ماذا تسمى المنطقة الحيوية التي تكثر فيها الأشجار المخروطية الدائمة الخضرة
المنطقة الحيوية التي تكثر فيها الأشجار المخروطية الدائمة الخضرة هي
التايجا .
تكثر الأشجار المخروطية الصنوبرية في منطقة التايجا، وهي غابة من المنطقة شبه القطبية الباردة التي تقع جنوب الدائرة القطبية الشمالية، أي أن منطقة التايجا تقع بين منطقتي التندرا الشمالية والغابات المعتدلة الجنوبية، وقد كانت منطقة التايجا خلال العصر الجليدي الأخير متجمدة بشكل كامل ومغطاة بالأنهار الجليدية، وتمتد أكبر تايجا في العالم على مساحة تقدر بـ 5800 كيلو متر (3600 ميل) من المحيط الهادئ إلى جبال الأورال، حيث أنه يوجد مناطق تايجا في عدة أماكن مثل : ألاسكا، وكندا، والدول الاسكندنافية، وسيبريا.
تحتوي
طبقات التربة
الموجودة أسفل منطقة التايجا على طبقة من التربة المتجمدة، وفي بعض المناطق الأخرى توجد طبقة صخرية تحت التربة مباشرً وكلًا من الطبقتين الصقيعية والصخرية هما ما يمنعان تصريف المياه من الطبقات العليا إلى الطبقات السفلى مما ينتج عنه مستنقعات ضحلة تبدو وكأنها أراضي صلبة يُطلق عليها المسكيات، وهي تبدو كذلك لأنها مغطاة بالطحالب والأعشاب القصيرة وبعض الأشجار في بعض الأحيان، على الرغم من رطوبة التربة وكونها اسفنجية.
النباتات والفطريات في منطقة التايجا
تمتلك منطقة
التايجا
القليل فقط من النباتات المحلية حيث أنها تربة فقيرة للعناصر الغذائية، ويمكن أن تتجمد العناصر الغذائية القليلة المتواجدة بها مما يجعل عملية تجذر النباتات في التربة عملية صعبة، والأشجار الصنوبرية هي واحدة من الأشجار القليلة القادرة على البقاء حية في تربة التايجا الشمالية، وعلى الرغم من قلة النباتات في هذه المنطقة إلا أنها غابة كثيفة حيث تنتشر الأشجار الصنوبرية التي استطاعت أن تتكيف مع الشتاء الطويل شديد البرودة والصيف القصير، ومن الأشجار الصنوبرية شجرة الصنوبر، والتنوب.
تحتوي الأشجار الصنوبرية دائمة الخضرة على إبر بدلًا من الأوراق الخضراء العريضة والمفلطحة، وتنمر بذور شجرة الصنوبر داخل مخاريط خشبية للوقاية، ولا تفقد هذه الأشجار إبرها مثلما تفقد باقي الأشجار أوراقها في الشتاء، وإليك شكل المخاريط الخشبية للأشجار الصنوبرية والتي تحتفظ بداخلها بالبذور :
تُعرف الأشجار الصنوبرية بأشكالها المخروطية ويساعدها تصميمها ولونها الداكن على امتصاص أكبر قدر من ضوء الشمس، وتحتوي إبرها على القليل من السوائل مما يساعدها على البقاء حية دون أن تتجمد، وتنمر الأشجار في منطقة التايجا بكثافة في المناطق المجاورة للمستنقعات الضحلة (المسكيات)، والبحيرات والأنهار الجليدية، وإليك صورة للأشجار الصنوبرية المخروطية دائمة الخضرة :
الحيوانات في منطقة التايجا
تستطيع العديد من الحيوانات التكيف مع البرد بصورة كبيرة مما جعل منطقة التايجا عامرة بالعديد من أنواع حيوانات، وعادةً ما تهاجر الطيور التي اعتادت العيش في جزير التايجا في فصل الشتاء حيث أن شهور الشتاء في غابات التايجا تكون شديدة البرودة، وتسكن العديد من الطيور الجارحة على أشجار التايجا مثل البوم والنسور، وتتغذى على الحيوانات الصغيرة والقوارض التي تعيش على الأرض، ويعيش في غابات التايجا نوع من أضخم أنواع الغزلان في العالم يسمى (الموظ)، وهو مثل باقي أبناء جنسه من الغزلان يستطيع أن يتكيف مع الأجواء الباردة، ويتغذى الموظ على النباتات المائية التي تنمو في المستنقعات والجداول كونه من الحيوانات العاشبة.
يعيش على أراضي غابات التايجا بعض الحيوانات آكلة اللحوم مثل الدببة والوشق، والنمر السيبيري الذي يعتبر أكبر قط في العالم حيث يبلغ وزنه 300 كيلو جرام (600 رطلًا)، ويعيش النمر السيبيري في جزء من شرق سيبيريا ويتغذى على الموظ والخنازير البرية.
يهدد النظام البيئي في غابات التايجا
- الإنسان.
- التغيرات المناخية.
يتعرض النظام البيئي في منطقة التايجا لبعض التهدديات التي يتسبب بها عاملان هما :
الإنسان
: يهدد النشاط البشري النظام البيئي في منطقة التايجا حيث اعتاد البشر اصطياد حيوانات غابات التايجا لاستخدام فرائهم لصنع المعاطف الدافئة، حيث تتميز حيوانات التايجا بفراء غزير ليحميهم من الطقس شديد البرودة الذي تتميز به المنطقة، فاصطاد الإنسان الثعالب والدببة منذ قديم الأزل لتحويلها الفراء لمنتجات يستخدمها الإنسان ليحتمي من البرد القارس، ومع ذلك فإن
الصيد الجائر
لا يعد أخطر التهديدات البشرية لتلك المنطقة، ولكن يأتي في المستوى الأول من الخطورة قطع الأشجار لتوفير الأخشاب والأوراق والكرتون لعمليات البناء ولدعم العديد من الصناعات التي من شأنها رفع الإقتصاد.
يحدث بكثرة في منطقة التايجا تطبيق ما يسمى بـ Clearcutting وهو أن يتم قطع جميع الأشجار الموجودة في منطقة معينة مما يدمر المنطقة المستهدفة حيث يؤثر على حياة العديد من الكائنات التي تعيش على الأشجار وحولها أو يساهم في طردها أو موتها، وتجعل هذه الإبادة الجماعية من الصعب نمو الأشجار مرة أخرى في نفس المنطقة، ويرفع من مخاطر التعرية والفيضانات حيث تفقد المنطقة نظام الجذر، كما أن تعرية المنطقة من الأشجار بهذه الصورة تجعل التربة عرضة للتآكل بسبب الرياح والأمطار والثلوج، وتكشف الطبقات الصقيعية من التربة مما ينتج عنه فقدان الحياة في التربة بشكل كامل.
التغيرات المناخية
: قلنا فيما قبل أن تربة منطقة التايجا لا تسمح بتصريف المياه وهذا يعني أن في حالة ارتفاع درجات الحرارة وذوبان التربة الصقيعية بشكل جزئي تحدث أزمة ينتج عنها المزيد من المستنقعات الضحلة (المسكيات)، والقليل من الأشجار التي تستطيع مد جذورها في التربة، ويؤثر الارتفاع في درجات الحرارة على الحياة في المنطقة عمومًا حيث تضطر الحيوانات المحلية إلى الفرار من المنطقة للبحث عن منطقة أكثر بردًا حيث أن حيوانات مثل النمر السيبيري بفرائه الثقيل ودهون جسمه لا يستطيع العيش في درجات الحرارة المرتفعة، وبينما تفر الكائنات المحلية يحل مكانها أنواع مختلفة مثل خنفساء اللحاء التي تحفر الملايين منها في لحاء أشجار التنوب وتضع بيضها حتى تموت الأشجار، فيمكن لهذه الحشرة الصغيرة تدمير مساحات شاسعة من غابات التايجا.
الفرق بين التايجا والتندرا
تعتبر التايجا والتندرا أبرد منطقتين حيويتين على وجه الأرض، ولكن هناك بعض الاختلافات بينهما، إليك بعض الفروق بين منطقتي التايجا والتندرا :
درجات الحرارة :
يتراوج متوسط درجة الحرارة في التايغا بين 41 درجة و23 درجة فهرنهايت، أما في التندرا فمتوسط درجة الحرارة أقل من 23 درجة فهرنهايت وكلما اتجهت شمالًا يقل الدفء وهي متجمدة التربة على مدار العام، أما في التايجا فإن التربة تتجمد في فصل الشتاء بينما يذوب الجليد في أشهر الصيف.
هطول الأمطار :
تتميز التندرا بالصقيع ولكنها تفتقر لهطول الأمطار، حيث أنها تهبل بمعدل 4 بوصات فقط في السنة، أما في التايجا فتتساقط الثلوج بمعدل يصل إلى 80 بوصة في السنة وهذا يدل على رطوبة منطقة التايجا، وعلى جفاف التندرا حيث أنها توشك أن تتصحر بسبب ندرة سقوط الأمطار.
البيئة النباتية :
التايجا هي عبارة عن غابة كثيفة من الأشجار الصنوبرية، بينما يندر وجود الأشجار في التندرا ويرجع ذلك لنقص المياه وندرة هطول الأمطار والتربة الصقيعية على مدار السنة التي تتميز بها التندرا، ولكن على الصعيد الآخر فإن الأعشاب والأزهار تنمو في التندرا بينما يندر ظهورها في التايجا وتعود أسباب ذلك لشدة حموضة التربة في التايجا وانخفاض النيتروجين، وينمو في التايجا والتندرا الأشنات والطحاب وبعض الشجيرات مثل : شجيرات العنب البري، والنباتات آكل اللحوم مثل نبات الإبريق.
البيئة الحيوانية :
يشيع في المناطق الحيوية أنواع عديدة من الثعالب والذئاب والأرانب البرية والقوارض، ولكنها تختلف بين المنطقتين حيث يعيش حيوان الأشيب، والغزلان مثل غزال الموظ في التايجا، بينما يعيش حيوان الرنة والدب القطبي في التندرا، وتختلف
أنواع الطيور
بين المنطقتين فتتميز التندرا بالطيور البحرية المهاجرة مثل (الخرشنة، والنوارس)، بينما تشيع بعض الطيور في التايجا مثل (نقار الخشب، والبوم).[1][2][3]