اسباب القطيعة بين المسلمين

من اسباب القطيعة بين المسلمين

  • الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها.
  • التحاسد والتنافر.
  • انتشار النميمة.
  • التعصب لمذهب أو لغة أو بلد بين المسلمين.
  • إشاعة وإظهار العيوب.

انقسم المسلمون على بعضهم البعض، فأصبحوا يشكلون دولًا ومذاهبًا، وقبائل، وتجمعات، لكن المشكلة ليست في هذا الانقسام بل المشكلة تكمن في أن هذا الانقسام قد أدى إلى ظهور العدواة فيما بينهم، فأصبح أصحاب هذا المذهب يكرهون أصحاب المذهب الآخر، وأصبحت دولة كذا تكره الدولة الأخرى لمشكلة سياسية ما، على الرغم من أن المسلمون قديمًا كانوا موحدون تحت راية واحدة يتبعون دين واحد بمذهب واحد، ولقد جاء الإسلام ليقضي على العصبية القبلية التي كانت موجودة قبل الإسلام لكنها عادت للظهور مجددًا، وغيرها وغيرها من الأمور التي أدت إلى القطيعة، ومن اسباب القطيعة بين المسلمين ما يأتي:


الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها:

أصبح الجميع منشغلًا بدنياه، ولقد أصبحت هذه الدنيا تأخذ في قلب الإنسان أكبر من حجمها، على عكس ما كان على عهد الصحابة عندم كانت الدنيا في أيديهم وليس قلوبهم وقد قال صلى الله عليه وسلم: (والدنيا حُلوة خضرة، والله مستخلفكم فيها)، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)، فإن الانشغال بالدنيا ومتاعها قضى على الترابط الذي كان موجودًا بين المسلمين قديمًا، مما كان سببًا في حدوث هذه القطيعة لأن الإنسان أصبح يضع في اعتباره نفسي نفسي. [1]


التحاسد والتنافر:

إن تحاسد الناس فيما بينهم من الأسباب التي تؤدي إلى القطيعة بينهم، وتولد التنافر بين الناس مما يؤدي إلى إحداث القطيعة. [2]


انتشار النميمة:

إن

النميمة

هي محاولة الشخص إلى الإيقاع بين الناس عن طريق نقل الكلام بين صديقين أو زوجين أو أي اثنين تربطهما علاقة، ويحدث ألا يتحرى الشخص من الكلام الذي قيل عليه فتحدث القطيعة بين الناس، وسواء قصد هذا الشخص الإفساد بينهم أم لم يقصد فالنتيجة هي التي تحدد جزاؤه والنميمة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، فأما الكتاب فقد قال تعالى: (هماز مشاءٍ بنميم) من سورة القلم آية 11، وأما السنة فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: “إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول” متفق عليه، وروى أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى قال: إصلاح ذات البين، فإن إفساد ذات البين هي الحالقة”، وأما الإجماع فقد قال ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر: قال الحافظ المنذري أجمعت الأمة على تحريم النميمة، وأنها من أعظم الذنوب عند الله. [3]


التعصب لمذهب أو لغة أو بلد بين المسلمين:

بعد انتشار وتعدد الطوائف والمذاهب وانقسام الدولة الإسلامية على بعضها البعض لنصبح دولًا متفرقة تستقل كل واحدة بذاتها وشعبها، وقد يبغض المسلم أخاه المسلم بسبب موقف جكومته تجاه أمرٍ ما، وذلك بغض النظر عن موقف الشعب الذي يقع تحت حكم هذه الحكومة، وقد أصبح الناس يبغضون بعضهم البعض بسبب أفكارهم واختلاف أرائهم. [4]


إشاعة وإظهار العيوب:

يجب أن نحذر من أن نكون من الناس التي تقوم بإشاعة الفاحضة بين الناس وأن نحاول إظهار عيوب من حولنا بأي طريقة لأن هذا يساهم في إزدياد البغضاء بين الناس، وهذه الصفة أحد صفات إبليس وهو عدو لما ويجب ألا نتخلق بصفاته. [2]

حرص الرسول على ترابط المسلمين ببعضهم

جاء حرص النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرًا حينما نهى عن مقاطعة المسلم لأخيه المسلم فوق ثلاثة أيام،

فقد روى البخاري ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”، وهذا الحديث يقول أن من الواجب على المسلم أن يصالح أخيه المسلم وألا يهجره فوق ثلاثة أيام وذلك بغض النظر عن من المخطيء هنا، فأعلم أنك تعامل الله ورسوله من خلال معاملتك لمن حولك، زقد استثنى العلماء من ذلك جواز هجران المجاهرين بالمعاصي فوق ثلاث، وكذلك أصحاب البدع الذين يدعون إلى بدعهم، وعلى المسلم أن يكسر حاجز القطيعة بالعفو والصلح، فمن فعل ذلك فهو الأقرب إلى الله تعالى، قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) لذلك فإن العفو عند المقدرة هي السبيل الةيحد الذي قد يمنع التشاحن والقطيعة بين المسلمين. [5]