هل كان بناء بيت النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن
كان بناء بيت النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن
كان بناء بيت النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن وسقف بيت النبي صلى الله عليه وسلم من الجريد
. وكانت تسعة أبيات. وكان لأربعة منها حجر من جريد والمقصود بالحجر هو الفسحة المحجرة أمام الغرفة من أجل أن تحاط بشيء يمنع دخول الناس إلى الغرفة. وكان السور في هذه الغرف من الجريد المقوى بالطين.
كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم في غاية البساطة من حيث البناء وكان قليل المساحة وقليل الارتفاع وقليل الأثاث يكاد يفي بالحاجات الضرورية. وهكذا بقيت الوسائل الحياتية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في الوضع الصحيح ولم ترتق حتى تصبح غايات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة) وفي قول آخر (اللهم إن العيشَ عيش الآخرة)
فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الأسوة في الزهد وهو القائل عليه الصلاة والسلام (ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظلَّ تحت شجرة، ثم راح وتركها) وهو القائل عليه الصلاة والسلام (ما يسرني أن عندي مثل أُحد ذهبًا تمضي عليه ثالثةٌ وعندي منه دينار، إلا شيئًا أرصده لدَيْن، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا، عن يمينه وعن شماله ومن خلفه).
بيت النبي صلى الله عليه وسلم
بيت النبي صلى الله عليه وسلم هو مظهر من مظاهر الزهد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. كان النبي صلى الله عليه وسلم معلق بالآخرة وكان زاهدًا في الحياة الدنيا منصرفًا عنها. كما أن الاطلاع على تفاصيل سكن النبي صلى الله عليه وسلم بمثابة تذكير للناس الذين يتنافسون في هذا الأمر تنافسًا عظيمًا ويتفاخرون فيه تفاخرًا كبيرًا.
لذلك من الضروري التعرف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان مبيت ومسكن النبي صلى الله عليه وسلم. وقبل ذلك، من الضروري التعرف على حقيقة معنى الزهد. خلافًا لاعتقاد كثير من الناس من أن الزهد هو الانصراف عن الدنيا والانقطاع للعبادات المحضة وتضييع الحقوق والواجبات والتقشف على النفس والابتعاد عن الاستمتاع بنعم الله سبحانه وتعالى الزهد في المعنى الحقيقي وفي التأمل في هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو الانصراف عن كل ما لا ينفع في الآخرة مع القيام بالحقوق لله سبحانه وتعالى وللناس وللأهل وللنفس.
وكان بيت النبي صلى الله عليه وسلم مطابق لهذا المعنى الحقيقي في الزهد وكان أثاث بيت النبي صلى الله عليه وسلم أثاث لا ينافي ما ينبغي أن يكون عليه من الزهد وهو ما يعين على طاعة الله سبحانه وتعالى.
وصف بيت النبي صلى الله عليه وسلم
كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم عبارة عن غرفتين مبنيتين جانب المسجد في المدينة وكانت إحدى تلك الغرفتين لزوج النبي سودة بنت زمعة رضي الله عنها والغرفة الثانية لعائشة رضي الله عنها وكان قد عقد عليها. أما بقية الحجرات فلم تُبن إلا عند الحاجة إليها فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أحدث زواجًا بنى غرفة إضافية وكان بناء تلك الغرف من اللبن وسقف الغرف من الجريد.
وكانت هذه الغرف قليلة المساحة وقليلة الارتفاع وقليلة المتاع. ودليل ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا صلى بالليل وعائشة نائمة أمامه وأراد السجود غمزها حتى تكف رجليها وإذا قام مدتهما. وكان البيت قليل الارتفاع حتى أن الشخص إذا رفع يده وهو واقف للمس السقف وكان الأثاث الموجود في بيت النبي صلى الله عليه وسلم قليل ومتواضع للغاية.
أثاث بيت النبي صلى الله عليه وسلم
وصف بيت النبي صلى الله عليه وسلم كان من البساطة في البناء والمساحة والارتفاع وكذلك في الأثاث. حيث كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم قليل الأثاث إلا من بعض الحاجات. في قول عائشة رضي الله عنها: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي ينام عليه من أدم، وحشوه ليف، وكانت وسادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.
كما نرى زهد النبي صلى الله عليه وسلم في قصة إسلام عدي بن حاتم حيث قال: ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بي بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفًا، فقذفها إليَّ فقال: «اجلس على هذه» قال: قلت بل أنت فاجلس عليها، فقال: «بل أنت» فجلست عليها وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض.
وفي وصف عمر بن الخطاب للغرفة التي اعتزل بها النبي صلى الله عليه وسلم فيها نساءه يقول:
فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضجع على حصير، فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثَّر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم – يعني المكان الذي يجعل فيه الطعام – قال: فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قَرظًا في ناحية الغرفة، وإذا أَفيق معلَّق – يعني قربة من جلد أو نحوها معلقة على الجدار، وقد جفَّت لقلَّت ما يُوضع فيها من الماء – قال: فابتدرت عيناي يعني أنه أصابه البكاء – هل هذا هو حال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! – فقال له عليه الصلاة والسلام: (ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك؟! فقال عليه الصلاة والسلام: يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى)
فوائد من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
علينا كلنا الاستفادة من
هدي النبي
صلى الله عليه وسلم والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته. والفائدة المهمة من كل ذلك هو عدم النظر إلى الدنيا كمجال للتنافس والسباق فإنها مهما تزايدت وتكاثرت فهي إلى زوال ولا يبقى إلا العمل الصالح.
ولو أراد النبي صلى الله عليه وسلم لكان له من الدنيا ما شاء ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير على مبدأ (اللهم إن العيشَ عيش الآخرة). فهذا هو بيت النبي صلى الله عليه وسلم خير خلق الله سبحانه وتعالى البيت الذي يتنزل فيه الوحي. [1] [2]