هل المسجد الاقصى حرم، يعد هذا السؤال من ضمن الأسئلة المهمة التى يتم طرحها وتداولها من قبل العديد من الأشخاص سواء الموجودين داخل القدس أو خارجها، حيث يتبادر للكثير من الأشخاص بأن المسجد الأقصى هو حرم، سنتعرف خلال مقالنا هل المسجد الاقصى حرم، على صحة أو خطأ تلك العبارة من خلال الاستناد الى بعض الأحاديث الشريفة المتعلقة بهذا الموضوع.

هل المسجد الاقصى حرم

حيث أن للمسجد الأقصى فضيلة عن غيره من المساجد ، حيث يعتبر أفضل المساجد على الإطلاق المسجد الحرام ، ثم المسجد النبوي ، ومن ثم المسجد الأقصى، وتعتبر تلك المساجد الثلاثة هي المساجد التي يشرع السفر إليها من أجل العبادة : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ : مَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى ، وَمَسْجِدِي هَذَا )
وتعادل الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة .
وقد ورد عن أبي ذر رضي الله عنه قال : تذاكرنا ونحن عند رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أيهما أفضل مسجد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أم بيت المقدس ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مِثْل شطن فرسه من الأرض حيث يَرى منه بيت المقدس خيراً له من الدنيا جميعاً ” . رواه الحاكم وصححه و وافقه الذهبي والألباني كما في ” السلسلة الصحيحة ” في آخر الكلام وكلمة (شطن فرسه) تعنى حبل الفرس .
وتعادل الصلاة في المسجد النبوي ألف صلاة ، فتكون الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة .
وأما الحديث المشهور أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة : فضعيف . انظر ” تمام المنة ” للشيخ الألباني رحمه الله.

أحكام الحرم فى الشرع

هل المسجد الاقصى حرم، حيث أن الحرم له أحكام تخصه ، وقد شرعها الله تعالى .

ومنها أولا : تحريم القتال فيه .

ومنها ثانيا : أنه يحرم صيد الحيوانات والطيور الموجودة به ، ويحرم أيضا قطع نباته الذي نبت بفعل الله تعالى ولم يزرعه أحد .

وقد امتن الله تعالى على أهل مكة بأن جعل لهم مكة حرما آمناً ، يأمن فيه الناس والدواب ، فقال الله تعالى فى كتابه العزيز : ( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) القصص/57 .

وقال أيضا : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) العنكبوت

وقال جل سبحانه : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) البقرة .

وقد روى مسلم عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قد قَالَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ، وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ . . . لا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا وَلا يُصَادُ صَيْدُهَا ) ، ويقصد بالعضاه هى كل شجر فيه شوك ، وإذا حُرِّم قطعُ الشجر الذي فيه شوك فتحريم قطع الشجر الذي لا شوك فيه من باب أولى .

وقد روى مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ قَالَ : قد قَالَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ : ( اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَجَعَلَهَا حَرَمًا ، وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ . . . أَنْ لا يُهْرَاقَ فِيهَا دَمٌ ، وَلا يُحْمَلَ فِيهَا سِلاحٌ لِقِتَالٍ ، وَلا تُخْبَطَ فِيهَا شَجَرَةٌ إِلا لِعَلْفٍ . . . الحديث ) .

وقد قال النووي أيضا : فِيهِ : جَوَاز أَخْذ أَوْرَاق الشَّجَر لِلْعَلْفِ , وَهُوَ الْمُرَاد هُنَا بِخِلَافِ خَبْط الْأَغْصَان وَقَطْعهَا ; فَإِنَّهُ حَرَام.

ولا تعتبر القدس حرما بهذا المعنى ويأتى هذا باتفاق المسلمين ، وقد توسع الناس في إطلاق وصف الحرم فأصبحت القدس حرما ! وصار مسجد إبراهيم الخليل في فلسطين حرما ! و صارت الجامعات يقال لها : الحرم الجامعي ، وليس هناك حرم في الأرض إلا حرم مكة ، والمدينة ، ووادى فى الطائف يسمى ( وُج ) اختلف العلماء فيه هل هو حرم أم لا ؟

قال شيخ الإسلام في “مجموع الفتاوى” وليس ببيت المقدس مكان يسمى حرما ولا بتربة الخليل ولا بغير ذلك من البقاع ، إلا ثلاثة أماكن :أحدها : هو حرم باتفاق المسلمين ، وهو حرم مكة ، شرفها الله تعالى ، والثاني : حرم عند جمهور العلماء ، وهو حرم النبي ويعني به المدينة النبوية ، فإن هذا حرم عند جمهور العلماء ، كمالك والشافعي وأحمد ، وفيه أحاديث صحيحة مستفيضة عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ، والثالث : وُج ، وهو وادى يوجد فى الطائف ، و هذا قد روي فيه حديث ، رواه أحمد في المسند، وليس في الصحاح ، وهذا حرم عند الشافعي لاعتقاده صحة الحديث ، وليس حرم عند أكثر العلماء ، وأحمد ضعف الحديث المروى فيه فلم يأخذ به ، وأما ما سوى تلك الأماكن الثلاثة فلا تعتبر حرما عند أحد من علماء المسلمين ، فإن الحرم ما حرم الله صيده ونباته ، ولم يحرم الله صيد مكان ونباته خارج عن تلك الأماكن الثلاثة، هذا والله تعالى أعلى وأعلم .

هل المسجد الاقصى حرم، استطعنا من خلال مقالنا أن نتعرف واياكم الى الاجابة الصحيحة والنموذجية المتعلقة بالسؤال المطروح، وتعرفنا على بعض الأحاديث الشريفة التى وردن عن الرسول_ عليه السلام_ بخصوص هذا الأمر، كل هذه الأمور تعرفنا عليها خلال مقالنا هل المسجد الاقصى حرم.