هل الذهب من حق الزوج أم الزوجة بعد الطلاق

الذهب من حق الزوج أم الزوجة بعد الطلاق

هل الذهب من حق الزوج أم الزوجة بعد الطلاق ؟ يصبح الذهب من حق الزوجة عندما يتم الطلاق بسبب الضرر ، وإذا كان الذهب ضمن المهر ومذكور في عقد الزواج فهو لها بالكامل إذا كان ذلك بعد الدخول ، أما إذا كان الطلاق قبل الدخول فلها نصف المهر.

فمن المتعارف عليه أن المهر من حق الزوجة حتى بعد الطلاق وذلك لقوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظاً} [النساء: 20ـ21].

وإذا كان الزوج قد وهب لزوجته الذهب فلا حق له فيه حتى بعد الطلاق إلا في حالة الخلع.

أما في حالة الطلاق عن طريق طلب الخلع من المرأة فليس لها الحق في الذهب المذكور في المهر أو الهدايا المقدمة من الزوج ويجب رده للزوج.[1]

إذا طلبت الزوجة الطلاق ماذا يحق لها

في حالة كان الطلاق بسبب ضرر يقع على الزوجة فلها الحق في جميع الحقوق المادية بما في ذلك المهر والمؤخر والنفقة والمتعة ، أما عن مقدار كل من النفقة والمتعة فيختلف من حالة لأخرى ويقوم القاضي بتحديده ، وذلك في حال كان الطلاق بعد الخلوة الشرعية.

أما في حالة كان الطلاق قبل الخلوة الشرعية فمن حق الزوجة نصف المهر فقط.[3]

هل الشبكة من حق الزوجة بعد الطلاق

يختلف هذا الأمر وفق نية الزوج عند إعطاء زوجته الشبكة على النحو التالي:

  • إذا كانت نية الزوج الهبة أو الهدية فتكون من الزوجة ولا يجب على الزوج أن يأخذها منها.
  • أما إذا كانت الشبكة جزر من المهر أو كانت هذه عادة المدينة فهي لها طالما كان الطلاق بسبب وقع الضرر عليها من الزوج.
  • في حالة كان الرجل أعطاها الذهب من أجل التزيين بيه ، فله حق في أخذه بعد الطلاق أو في أي وقت يريده ، ولكن إذا تم الاتفاق على تركه لزوجته فلا إثم في ذلك.

هل الذهب يعتبر جزء من المهر

يرجع ذلك إلى نية الزوج طالما لم يتم ذكر ذلك في عقد الزواج ، قال الموفق في المغني: فَصْلٌ: فَإِنْ دَفَعَ إلَيْهَا أَلْفًا ثُمَّ اخْتَلَفَا، فَقَالَ: دَفَعْتهَا إلَيْك صَدَاقًا، ‏وَقَالَتْ: بَلْ هِبَةً، فَإِنْ ‏كَانَ اخْتِلَافُهُمَا فِي نِيَّتِهِ كَأَنْ قَالَتْ: قَصَدْت الْهِبَةَ، وَقَالَ: قَصَدْت دَفْعَ الصَّدَاقِ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الزَّوْجِ بِلَا ‏يَمِينٍ؛ ‏لِأَنَّهُ أَعْلَمُ بِمَا نَوَاهُ، وَلَا تَطَّلِعُ الْمَرْأَةُ عَلَى نِيَّتِهِ. اهـ

وهذا القول يدل على أن الحكم هنا هو قول الزوج لأنه هو الأعلم بنيته. ‏

حقوق الزوجة بعد الطلاق

لكل امرأة بعد الطلاق لها عدة حقوق في الشرع والقانون وهي كتالي:

  • مؤخر المهر إذا لم يعطي الرجل زوجته بتقي حقها فيجب عليه أن يعطها المؤخر.
  • النفقة والكسوة والمسكن للزوجة وينطبق ذلك على الطلاق الرجعي فقط في فترة العدة ، ولكن نفقة وكسوة ومسكن الأطفال واجبين على الزوج في أي حال من الأحوال ويجب أن يلتزم بهم.
  •  المتعة هو مبلغ من المال يجب أن يدفع للزوجة في جميع حالات الطلاق ، وعلى الرغم من ذلك هناك اختلاف بين العلماء في وجوب دفع المتعة.

حكم استرجاع الهدايا بعد الطلاق

تعد الهدايا هبة من الزوج لزوجته ولا ترد بعد الطلاق وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يَحِلُّ لرجُلٍ أن يُعطِيَ عَطيَّةً، أو يهَبَ هِبَةً، فيرجِعَ فيها، إلَّا الوالدَ فيما يُعطِي وَلَدَهُ، ومثَلُ الَّذي يُعطِي العَطيَّةَ ثمَّ يرجِعُ فيها كمثَلِ الكَلْبِ يأكُلُ، فإذا شبِع قاء ثمَّ عاد في قَيْئِهِ.” صحيح أبي داود.

الذهب من حق الزوج أم الزوجة بعد الخلع

في حالة كان الذهب جزء من المهر فيكون من حق الزوج لأن الخلع يعني أنها تنازلات عن بعض حقوقها مثل المهر والمؤخر وبالتالي يمكن للزوج أن يطالبها بالذهب.

إما إذا كان الذهب تم شرائه من مالها الخاص فهو حق لها ، وفي حالة كان الذهب مقدم من قبل الزوج للتزيين أيضًا يكون من حق الزوج.

هل الزوج له حق في ذهب زوجته 

ذهب الزوجة هو حقها وليس على الزوج إجبارها على بيعه ، ويحرم عليه أن يأخذ منه بدون رضاها ، ولكن يمكن للزوجة أن تساعد زواجها في الحالات التي تلزم ذلك على سبيل الدين مع الحفاظ على حقها بالمستندات التي تثبت ذلك.[2]

وبالتالي ليس للزوج حق في ذهب زوجته فالزوجة ذمة مالية خاصة بها فسواء كان الذهب مهر الزوجة أو كان هدية من زوجها فهو من حقها ويحرم على الزوج أن يتصرف فيه دون علمها أو رضاها ، لان هذا يعد تصرف في غير ماله فقال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) النساء : 29 .

أيضاً لا يجوز للزوج أن يرجع في هبته وذلك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “لا يَحِلُّ لرجُلٍ أن يُعطِيَ عَطيَّةً، أو يهَبَ هِبَةً، فيرجِعَ فيها، إلَّا الوالدَ فيما يُعطِي وَلَدَهُ، ومثَلُ الَّذي يُعطِي العَطيَّةَ ثمَّ يرجِعُ فيها كمثَلِ الكَلْبِ يأكُلُ، فإذا شبِع قاء ثمَّ عاد في قَيْئِهِ.” صحيح أبي داود.

ومع ذلك يقتضي على الزوجة أن تساعد زوجها في أوقات الضيق مع ضمان حقها ، فقال الله تعالي (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).المزمل : 20 ، فإذا وهبت الزوجة الذهب لزوجها فلها أجل وثواب عظيم عند الله تعالى.