كيف يؤثر التعليم على دخلك

كيف يؤثر التعليم على دخلك

ارتفاع المستوى التعليمي ينعكس عادةً بشكل إيجابي على فرص العمل، والحصول على دخل أعلى. احتمالية حصولك على عمل أفضل تزيد بمرور الوقت مع التعلم، بالإضافة إلى ذلك، سوف تحصل من خلال التعليم على الكثير من الفوائد الاجتماعية. وهذا بحد ذاته يشكل دافع كبير للأشخاص من أجل متابعة تعليمهم وتدريباتهم المهنية.

يرتبط الحصول على درجة جامعية مع زيادة الارباح في جميع الدول المتقدمة. لكن هذا الأمر يختلف بناءً على:

  • العمر
  • الجنس
  • مستوى التعليم الجامعي
  • مجال الدراسة

الأشخاص الذين يملكون شهادات عالية وخبرة أكبر في العمل لديهم فرصة أكبر للحصول على عمل بأجر مرتفع. لكن في بعض البلدان النامية، هناك الكثير من العقبات التي تواجه الحصول على فرص متساوية في العمل، مثل الفجوة بين الجنسين التي تلعب دورًا كبيرًا في الدخل بغض النظر عن المستوى التعليمي أو المجال الدراسي.

العوامل الأخرى غير التعليم التي تلعب دورًا أيضًا في مستوى دخل الفرد، كثيرة وتتضمن:

  • الطلب على المهارات التي يملكها الشخص في سوق العمل في هذه المدينة
  • توريد العمال ومهاراتهم
  • قوانين سوق العمل
  • الحد الأدنى للأجور في المنطقة
  • الهياكل والممارسات الشائعة (مثل قوة النقابات العمالية، ونوعية بيئات العمل)

هذه العوامل تساهم أيضًا في الاختلافات في الدخل الفردي بين الاشخاص. وللتأكد من أهمية التعليم في زيادة الدخل يمكن أن يطلّع الشخص على الإحصائيات والموجودات، مثل:

  • تزيد إمكانية زيادة دخل الفرد مع حصوله على التعليم. ففي المتوسط في دول العالم المتقدم، حوالي 2 من 3 اشخاص حاصلين على تعليم جامعي يتقاضون اجر اكبر من متوسط الاشخاص العاملين، وهذا يتضمن العاملون بدوام جزئي وبدوام كامل. وفقط 1 من 4 اشخاص بالغين ليس لديهم شهادة جامعية يحصل على اجر مرتفع.
  • تزيد ميزة الدخل المرتفع للأشخاص مع تقدم العمر. أي أن كبار السن بأعمار (45-54) يكسبون 70% أكثر من اقرانهم الحاصلين على تعليم ثانوي. أما الشباب بعمر (25-32) عامًا يكسبون 40% اكثر من اقرانهم الحاصلين على تعليم ثانوي. [1]

هل للتعليم اثر على الدخل

نعم، للتعليم اثر كبير على الدخل. الاشخاص ذوي مستوى التعليم الأعلى يكون لديهم غالبًا مستوى دخل أعلى من أولئك الأشخاص الذين لم ينهوا تعليمهم. وهذا الأمر ينطبق على كل من الرجال والنساء. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في الدخل بين الرجال والنساء إلا أن هذه الاختلافات أقل بكثير من مستوى الاختلاف في الدخل بين الأشخاص المتعلمين وغير المتعلمين.

على الرغم من أن خريجي الجامعة قد لا يحصلون بشكل دائم على عمل براتب عالي للغاية، لأن الشهادة الجامعية يمكن أن تفتح لهم آفاق كثيرة من اجل الحصول على عمل لن يكون متاحًا من أجل شخص لا يملك سوى شهادة المدرسة الثانوية. بالإضافة لذلك، كلما ارتفع الشخص في مستوى التعليم، سوف يحصل على راتب أعلى من رواتب الأشخاص بنفس العمل لكن بمستوى تعليمي منخفض.

لكن، يجب أن يوضع بعين الاعتبار أن التعليم مكلف أيضًا. وفي الوقت الحالي تكلفة الدراسة في جامعات متوسطة لمدة اربع سنوات ليست بالقليلة. وهذا يعتبر من الأسباب الكبيرة التي تدفع الأشخاص للتخلي عن فكرة إكمال الدراسة في الجامعة. بالإضافة لذلك، لا يوجد ضمان للشخص بأنه بعد التخرج يمكن أن يحصل على مال كافي من أجل سداد الديون وأن تضمن له هذه الشهادة أن يعيش حياة كريمة.

لذلك عندما توازن بين إيجابيات التعليم وسلبياته وتأثيراته على الدخل، ضع بعين الاعتبار التكلفة للدراسة الجامعية، قبل أن تقوم بأية اختيارات، لكن غالبًا ما يرفع العلم من شأن صاحبه ويفتح له الكثير من الأبواب المغلقة في وجه الشخص غير المتعلم.

العلاقة بين التعليم والبطالة

هناك علاقة قوية أيضًا بين التعليم والبطالة. فكلما زاد مستوى تعليم الشخص، كلما قلت فرص أن يكون بلا عمل. على سبيل المثال، في عام 2019، تم اجراء دراسة وجدت أن:

  • معدل البطالة للأشخاص الحاصلين على درجة البكالوريوس أو أعلى 2.2%، أما معدل البطالة للأشخاص الذين ليس لديهم شهادة الثانوية العامة فيبلغ 5.3%

الاسباب التي تجعل التعليم يرتبط مع الحصول على فرص عمل أفضل، وتجنب البطالة هي:

  • الشخص المتعلم عادةً ما يملك مهارات أفضل في العمل ويكون مؤهل بشكل أكبر لشغل مراكز مهمة في العمل
  • الاشخاص المتعلمين يكونون أكثر قابلية للتكيف مع الظروف المختلفة، ولهم قدرة أكبر على التعلم، لذلك تزيد فرصهم في الحصول على وظيفة مقارنةً بالأشخاص غير المتعلمين.
  • غالبًا ما يفضل المدراء توظيف الأشخاص المتعلمين لأنهم يعتقدون أنهم سيكونون أكثر إنتاجية في العمل وسوف يقدمون للعمل فائدة أكبر مقارنةً مع الأشخاص غير المتعلمين.

العوامل التي تؤثر على الدخل

هناك علاقة قوية بين الجنس، وبين الدخل والتعليم. فبالرغم من التطور الذي نشهده في الوقت الحالي، لكن لا تزال النساء تتقاضى أجرًا أقل من الرجال بشكل عام. ولكن في بعض الأحيان تأخذ النساء اللواتي لديهنّ نفس المستوى التعليمي مع الرجال أجرًا أعلى من الرجال.

الفرق لا يكمن فقط في الجنس بين الرجال والنساء، لكن هناك الكثير من الفروقات التي تؤثر أيضًا على دخل المرأة وتزيد الفجوة بين دخل الرجال والنساء، ومن هذه العوامل:

  • فترة إجازات المرأة: تميل المرأة بشكل أكبر من الرجل لأخذ إجازات من العمل بسبب الحاجة الملحة لرعاية الأطفال أو رعاية الكبار في السن. وهذا الأمر يؤدي لفقدان فرص المرأة في الحصول على عمل جيد أو يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان المرأة لعملها
  • لا يزال إلى الآن يلعب التمييز دورًا كبير في الحد من إمكانات مكاسب المرأة، ولا يزال البعض إلى الآن يعتقد أن المرأة غير قادرة على تحمل الأعباء التي يتحملها الرجل في العمل. وبالتالي يعتقدون أنها لا تستحق أجرًا مماثلًا لأجر الرجل، وهذه الأفكار البالية يجب القضاء عليها من أجل السعي نحو المساواة وتمكين المرأة

انهاء الفجوة بين الرجال والنساء سوف يكون لها فوائد كبير على العائلات، وعلى العمل، والاقتصاد ككل. كما سيساعد ذلك في تقليل معدلات البطالة وتحسين الحركية الاجتماعية. الاستثمار في مثل هذه الخطوات العادلة يجب أن يكون هدفنا في الفترة القادمة. [2]