من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران

قراءة القران من أمثلة العبادة



الباطنة والظاهرة .

تعتبر قراءة القرآن من أمثلة العبادة الظاهرة والباطنة مثلها مثل بعض العبادات الأخرى : التسبيح، والتمجيد، والتهليل، والتكبير، ومحبة الله ورسوله والمؤمنين، والحب في الله والبغض فيه، والموالاة والمعاداة لأجل الله تعالى، فتقع عبادة قراءة القرآن وتعليمه تحت العبادات الظاهرة والباطنة التي تهدف إلى رضا الله تعالى وكمال حبه مع الذل والرجاء، فلا تعتبر المحبر بدون تذلل عبادة مثل محبة المطعم والمشرب والمال والولد والأهل، كما أن الخوف دون محبة لا يعتبر عبادة مثل الخوف من عدو أو من الأمور الضارة والمؤذية للبدن، فعندما يجتمع الحب والخوف كانا عبادة، فإن كانتا لله تعالى وحده كانتا توحيد، وإن كان الحب مع الخوف لغير الله كان شركًا أكبر أعاذنا الله وإياكم.[1]

اعظم انواع العبادة



الدعاء .

يعتبر الدعاء من أعظم

العبادات

التي يمكن أن يتقرب بها العبد إلى ربه، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلَّ الله عليه وسلم قال : (الدعاء هو العبادة)، ثم قرأ : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، فإن الله تعالى جلَّ وعلا شأنه يتيح لنا الدعاء بأي شئ وفي أي وقت ويخبرنا بأنه قريب ومجيب وليس هناك أكرم منه يقول تعالى في كتابه العزيز : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، فما على العبد سوى الدعاء وقد وعدنا الله تعالى بالإجابة، وقد أثنى تعالى على عباده من الأنبياء قائلًا : (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) ومعنى ذلك أن دعائك عبادة في حد ذاته رغم أنك تطلب من الله، فسبحان من جعل الطلب والرجاء عبادة.

أنزل الله تعالى البأساء والضراء على أقوام لم يكونوا يضرعون إلى الله وتعبدون إليه تعالى بالدعاء، فالامتناع عن الدعاء مذموم قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ)، وقال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)، فالله تعالى حريص على العباد ومصالحهم أكثر من أنفسهم حيث أن الدعاء فائدة للعبد والله لا يحتاج لدعائكم وصدقاتكم، قال تعالى : (وَاللّهُ الغَنِيُ وَأنتُمُ الفُقَرَآءُ).[2]

أهداف العبادة

  • العبادة حق لله تعالى.
  • العبادة غاية في نفسها.
  • العبادة تنبيه لمطالب الروح.
  • العبادة تذكير للإنسان بخالقه.
  • العبادة تحرير للإنسان من عبودية غير الخالق.
  • العبادة تخليص للإنسان من الخوف والجبن.

خُلق الإنسان من أجل عبادة الله وإعمار الأرض هذه هي الغاية الأساسية قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وإليك أهداف العبادة بالتفصيل :


العبادة حق لله تعالى

: ليس هناك سوى الله تعالى يستحق العبادة، فهو الخالق الوحيد، وهو الكامل دون غيره فوجب عبادته والتسليم لأوامره ونواهيه، في الصحيحين من حديث




معاذ


أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قال :

(

يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله أعلم : قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً).


العبادة غاية في نفسها

: على العبد أن يقصد العبادة لذاتها لأنها حق الله ليس لأهدافها وغاياتها، فإن قصد العبد العبادة لما لها من أثر طيب على نفسه من صلاح فلم يعبد الله حق عبادته، قال تعالى : (وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى، إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى، وَلَسَوْفَ يَرْضَى).


العبادة تنبيه لمطالب الروح

: تعمل العبادة بجميع أنواعها على تنبيه روح الإنسان وتذكيره بما وراء المادة والجسد، فإن الإنسان إذا غفل عن روحه أصبح لا يهتم إلا للجسد والماديات الملموسة وحسب ولغفل قلبه عن الرحمة ولأصبح أشرس من الحيوانات الضارية.


العبادة تذكير للإنسان بخالقه

: يقول تعالى في كتابه العزيز : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) أي أن الصلاة تُذكِّر العبد بربه، ويقول صلَّ الله عليه وسلم : (إنما فرضت الصلاة لإقامة ذكر الله)، ويقول تعالى : (


وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ)، أي أن مناسك الحج وغيرها من العبادات هي التي تُذكِّر العبد بربه ودونها ينسى الله تعالى ويغفل عن الغاية من خلقه، ويقول تعالى فيمن نسي ربه وهجر العبادة واتبع شهواته : (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ).


العبادة تحرير للإنسان من عبودية غير الخالق

: عبوديتك إلى الله تحرر من عبادة غيره، ومن لم يعبد الله عبد غيره، وغيره قد يكون إنسانًا أو حجرًا أو قمرًا أو شمسًا أو شهوةً.


العبادة تخليص للإنسان من الخوف والجبن

: العبد المخلص إلى الله يتحرر بعبادته من جميع الرذائل مثل البخل والجبن والخوف والحرص والذل، قال تعالى في كتابه العزيز : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر)، وكما تخلصك العبادة من الرذائل فهي تجعلك تتحلى بالفضائل، قال تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ)، وقال : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً).[3]

آداب قراءة القران

  • يستحب التطهر والوضوء قبل قراءة القرآن الكريم، قال صلَّ الله عليه وسلم : (لا يمس القرآن إلا طاهر).
  • يستحب أن ينظف القارئ فمه بالسواك قبل القراءة، فالفم هو طريق القرءان للخروج.
  • يفضَّل استقبال القبلة عند قراءة القرآن، ولا حرج على من لم يستقبل القبلة عند القراءة.
  • على القارئ أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قبل البدء في السورة.
  • لا ينبغي أن يهجر القارئ المصحف، فعليه أن ينوي المواظبة على القراءة كل يوم ويفعل ذلك، حتى لا ينسى.
  • لا يصح قطع القراءة بلا فائدة، عن نافع قال : (كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه).
  • يجب اجتناب اللغط والضحك، وكل ما يخل بقراءة المصحف الشريف.
  • على القارئ أن يقرأ بصوت حسن، قال رسول الله : (زينوا القرآن بأصواتكم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسنا).
  • اتفق العلماء على استحباب الترتيل لقوله تعالى : (ورتل القرآن ترتيلا).
  • يجب احترام المصحف الذي يضم كلام الله، فلا يوضع على الأرض، ولا فوقه شئ، ولا يُمس إلا بيدٍ طاهرة.
  • على القارئ اختيار المكان المناسب للقراءة بعيدًا عن الشواغل والضوضاء مثل مسجد أو جزء هادئ من المنزل.
  • اختيار وقتًا يتجلى فيه تعالى على عباده، أفضل وقت للقراءة هو الليل، والنصف الأخير منه أفضل، وبعد صلاة الفجر.
  • يستحب أن يردد القارئ الآيات حتى يتدبرها ويتذوق معناها كما فعل صلَّ الله عليه وسلم وصحابته من بعده.
  • يستحب البكاء عند التلاوة تأثرًا بأهوال يوم القيامة، وعند شعور القارئ بتقصيره وتفريطه في حقه تعالى.
  • يجب أن يتحلى المستمع بآداب الاستماع، قال تعالى : (إذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون).
  • يجوز للمرأة القراءة بالبيت دون الحجاب إذا أمنت عدم رؤية أجنبي لها، ويستحب أن تحتشم احترامًا للقرآن.[4]