من الذي اخرج الابوين من الجنه
من الذي اخرج الابوين من الجنه
الشيطان هو الذي اخرج الابوين من الجنه، والسبب لأنه كاد للأبوين بالأيمان الكاذبة بأنه ناصح لهما، ويريد خلودهما في الجنة. قال تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ، وقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ، فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ)
ابليس علم أنه اذا وسوس لآدم وحواء بتناول الشجرة المحرمة، فإن ذلك سوف يؤدي لإظهار عوراتهما، لأنهما ارتكبا معصية، والمعصية تهتك ستر ما بين الله والعبد. والمعصية التي ارتكبها سيدنا آدم عليه السلام وحواء أظهرت عوراتهم. لأن الله سبحانه وتعالى انزل لباسين لنا، لباس ظهار يغطي العورة، ولباس باطن من التقوى، وانكشفت عوراتهما بعصيان أمر الله عز وجل.
أخرج الله سبحانه وتعالى الأبوين من الجنه بذنب واحد ارتكباه بعد أن خالفا أوامره، ولعن إبليس وطرده من ملكوت السماوات والارض. ومن هذه القصة يمكن أن نستنتج الكثير من العبر، منها الخشية من الله، فاليوم نحن نرتكب الذنوب الكثير بدون تفكير، والله سبحانه وتعالى أخرج آدم من الجنه بذنب واحد. فكيف نرتكب جميع هذه الذنوب بدون أن نخجل من أنفسنا.
والله سبحانه وتعالى يغمرنا بلطفه، وكرمه وعدله. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [سُورَةُ فَاطِرٍ: ٤١]. لذلك وحده الشخص قليل المروءة هو الذي يقابل كرم الله عز وجل، بالمعصية والذنوب والتكبر، ويصل ذلك الى اسوأ حد ممكن وهو الكفر بالله عز وجل.
ولولا رحمه الله، وأن رحمته تسبق غضبه، وأن مغفرته تسبق عقوبته، لزلزلت الأرض بمن فيها من كثرة المعاصي. ويختم الله في الآية الكريمة في سورة فاطر بأنه هو الحليم الغفور، وإلا ما استقرت الأرض للعصاة الذين يعصون الله جهرًا وسرًا، وليلًا ونهارًا دون أدنى خشيه من الله، وهو شديد العقاب ايضًا. [1] [3]
الشيطان اخرج الابوين من الجنة
مكر ابليس بادم وحواء وزين لهم ما نهاهم عنه الله عز وجل، وهذا ما يفعله الشيطان بنا، فهو يزّين لنا سوء أعمالنا، حتى نراها خيرًا بجهلنا.
وتصديق آدم وحواء عليهما السلام لإبليس كان نتيجة غوايته ومكره، قال تعالى: (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) [الأعراف: 121]، وقال سبحانه وتعالى: (يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ ومُلْكٍ لَا يَبْلَى) [طه:120]. أي أن اسلوب الغواية كان من اجل الخلود في الجنة.
تضمنت قصة آدم عليه السلام وحواء الكثير من العبر التي يمكننا الاستفادة منها الى يومنا هذا، ومنها:
- آدم عليه السلام هو أبو البشر، وهذا ما تجمع عليه جميع الديانات السماوية، وبالرغم من مكانة آدم عليه السلام، إلا أن نفسه استجابته لغواية إبليس، وكانت هذه الغواية هي السبب في خروجه من الجنة ونزوله الى الارض. قال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء} (النساء:1).
- أخطأ ادم عليه السلام ابو البشر عندما عصا الله، لكن هذا الخطأ كان عن نسيان، وفيه ربما موعظة لنا وهي أن البشر خطاؤون، وكان خطأ ادم عليه السلام مبني على ضعف ونسيان، وليس عن نية مقصودة. كما قال سبحانه: {فنسي ولم نجد له عزما} (طه:115).
- العداوة بين البشر وبين ابليس هي عداوة قديمة، ومستحكمة، فإبليس يريد غوايتنا لنضل عن الطريق المستقيم، ونسلك السبيل الذي سلكه، وهو سبيل الغرور وعصيان أوامر الله عز وجل. قال تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو} (البقرة:36).
- سعة رحمة الله تعالى، لأنه قبل توبة ادم عليه السلام وحواء بعد خروجهما من الجنة ونزولهما الى الارض. قال تعالى: {فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} (البقرة:37).
- ارادة الله جاءت أن يكون ادم عليه السلام خليفة لله في الارض، وهو الأب الذي توالت منه الذرية بأكملها، حيث جميعنا يعود أصلنا الى ادم وحواء عليهما السلام. قال تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} (البقرة:30)، وقال سبحانه أيضاً: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} (الأنعام:155). [2]
ما هي تبعات الذنوب
يجب ان يدرك المسلم أن كل شر وداء في الدنيا والاخرة سببه الذنوب. وللذنوب اضرار كثيرة لا تعد ولا تحصى
- الذنوب ضررها في القلوب يشبه ضرر السموم في البدن
- تورث الذنوب حرمان من الرزق ووحشه يجدها العاصي في قلبه
- ذهاب الحياء
- غياب البركة من العمر والرزق
- يمكن أن يعاقبه الله في الدنيا ويمكن أن يؤخر العقاب عنه قليلًا
وحشة في القلب: من ابرز اثار الذنوب هي وحشة في القلب، ووحشه بين الناس الأخيار. وليس بالضرورة أن ينحرم صاحب الذنوب من الرزق، بل يمكن أن يمده الله بأضعاف مضاعفة من الرزق وهذا يكون غضب من الله الذي يمده بالخير في الدنيا ويحرمه من الخير الأبدي في الأخره.
ذهاب الحياء: الحياء هو حياة للقلب، وذهاب الحياء يستدعي نسيان الله لعبده، وتخليته لنفسه وهواه وشيطانه. واليوم نجد أمثلة كثيرة عن ذهاب الحياء بين الناس سواء في الحياة العامة او في مواقع التواصل الاجتماعي وهم يرتكبون المعاصي على الملأ ويتفاخرون بها من رقص، وخمور، وارتداء ملابس فاضحة، وانغماس في شهوات دنيوية.
غياب البركة من العمر والرزق: العاصي لا يجد بركه في رزقه ولا في عمره، ويتسلط عليه الشيطان بسهولة فيوسوس لها.
يمكن أن يقع العقاب في الدنيا أو الآخرة: الكثير من الاشخاص العصاة ينغمسون اليوم في ارتكاب الذنوب بدون رادع. لكن عدل الله قادم لا محالة، وقد يسلّط عليهم الله العقاب في الدنيا وقد يكون العقاب في الآخرة. ويمكن أن يظن الشخص أنه ناج من العقاب لو تأخر عنه، لكن اذا لم يتب ويعفو الله عنه فإنه سيجازى بما عمل، ولا يظلم ربنا عباده مثقال ذره.
لذا يجب ان يستحضر الشخص في نفسه عقوبات الذنوب الكبيرة ويقرأ تاريخ الأمم وكيف أهلك الله الأمم بذنوبها، مثل قوم عاد وثمود، وكيف أخرج الله آدم من الجنة. اجعل هذه الاسباب عونًا لك في هجران الذنوب، لأن الذنوب تورث المعيشة الضنك في الدنيا والعذاب في الاخرة. [4]