سقاكِ خيامَ الغورِ صوبَ الحيا عهدا – الشاعر البرعي
سقاكِ خيامَ الغورِ صوبَ الحيا عهدا – الشاعر البرعي
سقاكِ خيامَ الغورِ صوبَ الحيا عهدا
يجددُ عنا في معاهدكِ العهدا
و لا برحتٍ فيكَ الرياحُ مريضة َ
تناغى الغصونَ الخضرَ والقضبَ الملدا
و تنثرُ درَّ الطلِّ في ظلِّ روضة ٍ
ترشُّ يدُ الأنداءِ في وردها الوردا
كأنَّ صبا نجدٍ سقتها مدامة ً
عبيرية ً تهدي لمنْ لمْ يجدْ وجدا
فماسَخزاماها وباتَ حمامها
يغنى وظلُّ الرندِ يعتبقُ الرندا
رعى اللهُ إذْ كنا برامة َ جيرة ً
و محكمُ أصلِ الوصلٍِ قدْ نسخَ الصدا
و أبكارُ بكرٍ يسترقنَ عقولنا
بسحرِ عيونٍ إنْ رنتْ قتلتْ عمدا
أحيبابَ قلبي كيفَ أكتمُ حبكمْ
وأجحدهُ والدمعُ لا يعرفُ الجحدا
صلوا واهجروا فالقلبُ راضٍ بفعلكمْ
فلمْ أرَ لي عنكمْ ولا منكمُ بدا
و أحلى الهوى إنْ متُّ في أسرِ حبكمْ
فكمْ من أسيرٍ للصبابة ِ لا يفدى
و ما ضقتُذرعاًدونَ إدراكِ مطلبٍ
و في الردِّ منْ لمْ يخشَ سائلهُ الردا
أعادَ علينااللهُمنْبركاته
و مدَّلنا الرحمنُفيعمرهِمدَّا
إلى صارمِ الدينِ انتهى أملي فلمْ
أجدْ قبلهُ قبلاُ ولا بعدهُ بعدا
متى تأنهِتنزلْ بواحدِ أمة ٍ
هدى وندى جاءَ الزمانُ بهِ فردا
سجاياهُ للراجي ربيعٌ مباركُ
و سبعٌ سمانٌ للزمانِ إذا اشتدَّا
و ساحتهُ على مأوى الغريبِ ومالهُ
على رغمِ أنفِ البخلِينهبهُ الوفدا
فتى ينسبُ الشيخُ المباركُ جدهُ
كما ينسبُ الأشرافُ خيرَ الورى جداً
سقى اللهُ منْ قبرى عواجة َ مشهداً
كريماً تخذناهُلحاجتناقصدا
أفي روضة ِالقبرينِروضة َ أحمدٍ
فتحدى لها عيسٌ إلى طيبة ٍ تحدى
أمِ التزمَ الزوارُ حجاً وعمرة ً
إليها فزموا العيسَ تطوى الفلا وجدًا
حوى قبرها حجراً وبيتاً ومذبحاً
و ركناً يمانياً وآخرَ مسودا
فكمْ قبَّلوا ترباً وكمْ مسحوا ثرى
و كمْ وضعوا إصراً وكمْ فتحوا عقدا
و كمْ ئملوا وجداً وكمْ ولهوا هوى
و كمْ سفكوا دماً وكمْ عفروا خداً
و باتوا وظلوا في رياضٍ أنيقة ٍ
يقلُّعليها الندُّلوْفرشتْندا
تحفهمُالأملاكُ منْكلِّجانبٍ
و تغشاهمُ الأنوارُعنْطالعٍسعدا
لدى حكمي لمْ تكنْمعجزاتهُ
و آياتهُتحصى برملِالفلاعدا
إذاقالَ يا مولايَلبَّاهُسلْتنلْ
لطائفَ منْ لوْ شاءَ أسرى بهِعبدا
و لوْسيرَ الأجبالَ سارتْ وإنْ دعا
ذرى صخرة ٍِ لبتْ لهُالصخرة الصلدا
و لوْ سارَ فوقَ البحرِ أوْ طارَ في الهوى
لأمكنهُ والحقُّ ما جاوزَ الحدا
سرائرُ نورانية ُ حكيمة ُ
بها اللهَ زانَ الأرضَ والعرض والخلدا
هنيئاً لكَ التنظيمُ يا ابنَ محمدٍ
محامدُ في الدارينِ تستغرقُ الحمدا
رعيتَ رياضَالمجدِ طفلاً وناشئاً
و كهلاً ومنْ ذا يدَّعي معكَ المجدا
تلوذُ بكَ الآمالُ وهي غريبة ٌ
فتؤنسها جوداً وتوسعها رفداً
و ينزلُمنكَ الضيفُ أخصبَ ساحة ٍ
فتجلوا لهمْ وداً وتصفوا لهمْ ورداً
عفافٌ وإنصافٌو حسنُشمائلٍ
تفوقُ شمولَ الراحِ ممزوجة ٌ شهداً
أيا سيدي شهرٌكريمٌو غربة ٌ
و دينٌأقاسيهِو لستُبهِجلدا
و غيبة ُأطفالٍو بعدُمنازلٍ
و إخوانِ ِ صدقٍ ذبتُ منْ أجلهمْفقدا
فقضِّ لباناتي وأنجحْ مطالبي
و ما استطعتَ منْ برِّ فلا تألني جهدا
بقيتَ لدينِ اللهِ عزاًُو للعدا
حساماً وللراجينَ عارفة َ تسدا
و لازلتَ للأبدالِ خالفَ سالفٍ
و نورَ منارٍ نستضيءُ بكَ الرشدا