استمرت الأندلس تحت حكم المسلمين حتى خرجوا منها عام

استمرت الأندلس تحت حكم المسلمين حتى خرجوا منها عام

897هـ/ 1492م.

استمرت الأندلس تحت حُكم المسلمين لما يصل إلى 781 سنة ميلادية، بعد أن سقطت غرناطة على أيدي الصليبيين الإسبان، وذلك في شهر ربيع الأول من سنة 897 هجريًا، والذي يوافق شهر يوليو عام 1492 الميلادي.

كانت مدينة غرناطة هي آخر ما بقي من مدن الأندلس، بعد سقوط باقي المدن على أيدي الإسبان، ومن هذه المدن سقطت قرطبة وبلنسية وإشبيلية وغيرهم، وقد استمرّت مدينة غرناطة تحت سيطرة أبو عبد الله محمد بن يوسف، والذي عُرِف بابن الأحمر، بعد انهيار الأندلس لما يصل إلى 250 سنة، حتى ضعُفت في النهاية، وسقطت على أيدي الإسبان عام 897هـ. [1] [2]

في أي عام فتح المسلمون الأندلس

عهد الفتح (91هـ-95هـ/710م-714م).

بدأ عهد الفتح حين أذِن الخليفة الوليد بن عبد الملك، لموسى بن نصير بفتح الأندلس، فأرسل سرية بقيادة طريف بن مالك أصابت الكثير من الغنائم، ما شجّعه على إرسال جيشٍ آخر بقيادة طارق بن زياد ضد القوط في معركة «وادي برباط»، والتي انتهت بانتصار المسلمين، ومن هنا توغّلت جيوش المسلمين في فتح الكثير من المدن، حتى تمّ فتح الأندلس، وعُيِّن عبد العزيز بن موسى بن نصير واليًا عليها. [2]

الأندلس تحت حكم المسلمين

  • عهد الولاة (95-138هـ/710-756م).
  • عهد الإمارة (138-316هـ/756-929م).
  • عهد الخلافة (316-422هـ/929-1031م).
  • عهد ملوك الطوائف (422-479هـ/1031-1086م).
  • عهد المرابطين (479-541هـ/1086-1146م).
  • عهد الموحدين (541-642هـ/1146-1244م).

عهد الولاة: بدأ عصر الولاة في الأندلس العربية، بعدما أصبحت تابعة للخلافة الأموية بدمشق، وقد توالى في حكمها 20 واليًا، خلال مدة تصل إلى 42 عامًا، وقُسِّم هذا العهد إلى:

  • فترة الازدهار: استمرت 27 عامًا، تمّت فيها الكثير من الفتوحات الإسلامية.
  • فترة الضعف: استمرت 15 عامًا.

عهد الإمارة: سُميّ بهذا الاسم؛ لأن الأندلس أصبحت إمارة منفصلة عن خلافة الدولة العباسية في بغداد، وبدأت بذلك فترة تأسيس عهد الإمارة الأموية، وذلك مع حُكم عبد الرحمن الداخل الذي حكم البلاد 34 عامًا، وينقسم العهد إلى ثلاث فترات:

  • الأولى: فترة القوة التي هيمنت فيها دولة المسلمين على ما حولها، واستمرت مائة عام.
  • الثانية: فترة ضعف، استمرت 62 عامًا.
  • الثالثة: فترة الانتقال إلى عصر الخلافة الأموية مع عهد عبد الرحمن الناصر، واستمرت 16 عامًا.

عهد الخلافة: قامت نهضة الأندلس بعد فترة ضعفٍ طويلة، بعد تولية عبد الرحمن ناصر الحُكم سنة 300هـ/913م، والذي لقّب نفسه بأمير المؤمنين، وبدأ عهد الخلافة الأموية، وقد وحّد الأندلس وقضى على الثورات، واهتمّ بالحياة الاقتصادية والعمرانية والعملية، وجاء بعده الحكم المستنصر بالله، ثم هشام بن الحكم.

وخلال عهد الخلافة كان عهد الدولة العامرية التي استمرت 33 عامًا، والتي تُعتبر من أقوى الفترات في حياة الأندلس، حيثُ بلغت فيها الدولة الإسلامية ذروة قوتها، حتى تولّى الحُكم عبد الرحمن بن المنصور، والذي بدأت الثورات في عهده حتى تمّ قتله، وحينها كثُرت الثورات وانقسمت البلاد، حتى سقوط الخلافة الأموية.

عهد ملوك الطوائف: انقسمت الأندلس بعد سقوط الدولة الأموية إلى دويلات متنافسة، فدخل عهد ملوك الطوائف الأكثر تعقيدًا؛ ذلك بسبب زيادة الأطماع والتنازُع الشديد على الحُكم، وقد استمرّ خلال القرن الخامس الهجري، انقسمت فيه الأندلس إلى سبع مناطق حسب الطوائف.

عهد المرابطين: استغل الإسبان تقسيم الأندلس وبدأوا باحتلال المُدن تِباعًا، حتى طلب أمير إشبيلية المساعدة من دولة المرابطين بالمغرب، والتي أنقذت الأندلس بقيادة ابن تاشفين في معركة الزلّاقة، وبعد ازدياد النزاع بين الطوائف، تمّ ضم الأندلس لدولة المرابطين لستين عامًا.

عهد الموحدين: بعد انهيار دولة المرابطين في الأندلس، قام محمد بن تومرت من قبائل مصمودة البربرية، بثورة على المرابطين، وأقام دولة دينية عمل فيها على الإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، غير أنّ دولة الموحدين ضعُفت؛ بسبب انتشار النزاعات الداخلية بين الحُكّام، حتى تمّت هزيمتهم من قِبل الإسبان في موقعة العقاب. [2]

كيف انتهى حكم المسلمين في الاندلس

بعد سقوط دولة الموحدين وتمزُّق دولة الأندلس؛ وذلك بوقوع أغلب المدن في أيدي الإسبان الصليبيين، كانت مدينة غرناطة هي آخر ما تبّقى تحت حُكم المسلمين، والتي قامت فيها دولة بني الأحمر، التي أنشأها محمد بن يوسف.

ولم يطمح بنو الأحمر سوى بالمحافظة على غرناطة تحت حُكم المسلمين؛ وذلك نظرًا للظروف التي كانت تمرُّ بها الأندلس آنذاك، حتى كان حُكّام غرناطة يطلبون المساعدات من بني مرين في المغرب؛ للحفاظ على مُلكِهم.

توالى بعد ذلك على حُكم غرناطة عددٌ من ملوك بني الأحمر، والذين عاشوا في الملذات والترف، ولم يمتلك أحدٌ منهم قوة وحذر أسلافهم، وفي ذلك الحين كان الضعف قد بدأ يدبُّ في الحُكم الإسلامي لغرناطة، بينما كانت تزداد إسبانيا المسيحية قوة؛ خاصةً حين تزوّج ملك أراغون فرديناند من ملكة قشتالة إيزابيلا، واتحدا معًا لإنهاء الحُكم الإسلامي في مدينة غرناطة، وهكذا خرج الصليبيون في جيشٍ يُقدّر بخمسين ألف فرد بقيادة فرديناند، وحاصروا غرناطة حتى الاستسلام.

استسلمت مدينة غرناطة بسبعةٍ وستين من شروط التسليم، اشتملت على تأمين حقوق المسلمين وبقائهم على دينهم وأموالهم، غير أنّ الصليبيين سرعان ما نقضوا هذه الشروط، وأصبحت تُصدِر قرارات لمنع موجود المسلمين في غرناطة، وحظر اتصالهم ببعضهم، كما خيّروا المسلمين بين التحوُّل إلى المسيحية، أو مغادرة غرناطة تاركين ممتلكاتهم وأموالهم.

وبمرور السنوات، زاد الخناق على من بقي من المسلمين في غرناطة، وذلك بصدور المراسيم تِباعًا، والتي تُخيِّر المسلمين بين اعتناق الكاثوليكية، أو مغادرة إسبانيا، أو أن يصبحوا عبيدًا، وبدأوا كذلك بتلفيق التُهم لبقايا المسلمين، وعاقبوهم إمّا بالحرق أو الجَلد، أو مصادرة الممتلكات أو التشهير، حتى تمّت إزالة الإسلام من الأندلس نهائيًا. [3]

أسباب سقوط الأندلس

  • إلغاء الخلافة الجامعة وظهور الطوائف.
  • النزاعات بين المسلمين.
  • الانشغال بالملذات.
  • تخلُّف عُلماء الدين عن دورهم.
  • فساد النظام السياسي.
  • موالاة الصليبيين.
  • انتشار خيانة الدولة.

إلغاء الخلافة الجامعة وظهور الطوائف: تمّ إلغاء الخلافة بإعلان أبو الحزم جهور بن محمد، وقد تبيّن أن عهد الطوائف كان عهدًا من التّفكُّك والتنافس، بين الأمراء والحُكّام، فبلغت دول الطوائف سبعًا وعشرين طائفة تتنافس ضد بعضها، كما ظهر لاحقًا نظام ولاية العهد الوراثي.

النزاعات بين المسلمين: قادت النزاعات بين ملوك الطوائف؛ حيثُ تحاربت العرب مع البربر، وتنازعت طائفة اليمانية مع القيسية، ما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى من المسلمين، والذي فاق أضعاف قتلى فتح الأندلس.

الانشغال بالملذات: تمتّع حُكّام الأندلس بالترف، ما جعلهم ينشغلون بالإنفاق على الملبس والمأكل وبناء القصور، فلم يهتموا بالدفاع عن مدن الأندلس أو حمايتها، وقد انتشر في ذلك الحين شرب الخمر واللهو، وعمد الأمراء إلى الانحراف والبُعد عن أساسيات الإسلام.

تخلُّف عُلماء الدين عن دورهم: انشغل الكثير من علماء الدين عن الدعوة والإصلاح والتشجيع على الجهاد، واهتموا بأمور الخلافة، بل إنهم شاركوا في المُنكرات ولم ينهوا عنها، وفوق ذلك فقد عمدوا إلى نفاق الأمراء والحُكّام لطمعهم.

فساد النظام السياسي: حيثُ قام نظام الحُكم المُطلق، فلا يعتمد الأمراء على الشورى أو العدل، ما أدى بدوره إلى زيادة أعداد المتمردين، والمنادين بالاستقلال الذاتي لمدن الأندلس، وكذلك ظهر الظُلم والفساد واضحين؛ بإسناد المناصب الإدارية والمالية إلى الموالين للدولة والنظام.

موالاة الصليبيين: عمد الحُكّام في فترة ضعف الأندلس الأخيرة، مثل ملوك الطوائف، إلى موالاة الصليبيين وإقامة علاقات طيبة معهم، وإحسان الظن بهم، وقد وصل الأمر أنهم طلبوا مساعدة الصليبيين، في حروب الطوائف ضد المسلمين، محاولين بذلك الحفاظ على السلطة والنفوذ.

انتشار خيانة الدولة: وظهر ذلك في المعاهدات السريّة التي لم تظهر أمام العامة، كما ظهرت خيانة بعض العائلات المعروفة مثل: عائلتي بني سراج وبني أشقونة؛ لتحقيق مصالح ذاتية، كما تمّ إبطال فريضة الجهاد ضد الأعداء، وتمّ إخضاعهم لمعاهدات استسلام لتحقيق مصالح سياسية. [4] [5]