إذا عهدوا فليسَ لهمْ وفاءُ – الشاعر البرعي
إذا عهدوا فليسَ لهمْ وفاءُ – الشاعر البرعي
إذا عهدوا فليسَ لهمْ وفاءُ
و إنْ وعدوا فموعدهمْ هباءُ
و إنْ أرضيتهمْ غضبوا ملالاً
و إنْأحسنتَ عشرتهمْ أساءوا
فطبْ نفساً جعلتُ فداكَ عنهمْ
و لا تبكي فما يغني البكاءُ
و حاذرْ تستمعْ فيهمْ ملاماً
أنا واللائمونَ لهمْ فداءُ
فضولُ صبابة ٍ ونحولُ جسمٍ
لعمركَ ما على هذا بقاءُ
و لا مسودَّ قلبكَ منْ حديدٍ
و لا عيناكَ دمعهما دماءُ
و منْ لكَ بالزيارة ِ منْ حبيبٍ
حمتهُ البيضُ والأسلُ الظباءُ
صبيحٌ في لمى شفتيهِ خمرٌ
كأنَ مزاجها عسلٌ وماءُ
سقيمُ اللحظِ أورثني سقاماً
و في شفتيهِ للسقمِ الشفاءُ
دعاني للوداعِفذبتُ وجداً
فهلْ بعدَالوداعِلنا لقاءُ
إذا رحلَ الحبيبُ فما حياتي
وموتيبعدهُ إلاّ َ سواءُ
جعلتُفداكَما العشاقُإلا
مساكينَ قلوبهمْ هواءُ
تزودْللخطوبِالسودِصبراً
فإنَّالصبرَظلمتهُضياءُ
وخذْمنْكلِّمنْواخاكَحذراً
فهذا الدهُر ليسَلهُإخاءُ
ولا تأنسْبعهدٍمنْأناسٍ
إذا عهدوافليسَلهمْوفاءُ
و إنْ عثرتْ بكَ الأيامُ فانزلْ
بأكرمِ منْ تظللهُ السماءُ
نبيٌّهاشميٌّ أبطحيٌّ
شمائلهُالسماحة ُو الوفاءُ
طويلُ الباعِ ذو كرمٍو صدقٍ
نمتهُ الأكرمونَ الأصدقاءُ
بنفسي منْ سرى وسما إلى أنْ
رأى حجبَ الجلالِ لها انطواءُ
و ناداهُالمهيمنُ يا حبيبي
هلمَّ لوصلناولكَالهناءُ
فقلْ واشفعْ ترى كرماً ومجداً
وسلْ تعطى فشيمتنا العطاءُ
خزائنُ رحمتي ونعيمُ ملكي
بحكمكَ فاقضِ فيها ما تشاءُ
لكَ الحوضُ المعينُ كرامة ً
يا محمدُو الشفاعة ُو اللواءُ
مقامكَتقصرُ الأملاكُ عنهُ
و فضلكَلمْتنلهُالأنبياءُ
و كمْ لكَ في العلا منْ معجزاتٍ
و آياتٍ بها سبقَ القضاءُ
إذا نسبوا المكارمَ والمعالي
فأنتَلهاتمامٌوابتداءُ
تزيدُ إذا اشمأزَّ الدهرُ جوداً
وجودكَ لا يخالطه الرياءُ
و تخصبُ في السنينَ الغبر سوحاً
و تصفو كلما كدرَ الصفاءُ
إذا الفخرُ انتهى شرفاً فحاشا
و كلاًمالمفخركَانتهاءُ
ومنْ يحصى مكارمكَ اللواتي
لها في كلِّ مرتبة ٍ ثناءُ
أجبْ يا ابنَ العواتكِ صوتَ عبدٍ
أسيرِ الذنبِ فيهِ لكَ اللواءُ
منَ النيابتينِ دعاكَ لما
تولى العمرُ وانقطعَ الرجاءُ
مدحتكَ مذْ وجدتكَ لي ربيعاً
فلي منكَ الندى ولكَ الثناءُ
تداركني بجاهكَ منْ ذنوبٍ
و أوزارٍيضيقُ بها الفضاءُ
وكنْ لي ملجا في كلِّ حالٍ
فليسَ إلى سواكَ ليَ التجاءُ
و قلْ عبدُ الرحيمِ ومنْ يليهِ
لهمْ في ريفِ رأفتنا جزاءُ
فإنْ أكرمتنا دنيا وأخرى
فليسَ البحرُ تنقصهُ الدلاءُ
عليكَ صلاة ُ ربكَ ما تبارتْ
نجومُ الجوِّ أو عصفتْ رخاءُ
صلاة ٌ تبلغُ المأمولَ فيها
صحابتكَ الكرامُ الأتقياءُ