صفات الريح التي تنقض الوضوء

صفات الريح التي تنقض الوضوء

أن يكون هناك يقيناً بخروجها، سواء خرجت بصوت، أو لا، وكان لها رائحة أم بغير رائحة.

تعتبر الطهارة شرطاً لصحة الصلاة، أما الصلاة فهي ركناً أساسياً من أركان الإسلام، لذا يجب على كل مسلم أن يكون حريصاً على تأدية فروض الإسلام بمنتهى الأمانة، ومن الأمور التي تحير المسلم في أمر الطهارة هي خروج الريح، حيث أنه من الأمور التي لا يستطيع المرء الاحتراز منها، كما أن العديد من الناس يقولون أحكاماً ليس لها أصل في تلك المسألة، الإجابة الصحيحة المأخوذ بها هي أن الوضوء يُنقض بإيقان الإنسان أنه أخرج ريحاً، أن يكون متأكداً حتى ولو لم يسمع صوتاً، أو يشم ريحاً، لقوله صلَّ الله عليه وسلم: (إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف وليتوضأ وليعد الصلاة).

يشترط لنقض الوضوء حصول اليقين، فالوضوء لا ينتقض بالشك، وجميع أمور الدين كذلك، تبقى على أصلها طالما لم يحصل اليقين بتغير حكمها، وقد شكى رجلاً إلى النبي أنه يخيل إليه أنه يجد شيئًا في الصلاة، فقاله له صلَّ الله عليه وسلم: (لا ينصرف حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً).

شرح النووي ذلك الحديث: (وقوله صلَّ الله عليه وسلم: حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا معناه يعلم وجود أحدهما ولا يشترط السماع والشم بإجماع المسلمين، وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك ولا يضر الشك الطارئ عليها).

خروج الريح بدون صوت ولا رائحة هل ينقض الوضوء

نعم.

ينقض الوضوء بخروج الريح وإن كان بلا صوت، أو رائحة إذا كنت متيقناً من خروج الريح، فأنت تعلم أن الريح خرجت، ولكنها لم يكن لها صوتاً، ولم تشم لها رائحة، هنا ينقض الوضوء، أما إن شككت في خروج الريح، ولا يؤكد شكك رائحةً، أو صوتاً، فوضوئك يبقى على حاله، لأنه لا ينقض بالشك.[1][2]

هل حبس الريح ينقض الوضوء

لا.

حبس الريح لا ينقض الوضوء، والصلاة مع حبسه صحيحة إن شاء الله، ولكن ابتداء الصلاة بحبس الريح أو غيره مما يخرج من إحدى السبيلين مكروهاً لأنه يصرف انتباهك عن أداء الصلاة، لما ورد في صحيح مسلم عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال:

(لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان)، والأخبثان تعني: (البول، والخائط)، ويلحق بالأخبثان ما ام في نفس المعنى، كما ينطبق القول على كل ما قد يصرف المرء عن الخشوع، ويشغل قلبه عن أداء الصلاة، فالصلاة بالقلب كما بالجسد، ليست مجرد حركات، وكلمات.

يرى جمهور أهل العلم أنه يُكره ابتداء الصلاة لمن يحبس البول، أو الغائط، أو الريح، وغير ذلك، ولكنه إن فعل فصلاته صحيحه، أما إن كان بدأ الصلاة و فاجأته الرغبة في التبول، أو التغوط أو إطلاق الريح أثناء الصلاة، فلا كراهة، وصلاته صحيحة أيضًا.[3]

خروج الريح بغير إرادة

ينتقض الوضوء بخروج الريح بغير إرادة، ولا تصح الصلاة إلا بإعادة الوضوء والصلاة من جديد، طالما تيقنت من خروج الريح، وإن كان ذلك بغير إرادة يلزمك إعادة الوضوء، فالطهارة شرط لصحة الصلاة، ولن تصح بدونها، وخروج الريح من نواقض الوضوء دون خلاف.

أما في حالة أن يكون خروج الريح بدون إرادة شيئاً متكرراً بسبب عملية جراحية، أو حالة صحية أو غير ذلك، فإن هذه الحالة ينطبق عليها حكم سلس البول، أو سلس البراز، أي أن على المصاب بهذه الحالة الوضوء لكل صلاة، والصلاة في الوقت الذي يعتقد فيه أنه لن يخرج منه ريحاً، وإن خرج أثناء الصلاة بعد احترازه فلا شيئًا عليه طالما أنه لم يتعمده.

أما إن كنت لست مريضًا، ويُخيَّل إليك طوال الوقت، وعند كل وضوء وصلاة أنه خرج منك ريحاً ولم يحصل ما تتيقن به أن خرج بالفعل، فاستعذ بالله من وسوسة الشيطان، ولا تنتبه لذلك، انفض عن الشكوك وصلي.[4][5]

كيف أفرق بين الشك واليقين في خروج الريح

لا تنصرف حتى تسمع ريحاً، أو تجد رائحة، أو تتيقن في نفسك وإن لم تسمع أو تشم.

يشكك الشيطان دائماً المسلم في طهارته، فهو باباً من أبوابه لإقعاده عن أداء الصلاة، والطاعة، فقد وردنا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قال: (يأتي أحدكم الشيطان في صلاته، فينفخ في مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث، ولم يُحدث، فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً)، فالشيطان حريص على إفساد العبادة على كل مسلم.

يقول الصنعاني معلقاً على الحديث: (وهذا الحديث دال على حرص الشيطان على إفساد عبادة بني آدم خصوصاً الصلاة، وما يتعلق بها، وأنه لا يأتيهم غالباً إلا من باب التشكيك في الطهارة، تارة بالقول، وتارة بالفعل، ومن هنا تعرف أن أهل الوسواس في الطهارات امتثلوا ما فعله وقاله).

عليك أن تتوضأ إذا كنت موقناً بخروج الريح، وإن لم تشم ريحاً، أو تسمع صوتاً، أما إن شككت بذلك، فليس عليك إعادة صلاتك، أو وضوئك إلا إن كان هناك دليلاً دامغاً على خروج الريح، فالرسول صلَّ الله عليه وسلم يقول عن رجلاً يشكي أنه يخيل إليه دائماً خروج ريحاً أثناء صلاته: (لا ينصرف حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً).[6]

ماهي الاشياء التي تنقض الوضوء

  • خروج البول أو الغائط من إحدى السبيلين.
  • المذي والودي يلحقان بحكم خروج البول أو الغائط، المذي ماءًا يخرج بسبب الشهوة، والودي أبيضاً ثخيناً يخرج عقب البول.
  • الريح، لحديث: (لا يتقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)، وقد فسر أبو هريرة الإحداث بأنه: (فُساء أو ضُراط).
  • النوم الثقيل، أو لفترة طويلة، لأنه يذهب بالعقل، والتحكم في الجسد، أما إن كان يسيراً قاعداً، أو راكعاً، أو ساجداً فلا ينتقض الوضوء.
  • الجنون، أو الإغماء، عن عائشة: (أن النبي صلَّ الله عليه وسلم أغمي عليه، ثم أفاق، فاغتسل ليصلي، ثم أغمي عليه، ثم أفاق فاغتسل).
  • القيئ الكثير، أو سيلان الكثير من الدم أو القيح، ينقضون الوضوء عند الحنفية، والأحناف، ولكنه ليس رأياً راجحاً لضعف الدليل.
  • مس القبل دون حائلاً، لقول النبي صلَّ الله عليه وسلم: (من مس فرجه، فليتوضأ).
  • لمس الرجل المرأة أو العكس بشهوة، حيث يقول سبحانه وتعالى: (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ).
  • أكل لحم الإبل، لما ورد في حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلَّ الله عليه وسلم أمر رجلاً أن يتوضأ بعد أكله لحم الإبل.
  • غسل الميت، وذلك اقتداءاً بفعل الصحابة رضوان الله عليهم، كان عمر، وابن عباس يتوضئان بعد غسل الميت.
  • الردة، أو الخروج من الدين، لقوله تعالى: ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).[7]