اخر خلفاء الدولة العباسية

اخر خلفاء الدولة العباسية هو



المستعصم بالله .

هو أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر، إذ بويع على الخلافة في شهر جمادى الآخرة عام 640 هجريًا، ثم انتهت الدولة العباسية بموته على يد هولاكو خان عام 656 هجريًا، ومن الجدير بالذكر أنه كان يُعرف عنه حبه لفعل الخير، حسن لسانه، وإتقانه لتلاوة وتجويد القرآن الكريم، وقد روى عنه الدمياطي 40 حديثًا نبويًا. [1]

خلافة العباسي

أبو أحمد

عبد الله المستعصم بالله

تُوفي والد المستعصم بالله في صباح الجمعة 10 من جمادى الآخرة من عام 640 هجريًا، ثم بويع أبو أحمد المستعصم بالله بالخلافة بعد الصلاة، وتم تلقيبه بالمستعصم، وكان عمره حينها 30 عامًا، وكان مُتقنًا لتلاوة القرآن الكريم حفظًا وتجويدًا، كما أتقن اللغة العربية والخط الجيد، ومن الجدير بالذكر أن كان له من الصفات الجيدة الكثير والكثير.

أما القائم بتلك البيعة المستعصمية كان شرف الدين أبو الفضائل إقبال المستنصري، إذ بايعه في البداية أهله وبنو عمه من عائلة العباس، وبعد هذا أعيان الدولة وكبراتها من الأمراء، الوزراء، القضاة، الفقهاء، العلماء، وبعد هذا بايعه أولو الحل والعقد وغيرهم من العامة، ويجدر ذكر أنه كان يومًا مشهودًا، وأمرا حميدًا، ثم جاءت البيعة من باقي البلاد والجهات والأقطار، وخطب له في سائر البلاد، وفوق كل المنابر بالشرق والغرب، بعيدًا وقريبًا، كما كان يحدث مع أبيه وأجداده من العباسيين، رحمة الله عليهم أجمعين.

ومن الحوادث التي وقعت في هذا العام أنه في أواخر أيام المستنصر كان هناك وباء قوي وفتاك في العراق، ولذا أصبح سعر السكر والأدوية غاليًا، فقام الخليفة المستعصم بالله رحمة الله عليه، بالتصدق بكمية كبيرة من السكر على المرضى.

وفي

يوم الجمعة

14 شعبان قام الفرج عبد الرحمن بن محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي بإلقاء خطبة، وقد كان شابًا فاضلًا، وتكلم عن الخليفة المستعصم بالله فأجاد وأفاد، وامتدح الخليفة المستعصم بقصيدة جميلة، جليلة وطويلة وفصيحة، إذ أن من شابه أباه فما ظلم، والشبل في المخبر كالأسد.

نشأة بغداد

إن بغداد في بداية الإسلام كانت عبارة عن قرية صغيرة، يتم فيها إقامة سوقًا كبيرًا كل شهر، وقد كان يأتي إليها التجار من فارس وما حولها من البلاد، وعندما وصل الفتح الإسلامي لبلاد فارس في عهد الخليفة أبي بكر والخليفة عمر رضي الله عنهما، قام المثنى بن حارثة وجيشه بالإغارة على ذلك السوق، وقد غنموا ما غنموه، وهذا كان في العام الثالث عشر من الهجرة، وظلت البلد كمما هي عليه ليس هناك خبر يُذكر لها لا في تاريخ الخلفاء الراشدين، ولا في الدولة الأموية، وحينما كانت تلك الدولة العباسية مصَّرها الخليفة المنصور العباسي رحمة الله عليه وانتقل للعيش بها، فجعلها هي عاصمة الدولة الإسلامية في هذا الوقت.

وبدأ في بنائها بعد القيام بالبحث والمشورة سنة 145 هجريًا، فقام بخط البناء، وتقدير المدينة، ثم وضع بيده أول لبنة وهو يقول: “بسم الله، والحمد لله، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين”، وبعد هذا قال: “ابنوا على بركة الله”، ومن الجدير بالذكر أنه قد حضر بداية البناء حشد كبير من أهل الخير والعلم والفضل وعلى رأسهم الإمام أبو حنيفة النعمان، وبعد مرور 4 أعوام تم الانتهاء من بناؤها، ثم سكن بها الخليفة والمسلمون سنة 149 هجريًا، وتم تسميتها بمدينة (السلام)، لأنه كان يُقال لـ (دجلة) وادي السَّلام.

وبعد بنائها أصبحت بغداد، وتم جعلها عاصمة الدولة الإسلامية ومكانًا للعلم وللعلماء، كما كانت المقر للقادة والسياسيين والصناع والتجار، ومنها كان يتم عقد الألوية، وسير الجيوش من أجل نصرة الضعفاء، ونشر الدين الإسلامي، والحكم بالشريعة بين الناس، ويذهب إليها طلاب العلم من كافة الأقطار من أجل الحصول على العلم بواسطة كبار الأئمة، إلى أن ازدهرت حضارتها، وأصبح عمرانها واسعًا، وأصبحت مهوى قلوب الناس، إذ أن من يزورها لم يخرج منها، ومن يسمع عنها يشتاق للذهاب إليها، لدرجة أن الإمام الشافعي رحمة الله عليه قال ليونس بن عبد الأعلى: «أيا يونس، دخلتَ بغداد؟ قال: لا، فقال الشافعي: أيا يونس، ما رأيت الدنيا ولا الناس”، كما قال أبو إسحاق الزجَّاج: “بغداد حاضرة الدنيا، وما عداها بادية”.

مدة حكم الدولة العباسية

قد استمرت مدة حكم الدولة العباسية تقريبًا 524 سنة من عام (132-656هـ/ 750-1258م)، ومن الجدير بالذكر أنه قد توالى على خلافة الدولة العباسية 37 خليفةً، إذ بدأت الخلافة بالخليفة أبي العبّاس السفّاح، وانتهت بموت الخليفة المُستعصِم على يد المغول، وهذا حينما دخلوا بغداد، وقد تم تقسيم الخلافة العباسية إلى 4 عصور متتالية، وهذا التقسيم تم بناءً على التطور الثقافي، الفكري، والسياسي، والقُدرات الخاصَّة بالخلافة، وهذه العصور هي:

  • العصر العبَّاسيّ الأوَّل من (132-232هـ/ 750-847م).
  • العصر العبَّاسي الثاني من (232-334هـ/ 847-946م).
  • العصر العبَّاسي الثالث من (334-447هـ/ 946-1055م).
  • العصر العبَّاسي الرابع من (447-656هـ/ 1055-1258م).

أسباب ضعف الدَّولة العبَّاسية

هناك أسباب عديدة ساعدت الدولة العباسية على الضعف والسقوط، ومن تلك الأسباب ما يلي:

  • كانت الخلافة العباسية معتمدةً على الفرق الأجنبية في خدمتها، وقد تمادت تلك الفرق كثيرًا إلى أن صارت تتحكم وتتدخل في قرارات الخليفة، وأمور الخلافة.
  • إن الفتنة الطائفية أصابت الجبهة الداخلية للدولة بالنزاع المستمر ما بين السنة والشيعة.
  • ظهرت الزنادقة والملاحدة مثل الخرمية، وطوائف المتكلمين وأيضًا المعتزلة، لذا فإن المسلمين انقسموا إلى طوائف، وشيع وحاولوا القضاء على الدَّولة العباسية.
  • اتسعت مساحة الدولة نتيجة لانقسامها لدويلات مستقلة صغيرة، ومنها ما انفصل عن الخلافة، وبالتالي ترتب على هذا استبداد حكام الدويلات بخيراتها، كما امتنعوا عن تقديم الجباية للخلافة، وبهذا خسرت الخلافة العبَّاسية كل نفوذها، فأثار هذا طمع المغول والدول المسيحية في خيرات الدولة وممتلكاتها.
  • أدت الحروب الكثيرة مع الدول المعتدية والمسيحية على الدولة العبَّاسية إلى استنزاف طاقة الأمة وإنهاك خزينة الدولة.
  • تضاربت السلطات بالدولة العباسية، فضعف التنظيم الإداريّ بها، إذ كانت الخلافة معتمدةً على النظام المركزي الذي أدى إلى إعاقة الخليفة عن متابعة أعماله.

سقوط بغداد

قد سقطت دولة بغداد على أيدي التتار، وهذا بالحصول على مساعدة من المنافقين وخائني الدولة، ومن أبرز من ساعدوا في سقوط بغداد كان الوزير ابن العلقمي الرافضي إذ كان يحقد على المسلمين والخليفة، ولذا قام بتقليص عدد أفراد الجيش، إلى أن صار عدد المقاتلين فقط عشرة آلاف مقاتل بعد أن كان مئة ألف مقاتل، إلى جانب أنه سعى إلى تطميع هولاكو لغزو بغداد، وأثناء فترة بقاء هولاكو في الدولة كان ابن العلقمي هو الرسول بينه وبين الخليفة المستعصم بالله، فقام ابن العلقمي بتسهيل أمر اقتحام بغداد إلى هولاكو كما أشار عليه أن يقتل الخليفة، وعندما جاء يوم الصلح ذهب الخليفة لإتمام الأمر ومعه 700 راكبٍ، ولكن فور أن وصل الخليفة أحضروه لهولاكو، ثم قتلوه.