تتوافق شخصياتنا وأشكالنا وهذا عامل مهم في بناء هويتنا الشخصية
تتوافق شخصياتنا وأشكالنا وهذا عامل مهم في بناء هويتنا الشخصية
العبارة خاطئة، حيثُ تختلف شخصياتنا وأشكالنا وهذا عامل مهم في بناء هويتنا الشخصية.
إنّ تقبُّل شخصياتنا وأشكالنا عاملٌ أساسيٌ في تشكيل وتكوين الشخصية الذاتية للفرد، ويُعتبر هذا الاختلاف عنصرًا إيجابيًا مهمًا في بناء الهوية الشخصية.
كما يعتمد بناء الهوية الشخصية الأساسي على محاولات الشخص لفهم من هو، وإلى أين ينتمي، وما هي الأشياء المهمة بالنسبة إليه، وعن طريق بناء الفرد لهويته الشخصية، يمكنه بسهولة أن يُحدِّد أولوياته في الحياة، تبعًا لمُعتقداته ومبادئه وأفعاله وأهدافه الحياتية. [1] [2]
معنى الهوية الشخصية
هي نتيجة اندماج السِمات الشخصية للفرد مع صفاته الجسدية وشكله الخارجي، بجانب معتقداته وقِيمه ومبادئه، وكذلك قدراته وطموحاته، وكل ما يمكن أن يتم من خلاله تحديد صفات الفرد ليكون ما هو عليه، وتتجمع هذه العناصر لتكوين الهوية الشخصية الفريدة بكل شخص.
الهوية الشخصية هي تعريفٌ خاصٌ بكل فرد، فهي التنمية الذاتية للفرد التي يتم تطويرها خلال مراحل النمو والتقدُّم في العمر، وهي ليست ثابتة للشخص طوال فترة حياته، بل تتغير باستمرار كلما اختبر الشخص أبعادًا جديدة في الحياة، وبشكلٍ أساسي فإنها تجميعٌ للإجابات المحتملة عن السؤال الفلسفي: “من أنت؟”.
يمتلك كل فرد تكوين للهوية الشخصية الخاصة به، لذلك فإنّ التجارب التي يتعرض لها الشخص، وسياقها، ونوعية الأشخاص الذين يتعامل معهم، كل ذلك يلعب دورًا كبيرًا في تكوين الهوية الشخصية له.
ومن السمات التي تتميز بها الهوية الشخصية:
- الصفات الجسدية أو الشكل الخارجي.
- الشخصية.
- المشاعر.
- القيم والمبادئ.
- المعتقدات.
- القدرات والمواهب.
- الهوايات.
- الميول والاهتمامات.
- الأهداف الشخصية.
- الطموحات والأحلام.
- المهنة أو المسار الوظيفي. [2] [3]
عناصر بناء هويتنا الشخصية
- الشكل.
- الأسلوب.
- الشخصية.
- الأفكار.
- المشاعر.
- الأحلام.
يتكون بناء هويتنا الشخصية من:
- هويتنا الشخصية العامة.
- هويتنا الشخصية الخاصة.
الهوية الشخصية العامة: تتكون من ثلاث عناصر رئيسية تظهر للآخرين بوضوح وهي:
- الشكل: يُعتبر إدراك شكلنا ومظهرنا جزءًا كبيرًا من بناء هويتنا الشخصية، ولذلك تتواجد محاولات مُتقنة لتحسين المظهر، والجمال الشخصي في كل الثقافات حول العالم.
- الأسلوب: يمتلك كل شخص طريقة خاصة للحديث والحركة ولغة الجسد وتعبيرات الوجه، وهذه الأشياء تُشكِّل أسلوب الشخص الفريد، مُكوِّنًا هويته الشخصية.
- الشخصية: تدوم شخصية الفرد كجُزءٍ لا يتجزأ من هويته الشخصية؛ وذلك لأنها لا تتغير بسهولة، وبالتالي يُمكن حساب الفردية بناءً على الاختلافات في شخصيات الأفراد.
الهوية الشخصية الخاصة: تتكون من سِمات يصعب على الآخرين ملاحظتها، إلّا أنّ لها دورًا مهمًا في تكوين الهوية الشخصية وهي: الأفكار، المشاعر، أحلام اليقظة. [4]
كيفية بناء هويتنا الشخصية
- حدِّد مبادئك.
- اتّخِذ قراراتك الخاصة.
- فكِّر في كيفية تحقيق أحلامك.
- اقضِ بعض الوقت بمفردك.
- عزِّز قيمتك الذاتية.
حدِّد مبادئك: تُعتبر القيم والمعتقدات الشخصية جوانب أساسية في بناء الهوية الشخصية، كما يُمكن أن يُساعدك تحديدها في التعرف على الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك، وتحديد موقفك تجاه قضايا مهمة، كما أنها تساعدك في وضع حدود مع الآخرين، ويمكنك محاولة التفكير في قيمك ومبادئك الخاصة أثناء التفاعل مع الآخرين.
اتّخِذ قراراتك الخاصة: يكون من المخيف أحيانًا اتخاذ القرارات بنفسك، غير أنه من المهم أن تتدرب على اتخاذ القرارات لفعل ما تريد أن تفعله، دون تلبية حاجات من حولك فقط، يجب أن تتذكر أنه عندما لا يتم تلبية احتياجاتك، يكون لديك القليل لتقديمه للآخرين.
فكِّر في كيفية تحقيق أحلامك: تُشيرُ بعض الأبحاث إلى أنّ الاختلافات بين صورتك المثالية عن نفسك وبين ذاتك الفعلية، يُمكن أن تسهم في الشعور بعدم الرضا وحتى الاكتئاب، لذلك من المهم التفكير فيما يمكنك فعله لجعل حياتك متناسبة مع هويتك الشخصية.
اقضِ بعض الوقت بمفردك: وذلك للتعرف على نفسك بشكلٍ أفضل، واكتشاف ماهية الأشياء المهمة بالنسبة إليك وما تصبو إليه في المستقبل، يمكنك على سبيل المثال تجربة هوايات جديدة، قراءة الكتب، كتابة اليوميات، التطوع أو التأمل الذاتي، تُساعدك هذه الطريقة أيضًا لفهم مشاعرك وأسبابها ومحاولة معالجتها.
عزِّز قيمتك الذاتية: هو أسلوبٌ فعالٌ لبناء هوية شخصية صحية، وهو عبارة عن أفعال إيجابية تُستخدم لتحدي الأفكار السلبية، والتي يمكنها أن تُخفِّف من حدة التوتر والقلق وتُحسِّن الأداء، كل ما عليك فعله هو إعطاء نفسك التشجيع المستمر، ويُمكن أن يكون على هيئة تذكيرات لفظية؛ كأن تقول لنفسك شيئًا إيجابيًا كل صباح، أو تترك ملاحظات إيجابية على مكتبك، يُساعدك الاستمرار على هذه الطريقة على تشجيع نفسك وتقبُّلها. [5] [6]
الهوية الشخصية والهوية الذاتية
بالرغم من أنهما غالبًا ما يُستخدمان بصورةٍ مترادفة، إلّا أنّ تعريف الهوية الشخصية يختلف عن الهوية الذاتية، فالهوية الذاتية تعني كيفية رؤيتك لنفسك وتعريفك لها، أما الهوية الشخصية فتعني معرفة من أنت وما الذي يجعلك فريدًا، أي أنّ هويتك الذاتية هي منظورك الخاص بهويتك الشخصية.
وترتبط الهوية الذاتية ارتباطًا وثيقًا بمفهومك عن نفسك، وهي تؤثر بشكلٍ كبير على الطريقة التي ترى بها نفسك، أو كيفية تصرُّفك في المواقف الصعبة، بالتالي يُمكن أن تتغير الهوية الذاتية لشخصٍ ما مراتٍ عديدة خلال فترة حياته.
كما تتصل الهوية الذاتية غالبًا بواحدة أو أكثر من أجزاء الهوية الشخصية للفرد؛ فيربط بعض الأشخاص مثلًا هويتهم الذاتية تمامًا بوظيفتهم، ولذلك فإذا خسروا تلك الوظيفة فإنهم غالبًا ما يعانون بشدة لإيجاد هويتهم الذاتية.
وعلى الجانب الآخر، فإنّ الهوية الشخصية لا ترتبط بواحدة أو أكثر من الصفات المحددة، بل إنّ هويتك الشخصية متصلة بسماتٍ أعمق وأكثر تجذُّرًا بما أنت عليه.
ونتيجة لذلك، يمكن تعريف الهوية الذاتية على أنها الجمع بين الأدوار المختلفة التي يؤديها الفرد طوال حياته، لتكوين الصورة التي يرى نفسه عليها، وتختلف هذه الأدوار في أهميتها بالنسبة لكل شخص، كما يُمكن أن تتأثر الهوية الذاتية للفرد عن طريق قوالب الهويّات التي يضعه الآخرون فيها، وقد تتأثر أيضًا بالهوية الاجتماعية للفرد في التجمُّعات العامة. [2]
الفرق بين الهوية الشخصية والهوية الاجتماعية
قد يتكون المجتمع الواحد من أشخاص ينتمون إلى ديانات مختلفة، أو مجموعات عرقية، أو طوائف مختلفة، ومن خلال إنشاء الهوية الاجتماعية، يتعلم الفرد عن أوجه التشابه والاختلافات بينه وبين الآخرين، ويتم ذلك من خلال التفاعل في البيئة الاجتماعية.
ومن المهم أيضًا فهم الأدوار والمسؤوليات التي يقوم بها الفرد في المجتمع، حيث يمتلك كل فرد أدوارًا اجتماعية مختلفة، والتي ترتبط بتأسيس الهوية الاجتماعية للفرد بين الآخرين.
كما أنه من الضروري إبراز أنّ مفهوم كل شخص للهوية الشخصية، قد لا يتماشى بالضرورة مع مفهوم الهوية الاجتماعية له بالنسبة للآخرين، فعلى سبيل المثال، قد نتصور أننا نتمتع بشخصية جيدة ونساعد الآخرين، غير أن وجهة النظر الاجتماعية قد تكون مختلفة تمامًا عن ذلك.
وعلى عكس مفهوم الهوية الشخصية، والتي يتم فيها الاهتمام بتحديد الاختلافات بين الفرد ومن حوله، يُمكن فهم الهوية الاجتماعية عن طريق إنشاء نهج جماعي، ينتج عنه فهم الأشخاص لأنفسهم والآخرين من حولهم بشكلٍ متبادل، وبالتالي فإنها تنشأ عندما يتفاعل الفرد مع الآخرين، ويُعرِّف عن نفسه كجزء من المجتمع.
الهوية الاجتماعية للفرد لها تأثير كبير على تشكيل الهوية الذاتية أو الشخصية للفرد، وهي ترتبط بالدور الذي يلعبه الفرد في المجموعات المختلفة مثل دور الأب، أو الزعيم السياسي أو الديني أو المعلم، وفي كثيرٍ من الأحيان تتأثر الهوية الاجتماعية للفرد بتوقعات المجتمع، وبالتالي يُمكن أن يشعر الأفراد في هذه الحالة بأنهم مُجبرون على لعب أدوار، أو أداء أعمال، أو تبني آراء لا يرغبون بها، ومن هنا تكون الهوية الاجتماعية غير متوافقة مع الهوية الشخصية للفرد. [1] [3]