أنواع الشفاعة العامة يوم القيامة
من أنواع الشفاعة العامة يوم القيامة:
-
الشفاعة لمن دخل النار أن يخرج منها.
-
الشفاعة لمن استحق النار أن لا يدخلها.
-
الشفاعة لمن استحق الجنة أن يزداد بها درجات.
تكون الشفاعة العامة للرسول صلَّ الله عليه وسلم، والأنبياء والصالحين، وهي على ثلاثة أقسام، إليك أخي المسلم أنواع الشفاعة العامة يوم القيامة :
الشفاعة لمن دخل النار أن يخرج منها
: ورد في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال :
(
فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون : ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقًا كثيرًا، فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط).
الشفاعة لمن استحق النار أن لا يدخلها
: وصلنا عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال : (ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفَّعهم الله فيه)، وهذا يعني أن الشفاعة سابقة لدخوله النار.
الشفاعة لمن استحق الجنة أن يزداد بها درجات
: وهي شفاعة لأهل الإيمان جعلنا الله وإياكم منهم، ورد في صحيح مسلم عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه دعا لأبي سلمة فقال : (اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين، وأفسح له في قبره ونوِّر له فيه).
شروط الشفاعة العامة يوم
القيامة
-
أن يكون الله راضيًا عن المشفوع له.
-
أن يأذن سبحانه وتعالى للشافع بالشفاعة.
-
أن يكون الله راضيًا عن الشافع.
يجب أن تتوفر بعض الشروط في الشافع والمشفوع له حتى تصح الشفاعة، إليك الشروط التي يجب توافرها في الشفاعة العامة يوم القيامة :
أن يكون الله راضيًا عن المشفوع له
: يجب أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد فإن الله سبحانه وتعالى لا يرضى عن المشركين، يقول تعالى في كتابه العزيز : (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)، وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : (قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه)، فإذا كان رسول الله لا يشفع إلا لمن آمن، فلن يُؤذن لغيره من الأنبياء والصالحين في الشفاعة لمن لم يرضَ الله سبحانه وتعالى عنه.
أن يأذن سبحانه وتعالى للشافع بالشفاعة
: يقول الله تعالى في
سورة البقرة
الآية (255) : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه).
أن يكون الله راضيًا عن الشافع
: يقول تعالى في سورة النجم الآية (26) : (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)، وورد عن أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول : ( إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة)، فلا يكون اللعَّان شفيعًأ يوم القيامة لأنه لا ينال رضا الله سبحانه وتعالى.
شفاعة الرسول يوم القيامة
يشفع النبي صلَّ الله عليه وسلم للأمة جميعها، ويقال شفاعته هي المقام المحمود الذي وُعد به حيث يقول سبحانه وتعالى : (
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)
، إليك أنواع شفاعة النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم يوم القيامة :
الشفاعة العامة
: يتدافع الأنبياء والصالحون للشفاعة ويحيل كل منهم الأمر إلى الآخر حتى يصل إلى محمد، فقد ورد عنه صلَّ الله عليه وسلم أنه قال : (
إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض، فيأتون آدم فيقولون له : اشفع لذريتك، فيقول : لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم عليه السلام فإنه خليل الله، فيأتون إبراهيم، فيقول : لست لها ولكن عليكم بموسى عليه السلام فإنه كليم الله، فيؤتى موسى فيقول : لست لها ولكن عليكم بعيسى عليه السلام فإنه روح الله وكلمته، فيؤتى عيسى، فيقول : لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلَّ الله عليه وسلم، فأوتى فأقول : أنا لها، فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي، فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن، يلهمينه الله، ثم أخر له ساجدًا، فيقال لي : يا محمد، ارفع رأسك، وقل يُسمَع لك، وسل تُعْطَهْ، واشفع تشفع، فأقول: ربِّ، أمتي، أمتي، فيقال : انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة، أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل، ثم أرجع إلى ربي فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدًا، فيقال لي : يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أمتي، أمتي، فيقال لي: فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل، ثم أعود إلى ربي فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدًا، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتي، أمتي، فيقال لي : انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان، فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل).
شفاعته صلَّ الله عليه وسلم لأقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم
: يشفع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يوم القيامة لمن تساوت حسناتهم وسيئاتهم ليدخلوا الجنه، يقول الحافظ بن حجر : (وظهر لي بالتتبع شفاعة أخرى وهي الشفاعة فيمن استوت حسناته وسيئاته أن يدخل الجنة، أرجح الأقوال في أصحاب الأعراف أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم).
شفاعته صلَّ الله عليه وسلم لمن استح النار ألَّا يدخلها
: يقول ابن أبي عز رحمه الله : (شفاعته صلى الله عليه وسلم في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة، وفي أقوام آخرين قد أُمِرَ بهم إلى النار ألَّا يدخلونها).
شفاعته صلَّ الله عليه وسلم لرفع من دخل الجنة درجات
: تقول أم سلمة رضي الله عنها : (
دخل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال : إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله، فقال : لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال : اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه)، ودعاء النبي صلَّ الله عليه وسلم شفاعة.
شفاعته صلَّ الله عليه وسلم في دخول الجنة بغير حساب
: ورد عن أبي هريرة رضي الله عن عنه النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال : (ويدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، فقال رجل : يا رسول الله ادعُ الله أن يجعلني منهم قال : اللهم اجعله منهم، ثم قام آخر فقال : يا رسول الله ادعُ الله أن يجعلني منهم قال : سبقك بها عكاشة).
شفاعته صلَّ الله عليه وسلم فيمن استحق العذاب أن يُخفف عنه
: ورد
في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ذُكر عنده عمه أبو طالب فقال : (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار، يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)، فهي شفاعة النبي لمن استحق العذاب ليخفف عنه فقط ولكن لا يُخرج من النار، وقد قال صلَّ الله عليه وسلم (لعله تنفعه شفاعتي) لقوله تعالى : (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين)، وهذه
الشفاعة
خاصة بالنبي.
شفاعته صلَّ الله عليه وسلم في أهل الجنة ليؤذن لهم بدخولها
: ورد في صحيح مسلم عن ظانس بن مالك رضي الله عنه عنه النبي صلَّ الله عليه وسلم قال :
(أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعًا)، وفي حديث آخر عنه صلَّ الله عليه وسلم يقول : (آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول : الخازن من أنت؟ فأقول : محمد، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك)، وهي شفاعة خاصة به صلَّ الله عليه وسلم.
شفاعته صلَّ الله عليه وسلم لأهل الكبائر
: يشفع رسولنا الحبيب صلَّ الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته ليخرجون من النارويُستثنى منهم (المشركين، والكفار)، ورد في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلَّ الله عليه وسلم قال: (يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة).[1][2]