ما هي أوثق عرى الإيمان

من أوثق عرى الإيمان

من أوثق عرى الإيمان هي الحب في الله والبغض في الله.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: (أي عرى الإيمان أوثق؟) قال: الله ورسوله أعلم، قال: «الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله»، وجاء في الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ”.

الإيمان بالله هو مفتاح فوز الإنسان بالجنة والنجاة من النار، ولذلك كان للإيمان عُرى وقد بينها لنا النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من رحمة الله على الإنسان، فقد جاء الإسلام كاملًا شامل لكل نواحي ومقتضيات الدنيا والآخرة، فقد بيّن لك الله أوثق عرى الإيمان أي أقوى العقد وأكثرها ثباتًا التي تقربك للإيمان وهذا من رحمة الله بنا.

العروة هي العُقدة التي لا تنفك، فإذا أنت أعانك الله وتمكنت من أن تكون مطبقا لأوثق عرى الايمان فقد استكملت ايمانك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت تلك العروة للحب في الله وهذا من دعائم قيام المجتمع الإسلامي المترابط ومن شأنه أن يحقق المودة والتراحم بين الناس، فالإسلام جاء ليأمرك بأن تُحب أخيك في الله وتُعينه وتعطيه وتساعده وأمره هو كذلك.

فتخيل معي مجتمع كل أفراده يساعدون بعضهم البعض بحب وليس رد مجاملات أو عادات، هو فقط يحبه ليس لأي غرض غير أنه مسلم مثله، فسبحان الله الذي اختصنا بهذه الشريعة السمحاء. [1]

ما معنى كلمة أوثق عرى الإيمان

أي العقد التي تربط المسلم بدينه وهي ما يُستمسك به ويعتصم به من الدين للوصول إلى الجنة.

جاء تعريف كلمة عرى في اللغة: هي جمع عروة، وهي العقدة التي تعقد بين حبلين لربطهما، أو تعقد لشد وسحب المتاع.

وعُرى الإيمان: هي العقائد التي تربط الإنسان بدينه، وأوثقها أي من أكثرها ثباتًا وقوة في الإيمان هي الحب في الله والبغض في الله. [2]

ما معنى الحب في الله والبغض في الله

الحب في الله هو أن يحب الإنسان ما يحبه الله من شخص أو قول أو فعل أو حُكم، والبغض في الله هو أن يبغض الإنسان ما يبغضه الله كالكافر لكفره والفاسق لفسقه.

والحب في الله أن يحب الإنسان ما يحبه الله أي يحب الإنسان المؤمن بالله المطبق لشريعة الله، المبتعد عما حرم الله، المتبع لأوامره المجتنب لنواهيه، المبتعد عن البدع والمنكرات، يطيع الله ورسوله كما أمرنا الله في القران الكريم، وهذا من شأنه أن يخلق الحب والتراحم بين المجتمع الإسلامي، فأنت تحب الشخص لأنه مسلم أو لأنه يفعل الخير، وحب الشخص الفاعل للخير من شأنه أن يدفعك أنت أيضًا لفعل الخيرات وترك المنكرات، وهذا من أوثق عرى الإيمان بالله.

فأنت تحبه حتى لو كان غريبًا عنك، عربيًا كان أو أعجميًا فهو مسلم تقي يحب الله ورسوله وأنتم تحبون بعضكم البعض لأنكم تحبون الله ورسوله وتستمسكون بأكثر العرى ثباتًا وهي الحب في الله.

البغض في الله هو أن تبغض ما يبغضه والله ورسوله فتبغض الكافر لأنه يكفر بالله وتبغض الفاسق لفسقه وتبغض المبتدع بسبب بدعته، ولقد نهانا الله عن حب الكافرين لأن الحب يجلب معه النصرة والموالاة فكيف توالي الكافر على أخيك المسلم فقد جاء في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ). [1]

ما هو معنى الإيمان

في اللغة: هو مصدر آمن وهو مضاد للخوف وغالبًا ما يراد بالإيمان التصديق فيقال: آمن بالشيء أي صدق به، وفي الاصطلاح: هو التصديق والتسليم بما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وهو من عند الله.

فالإيمان هو الاعتقاد والتصديق بما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم والتصديق بأنه رسول من الله، والإيمان والعمل بما جاء به الني صلي الله عليه وسلم، والإيمان له عدة أصول وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهي أصول مترابطة ببعض أي يجب الإيمان بهم جميعًا فلا يصح الإيمان إن آمن الشخص ببعضها ولم يؤمن بالبعض الآخر.

وقد جاء القران الكريم مؤكدًا على الإيمان وأهميته كما جاء في قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)، وقال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).

والإيمان هو اعتقادًا بالقلب وتصديقٌ باللسان وعملٌ بالجوارح، والمقصود بالاعتقاد هو العمل القلبي وهو التصديق والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره، وتصديق اللسان هو النطق بالشهادتين، وعمل الجوارح هو تطبيق واتباع أوامر الله والبعد عما نهى الله عنه، أي العبادات التي تتم بالجوارح منها: الصلاة، الصوم، الزكاة، إماطة الأذى، جبر الخاطر. [3]

هل فريضة الصلاة هي أوثق عرى الإيمان

من أوثق عرى الإيمان هي الحب في الله والبغض في الله، ولكن الصلاة هي أخر عروة يتركها الإنسان كلما بعد عن الله.

عن أبي أمامة الباهلي عن النبي ﷺ أنه قال: ” لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة”.

ومعنى الحديث أنه كلما اشتدت غربة الإسلام وابتعد الناس عن الدين تركوا الإسلام عروة عروة، أول خطوة هي الحكم بغير ما أنزل الله ورسوله، ويتشبث الناس بالتي تليها ثم يتركوها ثم التي تليها حتى يتركوا الصلاة وهي آخر عروة قد يتمسك بها المسلم.

فقد أمرنا الله تعالى بالحكم بما أنزله سبحانه كما جاء في قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 49 – 50].

وآخر عروة يتشبث الناس بها ثم يتركوها هي الصلاة، ومما لا شك فيه أن الصلاة هي الركن الثاني في الإسلام وقد شدد الإسلام على أهمية الصلاة كما جاء في قوله تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)، وصح عن رسول الله ﷺ أنه قال: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد، وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح وقال عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة”. [4]

تخريج حديث أوثق عرى الإيمان

رواية – عن أبي ذَرٍّ، قال: خرج علينا رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -؛ قال: أَتَدرونَ أَيُّ الأعمالِ أَحَبُّ إلى اللهِ – تَعَالَى – ؟ ، قال قائلٌ: الصلاةُ والزكاةُ ، وقال قائلٌ: الجهادُ ، قال النبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – : إنَّ أَحَبَّ الأعمالِ إلى اللهِ – تَعَالَى – الحُبُّ في اللهِ ، والبُغضُ في اللهِ .

هي رواية بإسناد ضعيف، والرواية الصحيحة البديلة بنفس المعنى هي: ” – عن كعبٍ قال : من أقام الصَّلاةَ ، وآتَى الزَّكاةَ ، وأطاع محمَّدًا ، فقد توسَّط الإيمانَ ، ومن أحبَّ للهِ ، وأبغض للهِ ، وأعطَى للهِ ، ومنع للهِ ، فقد استكمل الإيمانَ” [5]