كم كان عمر الرسول عندما توفي

كم كان عمر الرسول عندما توفي

عمر الرسول عندما توفي هو ثلاثة وستون عامًا.

عمر الرسول عندما توفي من الأشياء المتكررة التي يسأل عنها الناس وذلك لأن الناس يريدون معرفة الكثير عن رسول الله وعن سيرته وحتى عمره يوم وفاته، والحقيقة أن هذا الأمر مختلف فيه بين العلماء فمنهم من قال أن عمره حينما توفي كان واحدًا وستون عامًا، ولكن الصحيح والذي اتفق عليه العلماء أن عمر الرسول عندما توفي كان ثلاثة وستون عامًا.

ذكره الإمام صاحب حلية الأولياء في حليته كما ذكره الحافظ في مصنف الفتح، كما أن الإمام النووي تكلم عن هذا الأمر وتحدث في أن أصح الأعمار هو الثلاثة والستون وأن كل الارقام الباقية ما هي إلا تأويلات، وهذا يدل على أن العلماء اعتمدوا هذا العمر كما أنه يقال أن سيدنا أبي بكر أيضًا مات في نفس العمر.[1]

كم كان عمر الرسول عندما توفي والده

فيها خلاف بين العلماء.

مسألة عمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها خلاف كبير للغاية بين العلماء وكذلك فيها أقاويل وتأويلات سيئة من الملاحدة والكفار حيث يزعم هؤلاء أن الرسول ولد بعد وفاة والده بأربع سنوات وهذه من الافتراءات التي يشيعونها حتى يضللوا الناس.

العمر المتفق عليه من العلماء أن والد النبي صلى الله عليه وسلم مات عندما كان النبي في بطن أمه جنينًا حيث قال ابن إسحاق في هذه المسألة: “ثم لم يلبث عبدالله بن عبدالمطلب أن توفي وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل به”، وهذا الرأي هو ما رجحه الكثير من العلماء مثل ابن الجوزي الذي قال بأن هذا الرأي هو الذي سار عليه أغلب أهل السير.

هناك أقوال أخرى بين العلماء تشير إلى أعمار مختلفة للنبي عندما توفي والده فمثلًا قال بعضهم بأنه مات عندما أتم النبي صلى الله عليه وسلم في بطن أمه شهرين، وقال البعض الآخر أنه مات عندما أتم النبي ثمانية وعشرون شهرًا وقالوا أيضًا تسعة وسبعة أشهر، ولكن الأقوال التي ذكرها محمد بن سعد ثلاثة أقوال فقط يمكن الرجوع إليها أيضًا.

أنه مات عندما كان الرسول حملًا، والثاني أن عمر النبي كان ثمانية وعشرين شهرًا والثالث أن عمره كان سبعة أشهر، لذلك أقوال العلماء لدينا هي التي نرجع إليها فقط كما أن تؤكد ضلال الملحدين والكفار الذين يفترون على الرسول صلى الله عليه وسلم بالكذب، ويمكن اعتماد الصحيح وهو أن الرسول كان جنينًا عندما توفي أبوه.[2]

متى توفي الرسول صلى الله عليه وسلم

في السنة الحادية عشرة من الهجرة.

توفي الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الحادية عشرة من الهجرة وكان ذلك في صبيحة يوم الإثنين عند اشتداد الضحى والذي كان يوافق الثاني عشر من ربيع الأول وهو اليوم التي أظلمت المدينة فيه ولم يأتي على الناس في تاريخ الإسلام يوم مثله.

سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وصف هذا اليوم فقال: “ما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يومًا كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

يمكننا أن نعرف مدى ظلام هذا اليوم من ردود فعل الصحابة عندما علموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتقل إلى الرفيق الأعلى فهذا سيدنا عمر رضي الله عنه نراه يفقد صوابه ويقول للناس: “من قال إن محمدًا قد مات قطعت عنقه”.

هذا سيدنا عثمان الذي حزن على فراق الرسول حزنًا شديدًا حيث قال: “توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحزن عليه رجال من أصحابه حتى كان بعضهم يوسوس، فكنت ممن حزن عليه، فبينما أنا جالس في أطم من آطام المدينة إذ مر بي عمر فسلم علي، فلم أشعر به لما بي من الحزن”، وهناك من تأثر من الصحابة تأثرًا شديدًا ومنهم من مات من الحزن على رسول الله.[3][4]

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

  • أول المرض.
  • ثقل المرض.
  • يوم الوفاة.
  • الاحتضار.

مر الرسول قبل وفاته بلحظات المرض التي كانت خفيفة في بدايتها ثم بدأت تشتد حتى حضرته الوفاة وانتقل إلى الرفيق الأعلى وهذه المراحل هي:

أول المرض: بدأ المرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان عائدًا من جنازة يحضرها في البقيع وكان ذلك يوم الإثنين الموافق التاسع والعشرين من الشهر الهجري صفر في العام الحادي الهجري، وكانت الأعراض التي ظهرت عليه أن اشتد عليه صداع في رأسه لا يتلاشى.

الحرارة أيضًا قد ارتفعت عليه حتى أن الصحابة عرفوا أثرها من العصابة على رأسه، ولم يمنعه المرض من الصلاة بالناس فقد صلى بالناس ما يقرب من أحد عشر يومًا من أربعة عشر يومًا مرض فيها، ولكن أخذ المرض يشتد عليه فتخلف عن الصلاة بالناس وكان يقوم بالناس سيدنا أبو بكر رضي الله عنه.

ثقل المرض: اشتد المرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم واختار أن يجلس عند السيدة عائشة فأذن أزواجه له بالمبيت عندها، فظل عندها حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وظل يصلي بالناس حتى أصبح يغيب عن الوعي ثم يعود وهو يغتسل ويتوضأ.

أرسل لسيدنا أبي بكر أن يصلي بالناس، فقال سيدنا أبو بكر لسيدنا عمر بن الخطاب أن يصلي بهم لكنه رفض لأنه يرى أن سيدنا أبي بكر أحق، حتى خرج عليهم رسول الله ووقف بجوار أبي بكر وهو يصلي بهم، وبعدها بأيام أعتق غلمانه وتصدق بما كان معه من مال ووهب أسلحته للمسلمين.

يوم الوفاة: في آخر يوم وهو يوم الوفاة وكانوا على وشك الصلاة أو قيل أنهم كانوا في صلاة الفجر عندما كشف الرسول صلى الله عليه وسلم ستار غرفة السيدة عائشة فظنوا أنه يريد أن يخرج إلى الصلاة ولكنه أمرهم بإتمام الصلاة حتى دخل الغرفة وكانت هذه آخر صلاة تأتي على رسول الله قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى.

كانت الضحى فطلب فاطمة وأخبرها بالسر، كانت فاطمة حزينة للغاية على الرسول فأخبرها بأنه لا كرب عليه بعد اليوم، ثم  أمر بالحسن والحسين وأوصى عليهم، ثم شعر بأثر الطعام المسموم الذي أكله في خيبر، فقال للسيدة عائشة أن هذا هو أوان انقطاع أبهري هذا السم، أي انقطاع أثره.

الاحتضار: بدأت لحظات احتضار النبي صلى الله عليه وسلم فأسندته السيدة عائشة على كتفها، ودخل عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده سواك فأشار إليه الرسول أو نظر إليه بعينيه فأخذته ولينته له، ثم أخذ يضع يده في ماء ويمسح وجهه به حتى قال: “لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، ثم نصب يده، فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت رأسه”.

هناك روايات أخرى تقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم عند حضور الموت قال: “مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين”، ورواية أخرى أنه قال: “اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى”.[5]