أول من طالب بقيام دولة لليهود في فلسطين

أول من طالب بقيام دولة لليهود في فلسطين

هو تيودور هرتزل.

ولد تيودور هرتزل بتاريخ  2 مايو  1860 للميلاد في مدينة بودابست، وكان ابناً لأبوين من الطبقة الوسطى، وعند بلوغه المرحلة الثانوية أدخله والده مدرسة علمية ولكنه لم يكمل فيها تعليمه، وقام الانتقال إلى مدرسة أخرى كان معظم الطلاب المتواجدين فيها من اليهود، وكان ذلك في العام 1875 للميلاد.

ومع حلول العام 1878 للميلاد، انتقلت عائلة تيودور هرتزل إلى مدينة فيينا، والتي التحق فيها تيودور بجامعة فيينا من أجل دراسة القانون، وتخرج منها وحصل على حق الممارسة في العام 1884 للميلاد، ولكن عوضاً عن تقديم الاستشارات القانونية، اتجه تيودور إلى الجانب الأدبي وبدأ في كتابة العديد من المقالات الصحفية والمسرحيات التي كانت ناجحة إلى حد ما.

اتخذ تيودور قرار الزواج في العام 1889 للميلاد، من جولي ناشاور، والتي كانت ابنة رجل أعمال يهودي من المقيمين في مدينة فيينا، ونتج عن هذا الزواج ثلاث أطفال، ولم يكن هذا الزواج ناجحاً، ومر بالعديد من العقبات نتيجة الخلافات المستمرة بين زوجته ووالدته، وزاد الأمر سوء نتيجة الأنشطة السياسية في السنوات الأخيرة، والتي لم تكن مجال اهتمام زوجته على الإطلاق.

بدأت حياة تيودور بالتغير بشكل كلي بعد تعيينه كمراسل في صحيفة Neue Freie Presse، وذلك في العام 1891 للميلاد، وكانت الصدمة الكبرى التي واجهها بمجرد وصوله، هو وجود  نفس المعاداة السامية التي كان كان يعاني منها اليهود في النمسا وفي فرنسا، وبدأت معتقداته في كون معاداة السامية مشكلة اجتماعية لا يمكن للطائفة اليهودية التغلب عليها إلا من خلال تنازلهم عن طريقهم الخاصة، والانخراط في المجتمع، بالتغير بشكل كبير.

جهود هرتزل لإنشاء دولة إسرائيل

توصل تيودور بعد سنوات متعددة، خاصة بعد قضية الزوز التي تم تلفيقها لأحد الضباط اليهود والذي كان اسمه ألفريد دريفوس، أن فكرة معاداة السامية هي فكرة متأصلة في مختلف دول العالم، وأن استيعاب العالم لهم هو أمر مستحيل، ولكي يتمكن يهود العالم من العيش بشكل حر دون اضطهاد فيجب أن يكون لهم دولة خاصة بهم.

لم يكن تيودور هرتزل أول من فكر في إقامة دولة يهودية، بل سبقه في هذا الفكر نابليون بونابرت في العام 1799 للميلاد، الذي كان يفكر في بناء إقامة دولة يهودية على أراضي إسرائيل القديمة، ولكن الجهود الحقيقة في تحقيق ذلك بدأت عندما قام تيودور بلقاء البارون موريس دي هيرش، الذي كان يعتبر من اغنى الرجال في ذلك الوقت، والذي قتك بتأسيس جمعية الاستعمار اليهودية، والتي كان الهدف الأساسي منها هو توطين اليهود من روسيا ورومانيا في الأرجنتين وأجزاء أخرى من الأمريكتين.

رفض البارون سماع الأفكار الخاصة بـ تيودور هرتزل، والتي كانت تناقش ضرورة إنشاء منظمة سيادية، لحشد يهود العالم تحت راية واحدة، ونتيجة لهذا الرفض قام تيودور بتأليف كتيبه الشهير المعروف باسم  الدولة اليهودية والذي نشر في العام 1896 في دولة فيينا، وكانت الفكرة الأساسية لهذا الكتيب هي المسألة اليهودية ليست مشكلة اجتماعية أو دينية، بل هي أزمة قومية لا يمكن حلها إلا من خلال تحويلها إلى مسألة عالمية سياسية، ويجب أن يتم مناقشتها في المجلس القومي من قبل الدول المتحضرة.

في يونيو من العام  1896 م، توجه تيودور هرتزل إلى القسطنطينية من أجل التحدث مع السلطان العثماني، ومحاولة اقناعه في منحه دولة فلسطين كدولة مستقلة لليهود، ورغم استمرار إقامته في القسطنطينية لمدة 11 يوم إلى أن محاولته باءت بالفشل، ولكن ذلك لم يحبط من مساعيه التي استمرت لمدة ثمان سنوات من التاريخ السابق وحتى وفاته، ونتيجة لجهوده، وجهود أتباعه من بعده، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى مثل الحرب العالمية الأولى والثانية قامت الدولة اليهودية بتاريخ 14 مايو 1948 للميلاد. [1]

لماذا اختار اليهود فلسطين لإقامة وطن قومي لهم

لأنها أرضهم المقدسة في اعتقادهم.

يعتبر اليهود دولة فلسطين في الأرض المقدسة الخاصة بهم، والتي يجب عليهم الحصول عليها تحقيقاً لوصية أسلافهم في جعلها الوطن الخاص باليهود.

ويعود هذا الاهتمام  بدولة فلسطين إلى زمن ماض وتحديداً إلى دول الكومنولث، وهي المدرسة الفكرية التي روجت أيضًا لفكرة عودة اليهود إلى إنجلترا، وتنبأت لهم أيضًا بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية.

وظهر ذلك جلياً من خلال دعوة نابليون من أجل إعادة الجموع المشتتة من اليهود إلى أرضهم القديم، والتي لاقت قبولاً كبيراً لدى العديد من العقول الإنجليزية في ذلك الوقت.

وبدأت المخططات السياسية الكبرى في الوضع حيز التنفيذ بعد سقوط محمد علي، من خلال التدرج في إرساء أسس الدولة الفلسطينية اليهودية، من خلال جهود، وتضحيات أفراد من اليهود، والتي تمثلت في شراء الأراضي الفلسطينية للبدء في إنشاء المستعمرات. [2] [3]

عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة

بازل، سويسرا عام 1897.

وكان ذلك عكس التوقعات التي خطط لها، بأن يكون المؤتمر في مدينة ميونيخ الألمانية، وكان سبب ذلك هو المعارضة الكبيرة التي لقاها المسؤولون من قبل قيادة المجتمع المحلي، التي تمثلت في كل من الأرثوذكسية والإصلاحية في نفس الوقت.

كان هذا المؤتمر بقيادة  ثيودور هرتزل،  وقد حضر هذا المؤتمر ما يزيد عن 200 شخص، وقد كان الهدف الأساسي لهذا المؤتمر هو صياغة المنظومة الصهيونية والتي عرفت فيما بعد باسم برنامج بازل وتأسيس المنظمة الصهيونية العالمية.

وتم من خلال هذا البرنامج عرض الخطة التي تهدف إلى بناء وطن معترف به بشكل قانوني من قبل كافة الدول، ويتم إنشاؤها على أراضي دولة فلسطين، وتم خلال هذا المؤتمر تم انتخاب  هرتزل ليكون رئيسًا للمنظمة الصهيونية، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء كل من لجنة الإجراءات الداخلية ولجنة الأعمال الكبرى لإدارة شؤون الحركة بين الكونجرس.

وفي مذكراته عن هذا المؤتمر قال هرتزل نصاً :” لو قمت بتلخيص مؤتمر بازل في كلمة واحدة – سأحذر من التصريح بها علنًا – فسيكون هذا: في بازل، أسست الدولة اليهودية”. [4]

من انشأ دولة إسرائيل ومتى

ديفيد بن غوريون عام 1948.

كان قيام دولة إسرائيل على يد ديفيد بن غوريون، رئيس الوكالات اليهودية وذلك في بتاريخ 14 مايو 1948 للميلاد، وقام الرئيس الأمريكي هاري إس ترومان بالاعتراف بها في نفس اليوم.

وجاء هذا الاعتراف رغم قرار الولايات المتحدة في العالم 1917 بتأييد وعد بلفور، والذي أكد فيه الرئيس فرانكلين روزفلت للعرب أنه الولايات المتحدة لن تتدخل في تحقيق استوطان الإسرائيليين في فلسطين إلا بعد استشارة كل من اليهود والعرب المقيمين في المنطقة.

ولكن بعد تولي الرئيس ترومان منصبه، قام بتعيين العديد من الخبراء لدراسة القضية الفلسطينية، وبدأ من بعد ذلك مجموعة مختلفة من المفاوضات بين مختلف الأطراف، وعلى الرغم من تزايد الصراع بين كل العرب الفلسطينيين واليهود الفلسطينيين، قرر ترومان دعم ديفيد بن غوريون والاعلان عن قيام الدولة الإسرائيلية.

وتم تعين غوريون ليشمل منصب رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع، والذي كان له دور كبير في استقرار الدولة، نتيجة نجاحه في عملية تفكيك الجيوش السرية، التي خاضت جروباً ضد البريطانيين، وقام بضمها إلى الجيش الوطني الإسرائيلي. [5] [6]