساجعة ٌ
في الغورِ أغرتهُ بالتسجيعِ والغزلِ
ما ضرَّ أيامَ نجدٍ أنْ تعودَ لنا
بجمعِ شملٍ على اللذاتِ مشتملِ
أيامَ أنسى برضوانية ٍ رضعتْ
درَّ الصبا في رياضِ الدلِّ والكسلِ
شمسٌ مقلدة ٌ شهبَ النجومِ فما
شهبُ النجومِ وشمسٌ بلا طفلِ
بيضاءَ حورية ٌ نورية ٌجمعتْ
محاسنُ الحسنِ بينَ الحلي والحللِ
سحارة ُ الطرفِ إنْ لاحتْ ملامحها
يوماً لذي العقلِ أمسى مطلقَ العقلِ
تهتزُّ عطفاً كخوطِ البانِ مالَ بهِ
مرَّ النسيمِ وخلى الغصنَ ذا ميلِ
كمْ لامني في هواها اللائمونَ وقدْ
رضيتها حكماً عدلاَ عليَّ ولي
و إنْ نأتْ دارها عني شددتُ عراً
ظني بيمنى وليَّ اللهِ خير ولي
محمدُ بنُ عليٍّ خيرُ منْ نزلتْ
بهِ الوفودُ لنيلِ الجودِ بعدَ علي
الصالحُ البدلُ ابنُ الصالحِ البدلِ
ابنِ الصالحِ البدلِ ابنِ الصالحِ البدلِ
اليغنميُّ الذي تاهَ الوجودُ بهِ
على أواخرِ أهلِ الخيرِ والأولِ
سرُّ السرارة ِ لبُّ اللبِّ منتخبٌ
يرتاحُ للجودِ شبهُ الشاربِ الثملِ
ماتنكرُ الكوثرَ الفياضِ إنْ وكفتْ
كفاهُ في المحلِ ضلَ العارضِ الهطلِ
أفعالهُ سيرٌ في المجدِ أيسرها
محيي المحامدَ بينَ السهلِ والجبلِ
بحر يمدُّعلى العافي عوارفهُ
بالأنعمِالخضرلاَ بالعلِّ والنهلِ
بنى ٌَ بحطمِ حطامِ المالِ مرتبة ً
منْ دونها زحلٌ كالأرضِ منْ زحلِ
يا رائدَ البرَِ عجْنحوَ المذابِ ففي
ذاكَ الجنابِ وليٌّ بالنوالِملي
و زرْ قبورَ أولاكَ الصالحينَ فهمْ
للهِ في الأرضِ أبدالٌ منَ الرسلِ
و في زيارتهمْ نجحُ المطالبِ منْ
محوِ الذنوبِ وسترِ الحوبِ والزللِ
إنمَّ اليغانمَ سرُّ اللهِ في برعٍ
شهبُ الهدى والندى والعلمِ والعملِ
غمائمُ الجودِ أقمارُ الوجودِ لهمْ
خصائصُ الذكرِ ما الذكرُ الحكيمِ تلى
و إنهمْ وسطٌ في أمة ٍ وسطٍ
بالخيرِ خاطبها التنزيلُ في الأزلِ
جنابهمْ هوَ حبلُ اللهِ المنيفِ سمتْ
في العزِّ قلتهُ العليا على القللِ
يا سيدي يا جمالَ الدينِ يا عضدي
يا ناصري في حدوثِ الحادثِ الجللِ
يا واحداً هوَ كلُّ الناسِ لاعجبٌ
أنْ يجعلَ اللهُ كلَّ الناسِ في رجلِ
يكفيكَ في سبقِ أهلِ السبقِأنهمُ
جادوا وجدتَفكنتَ الفردَ في المثلِ
و الناسُفي السعيِ كاسمِ الماءِ مشتركٌ
و إنما الفرقُ بينَ اللجِّ والوشلِ
أضحتْ يمينكَ للراجينَ روضَ غنى ً
حلوَ الجنى كرماً يا واهبَ الجملِ
تمدُّ للخيرِ باعاً ما بهِ قصرٌ
يفيضُ فضلاً على حافٍ ومنتعلِ
مولايَ صلْ سببي وامدد يدي عجلاً
بحقِّ منْ خلقَ الإنسانَ منْ عجلِ
و انظرْ إليَّ بعينٍ منكَ مشفقة ٍ
لتستفيدَ مزيدَ الشكرِ منْ قلبي
منْ كانَ يأملُ مصراً والخصيبَ ندا
فذا خصيبيوذا مصري وذا أملي
بقيتَ للدينِ والدنياو أهلهما
ركنَ الكرامة ِ في الإصباحِوالأصلِ
ما استقبلتْ وجهكَ الزوارُ واستبقتْ
غبارَ نعلكَ يا مولايَ بالقبلِ