منطقة وقعت فيها قصة اصحاب الاخدود
منطقة وقعت فيها قصة اصحاب الاخدود منطقة
نجران
.
المنطقة هي منطقة نجران التي وقعت فيها
قصة اصحاب الاخدود
، وبعض الروايات التاريخية تذكر أن قصة أصحاب الأخدود حدثت في اليمن، وروايات تاريخية تذكر أن القصة حدثت في الحبشة، وابن عباس يرى أنهم كانوا من قوم بني إسرائيل، وهذه القصة ذكرت في القرآن الكريم في سورة البروج، وهي عن مشركين قاموا بتعذيب المؤمنين وحفر أخدود لهم، وقاموا بتعذيب من لم يطاوعهم، قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ – وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ – وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ – قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ – النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ – إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ – وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ – وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ – الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهِ عَلَى كُلِ شَيْءٍ شَهِيدٌ – إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 1 – 10]
قيل أن قصة أصحاب الأخدود حدثت في نجران، لكن هناك اختلاف في موقع أصحاب الأخدود، فابن كثير رحمه الله كان يرى أن اصحاب الاخدود هم أهل فارس، الذين أرادوا تحليل زواج المحارم، فأنكر ذلك العلماء، فقاموا بحفر أخدود ودفن كل من اعترض عليهم فيه.
الروايات الأخرى تقول أنهم قوم من اليمن، وحدثت قصة أصحاب الأخدود بسبب وجود نزاع بين المؤمنين والمشركين، فغلب عدد المؤمنين على الكفار، ثم قتل الكفار المؤمنين من خلال حفر أخدود لهم.
بعض الروايات التاريخية الأخرى تقول أن قصة أصحاب الأخدود وأهلها كانوا من الحبشة، وابن عباس يرى أنهم ناس من بني إسرائيل قاموا بحفر أخدود في الأرض وأوقدوا فيه النار، ثم دفنوا فيه الرجال والنساء، وقد أورد محمد بن إسحاق أن القصة كانت في نجران.
القصة في السيرة هي أن أهل نجران كانوا يعبدون الأوثان، وكان فيها ساحر يعلم الناس السحر، فأحد الغلمان الذي ذهب لتعلم السحر رأى شخصًا يعبد الله عز وجل وحده، فأسلم منه، وبدأ يتعلم معاني أسماء الله، وكان أبو هذا الغلام يعتقد أن ابنه يتردد إلى الساحر، لكن ابنه كان يتردد إلى الشخص العابد لله عز وجل، فلما رأى منه ذلك أراد أن يثنيه عن أمر عبادة الله الواحد لكنه لم يستطع، وبدأ الغلام الذي سمي في الروايات التاريخية بعبد الله بن التامر دون أن يكون إثباتات حقيقية على صحة اسمه بتعليم الناس في نجران تعاليم الدين، ومعافاتهم مقابل ذلك من ابتلاءاتهم، لأنه كان صبيًا مباركًا، فدخل الكثير من الناس في عبادة الله وحده، حتى وصل الأمر إلى ملك نجران، الذي بغض هذا الشيء، لأن هذا الغلام خالف دين آباءه ودين أهل القرية، فهدده الملك بأن يقتله ويمثل به.
بدأ الملك بمعاقبة الغلام وإنزال أشد أنواع العقاب به، فقام بإرساله إلى جبل فطرح من أعلى الجبل ووقع على الأرض ما عليه اي أذية، ثم قام بإرساله إلى البحار والمياه فألقي فيها وخرج سليمًا غير مصاب بأذي أذية، وخرج ليس عليه أي بأس من مياه نجران، فقال له الغلام أنك لن تستطيع قتلي إلا إذا آمنت بما أؤمن به، فوحد الله الملك كي يقتل الغلام، ثم ضربه بعصا فتسبب بمقتله، وأنزل العقاب بمن آمن من القوم، وحفر لهم الأخدود وقتلهم بالسيف ومثل بأشكالهم، وهذه القصة كما تناقلتها الروايات التاريخية. [1]
منطقة وقعت فيها قصة اصحاب الاخدود منطقة نجران
موقع قصة أصحاب الأخدود بدقة التي خلدها القرآن الكريم هي في منطقة نجران، لأن غالبية الروايات التاريخية تجد أن هذه القصة حدثت في نجران على ضفاف وادي شهير، وكانت تعرف في السابق باسم رقمات، في عصر الدولة الحميرية، وهذه القصة حدثت في 520 م، وقد خلد القرآن الكريم هذه القصة في سورة البروج، وراح ضحية هذه القصة آلاف المؤمنين بالله عز وجل، وقد تم ذلك في أخدود تم دفن فيه هؤلاء المسلمين الذين رفضوا التخلي عن الدين الذي انتشلهم من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، وبرغم مرور مئات السنين على مرور هذه القصة، إلا أن العظام السوداء المحترقة، والرماد والفحم شاهد على القصة التي حدثت في منطقة نجران، والتي تروي حكاية أهالي مدينة الأخدود الذين ماتوا حرقًا لأنهم آمنوا بالله عز وجل ورفضوا الإيمان بالأوثان.
أراد الكثير من الباحثين في عصرنا الحالي اكتشاف معلومات أكبر عن هذه القصة، فقاموا بالتنقيب عن هذه المدينة، التي تقع على مساحة 5 كيلو متر مربع على الحزام الجنوبي من وادي نجران، وبالرغم من عمليات البحث المستمرة على مدار سنوات عديدة، إلا أن الخبراء لم يستطيعوا كشف جميع أسرار نجران، ويعتقد الخبراء أن هذه العملية بحاجة سنوات عديدة من أجل اكتشاف جميع أسرار وآثار ومعالم نجران، وقد اكتشف خبراء التنقيب العديد من الأخاديد المحفورة في هذه المواقع ولا زال الرماد وآثار الحرائق شاهد على ذلك.
ذكرت قصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم في سورة البروج بالتحديد لتكون شاهدة على ما عاناه المؤمنين والموحدين من ظلم وقتل بلا سبب. [2]
الدروس المستفادة من قصة اصحاب الاخدود
نجد في قصة اصحاب الاخدود التي حدثت منذ أمد بعيد الكثير من الظلم وقتل المسلمين بلا سبب، فهذه القصة تروي حكاية غلام آمنَ بالله عز وجل وكان غلامًا مباركًا يستطيع أن يبرئ الأكمه والأبرص بفضل الله عز وجل وقدرته، وعندما وصل خبره إلى الملك قام بتعذيبه حتى يرجع عن دينه، لكنه الشاب ثبت على دينه واستطاع أن ينجو ويفلت من أنواع متعددة من العقاب الذي أنزله الملك عليه من قتل وتعذيب ولم يستطع الملك أن ينال من الغلام إلا بعد أن سمَى بسم الله قبل قتله، وكان ذلك سبب لإيمان الكثير من الناس بالله عز وجل، فحفر الملك أخدود وبدأ بحرق المؤمنين فيه، ومن القصص الشهيرة التي وردت أن امرآة كانت من القوم المؤمنين ومعها صبي صغير رضيع، فهمَت أن تتراجع عن دينها حتى نطق الصغير وقال لها: ” يا أمه، اصبري فإنك على الحق.”
من هذه القصص نأخذ دروس وعبر عديدة منها:
- ضرورة الثبات على الدين وتحمل الصعاب فيه
- هذه القصة قدوة لنا في أشخاص فضلوا الموت على أن يتراجعوا عن دينهم، وهي رسالة لتحمل المصاعب التي يمكن أن ترافق المسلم الملتزم خاصةً في العصر الذي نعيش فيه والمليء بالتحديات للإنسان المسلم والمرأة المسلمة
- هذه القصة تشبه الكثير من قصص الأمم المستضعفة التي تواجه الكثير من الظلم عليها
- تسطير موقف بطولي في الصبر والعزم والثبات. [3]