دليل على شدة خوف المنافقين وجبنهم

دل على شدة خوف المنافقين وجبنهم قول الله تعالى

المنافقين هم أشخاص مرضى القلوب، ومرضهم الذي أصيبوا به هو مرض الشك بوجود الله، والكفر والخديعة، وبجانب الشك يتصف المنافقون بشدة الجبن والخوف، لقوله تعالى ” يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ” في الآية الكريمة:


وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ

هذه الآية توضح ان المنافقين ذوي شكل حسن يعجب الناس، ويمكن أن يخدعون من حولهم بكلامهم وبلاغتهم، لكن من الداخل يتصف المنافقون بأنهم أشخاص ضعفاء، كما يتصفون بالجبن، والخوف، والهلع، ومن شدة خوفهم يخافون من أي شيء، فأي أمر أو مصيبة تقع يعتقدون أنه ستحل بهم، وفي أي لحظة يعتقدون أن أمرهم سوف يكشف، وأخلاق المنافق جميعها سيئة، ومن أسوا الصفات الجبن، فالمنافق الجبان يخاف من الناس أكثر من خوفه من الله تعالى

يشعر المنافق من سوء ظنه وجبنه أن كل شيء يحدث وأي وحي كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن هذا الوحي سيكون الضربة القاضية التي تكشف سر المنافقين، وتتيح للنبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنين أن يعاقبوا المنافقين، لذلك كان المنافقون يعيشون في حاله هلع دائم وترقب من أن يكتشف أمرهم، والله عز وجل فضح أمرهم عندما حذر النبي عليه الصلاة والسلام منهم، وأخبره بأن

المنافقين

يظهرون المحبة ويضمرون العداء، وهم عين لأعداء النبي عليه الصلاة والسلام عليه.

وقال تعالى عن المنافقين أيضًا: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [براءة: 56، 57] ، وهذا يعني أن المنافقين يتسمون أيضًا بالخوف، فهم في حالة الخوف دائم من أن تسلب أموالهم، أو يفقدوا مالهم في سبيل الله، وبنفس الوقت كانوا أجبن من أن يتخذوا موقفًا صريحًا مع الكفار، ويعادوا النبي عليه الصلاة والسلام ويقاتلونه في الغزوات، بل كانوا يظهرون أنهم مع النبي عليه الصلاة والسلام، ويضمرون له العداوة، ويخبرون أسرار المؤمنين للكفار، ولو وجد المنافقون حصن في حالة الحرب لدخوله خوفًا من أن يصابوا بأذى

ليس بالضرورة أن يكون كل شخص جبان منافق، لكن الجبن بشكل عام صفة سيءئة في الإنسان وهو من أسوأ الصفات، وإذا تمكن الجبن من الشخص فإنه يؤدي لأن يقوم الشخص بأفعال محرمة وانتهاك المحارم، لأن الشخص الجبان يفضل حياته على أن يعرض نفسه للوطن فداءً للدين أو الوطن، ويمكن أن يهتك أعراضًا ويؤذي ناس أبرياء في حال شعر أن ذلك يمكن أن يفيده، فهو شخص أناني لا يفكر سوى بنفسه. [1] [2] [3]

دليل قرآني على شدة خوف المنافقين وجبنهم

قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)}[المنافقون: 4]، وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)} [البقرة: 11 – 12]

وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)} [النساء: 145]

هذه الآيات القرآنية توضح أن المنافقين هم العدو الحقيقي، لأنهم أشخاص يظهرون عكس ما يضمرون، وهو خادعون وماكرون، لكن الله سبحانه وتعالى يكشف أسرارهم، وهو يعلم حقيقة أمرهم، وبالرغم من ادعاءاتهم بأنهم يقفون إلى جانب الحق وجانب الإسلام، لكن جميع هذه الادعاءات غير صحيحة وباطلة، فهم يضمرون في قلوبهم كره للإسلام والمسلميين، ومن الصفات الأخرى للمنافقين المذكورة في القرآن الكريم

{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67)} [التوبة: 67] يعمل المنافقون بالسر من أجل إفساد الإسلام والمسلمين، لأنهم أجبن من إظهار حقيقة أمرهم، وأضعف من المواجهة الصريحة، لذلك يلجؤون إلى أساليب ملتوية، مثل اللؤم، والغمز واللمز، والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف كلما سنحت لهم الفرصة بذلك، ولا يفكرون سوى بكيفية خداع الناس وتحسين صورتهم أمام الناس، أما مظهرهم أمام الله عز وجل فلا يكترثون به، لذلك نسيهم الله، واعتبرهم فاسقون خارجون عن الإسلام، والصلاة على المنافق ممنوعة، لأن تكريم المنافق والصلاة عليه بعد وفاته تعتبر عملًا لا يستحقه وتكريم ليس أهلًا له.

جزاء المنافق هو أن يوضع في الدرك الأسفل من النار، لأن عمل المنافق طيلة حياته كانت نشر الباطل ومحاربة الحق، وهدف المنافق وشغله الشاغل هو تدمير وتمزيق وحدة المسلمين، والتعاون مع أعداء الدين والكفار ضد الإسلام لكن تحت ستار الإسلام، لذلك عقابهم أسوأ من الكافر الذي يظهر كفره. [4]

شدة خوف المنافقين وجبنهم وصفاتهم

الله عز وجل يعلم ما بقلوب الأشخاص المنافقين الذي يظهرون إسلامهم ويضمرون في قلوبهم الكفر، وقال تعالى في القرآن الكريم: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)} [آل عمران: 119 – 120]

والمنافقين يتصفون بالكثير من الصفات السلبية، ومن بعض هذه الصفات نذكر:

  • يحاول الشخص المنافق أن يقنع الناس بإيمانه، : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)[البقرة:8].
  • الشخص المنافق يفعل ما بوسعه كي يصدق الناس أنه مؤمن بالله مثلهم، مثل أداء صلاة الجماعة، قال تعالى (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[البقرة:9].
  • الاستهزاء بالمؤمنين، على إيمانهم بالله عز وجل والتضحيات التي يقوموا بها من أجل الإسلام، لقوله تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)[البقرة:14، 15]
  • الحلف بالله كذبًا، من السهل على الشخص المنافق أن يحلف بالله كذبًا من أجل الوصول إلى ما يريد، دون التفكير بعظم هذا الذنب على الإنسان.
  • التشكيك الدائم في المؤمنين، لأن عقولهم لا تستوعب الإخلاص، وهم معتادين على الكذب والخداع والمراوغة للوصول لأهدافهم.

حال المنافق هكذا لأنه لم يذق حلاوة الإيمان، فقد طبع الله على قلبه لشدة ذنوبه، والشخص المنافق لا يهمه سوى أمره، ويمكن أن يستغل أي موقف لتحقيق مصالحه الشخصية، ولا يقوم بأي فعل كان إلا لغرض دنيوي. [5]