أثر البيئة المدرسية على التحصيل الدراسي
أثر البيئة المدرسية على التحصيل الدراسي
يُلخص أثر البيئة المدرسية على التحصيل الدراسي في أن :
البيئة المدرسية الجيدة ترفع من مستوي التحصيل الدراسي لدى الطالب، والبيئة المدرسية الضارة تُخفض التحصيل الدراسي للطالب .
عندما يتعلق الأمر بالنجاح الأكاديمي، هناك الكثير من العوامل التي لها دوراً كبيراً، وأكبر دور ينطوي في أثر البيئة المدرسية على التحصيل الدراسي، وذلك لأن بينهما علاقة عكسية؛ إذ أن المعلم الجيد أو الطالب المتحمس ليس سوى جزء صغير من مؤسسة كبيرة، والبيئة المدرسية الجيدة لا تساعد الطالب على إنجاز مهامه ودروسه فقط وإنما تبني شخصيته كاملة حتى يكون فرداً سوياً في المجتمع، وتساعده في مواجهة العقبات حتى لا ينشغل بغير دراسته؛ وبالتالي يرتفع تحصيله الأكاديمي؛ وهذا على عكس البيئة المدرسية الضارة التي تُخفض من التحصيل الدراسي للطالب.
العوامل التي تؤثر على التحصيل الدراسي للطالب
- جودة وأسلوب التعليم.
- حجم الفصل.
- مشاركة الوالدين.
- علاقة الطالب بمعلميه.
- علاقة الطالب بأقرانه.
- تقييم مستوى الطالب.
- التجهيز الجيد للمدرسة.
- بنية المدرسة التحتية.
- توفير أنشطة بدنية.
إن أثر البيئة المدرسية على التحصيل الدراسي كبير، فإذا أردنا تحقيق بيئة دراسية جيدة للطالب تٌحفزه على التركيز والاجتهاد؛ لابد من توفر عدة عوامل وعناصر هامة قد تتمثل في: جودة وأسلوب التعليم، وحجم الفصول، وإشراك أولياء الأمور، وملاحظة علاقة الطالب بأقرانه، وتقييم مستوى الطالب، وكذلك توفير المعدات والمواد اللازمة للتعلم السهل.
جودة وأسلوب التعليم:
إن أن جودة التدريس في الفصل الدراسي تُعد عامل مهم في تحصيل الطلاب، إذ أظهرت الدراسات أن غالبية الطلاب يؤدون أداءً أفضل عندما يعزز المعلمون تجربة التعلم التفاعلي الديناميكي، التي فيها يشاركون أهداف الدرس وإرشاداته مع الطلاب ويسمحون لهم بقيادة المحادثة، فهذا الأسلوب يخاطب الطلاب ويحثهم على استخدام عقولهم وإبداعهم لتطبيق المعلومات التي يدرسونها، بالإضافة إلى ذلك؛ فإن فرصة المشاركة في الدرس تكون أكثر جاذبية للطلاب من الجلوس في محاضرة تُدار من جانب؛ واحد نظراً لأن لكل طالب أنماط تعلم مختلفة، كذلك فإن دمج مجموعة متنوعة من أساليب تقديم الدروس المختلفة يمنح كل طالب الفرصة للتفاعل مع المواد بطرق مختلفة، ويعزز من فهمهم للدروس، وهذا أكبر مثال حي على أثر البيئة المدرسية على
التحصيل الدراسي
.
حجم الفصل:
هناك أدلة دامغة تثبت أن الطلاب يتفوقون في فصول صغيرة، إذ تتيح الفصول الصغيرة للمعلمين قضاء المزيد من الوقت مع كل طالب على حدة، وحينها يتمتع الطلاب بمزيد من الفرص لطرح الأسئلة وتلقي تعليقات مباشرة على عملهم المدرسي؛ مما يساعدهم على الانخراط بشكل أكبر في الدورات الدراسية لتحسين التحصيل الأكاديمي، بالإضافة إلى ذلك، يُتاح للمعلمين إدارة الفصول الأصغر بطريقة أسهل عن تلك الكبيرة المزدحمة بالطلاب، إذ توفر الفصول الأصغر مع عدد أقل الوقت للمناقشة المتعمقة والتعلم الجيد، وفي حين عدم وجود إمكانية إنشاء فصول صغيرة، يمكن تكوين مجموعات دراسية صغيرة حتى تتوفر بيئة تعليمية وبيئة مدرسية حميمة، لتكون بديلاً قوياً ومثالاً حياً على أثر البيئة المدرسية على التحصيل الدراسي.
مشاركة الوالدين:
تُعد الأسرة الداعمة والمشاركة من أهم العوامل التي تؤثر على تحصيل الطالب وأدائه الأكاديمي، وأظهرت الأبحاث أن الطلاب مع أولياء الأمور المشاركين يحققون درجات أعلى ويحظون بحضور أفضل ولديهم تطلعات أكبر على المدى الطويل، والمدرسة ذات البيئة الجيدة تساعد في هذا عن طريق تقديم النصح والإرشاد للأبوين، وكذلك توفير أنشطة مشتركة بين أولياء الأمور وأبنائهم.
علاقة الطالب بمعلميه:
عندما يتقرب المعلم لطلابه فإنه يُشعرهم بالألفة والأمان، وهو أحد الاحتياجات الأساسية التي تسمح للطالب بالتركيز على المادة التعليمية، فإذا كان لدى الطلاب عاطفة سلبية مثل الخوف أو الكراهية تجاه معلمهم، فقد يؤثر ذلك سلباً على موقفهم تجاه الموضوع ككل، كذلك إذا أظهر المعلم تفضيلاً تجاه طلاب معينين أو استخدم لغة مهينة؛ فقد يؤدي ذلك إلى خفض دافعهم نحو التعليم، ومن ناحية أخرى؛ يمكن أن يؤثر اللطف والتفاؤل وردود الفعل الإيجابية والتشجيع على دافع الطلاب للتعلم تأثيراً جيداً.
علاقة الطالب بأقرانه:
يمكننا أن نرى أثر البيئة المدرسية على التحصيل الدراسي في العلات الاجتماعية بين الطلاب، فهي لها دوراً كبيراً في النجاح الاكاديمي للطالب، وغالباً ما يتطلع الطلاب الذين لديهم أصدقاء في المدرسة إلى حضور الفصول الدراسية، ويكونون أكثر عرضة للانخراط في المناهج الدراسية، فوجود أصدقاء أمراً جيداً لتقدير الذات، وهذا أمر يمنح الطلاب الثقة للمشاركة في مناقشات الفصل ومشاركة وجهات نظرهم الفريدة، ومن ناحية أخرى؛ عندما يكافح الطلاب من أجل تكوين صداقات، أو يمرون بتجربة تنمر ، أو يشعرون بأنهم لا يتناسبون مع أقرانهم؛ يمكن أن تنشأ مشاكل، ويمكن أن يؤدي هذا إلى التوتر والقلق اللذين يصاحبهما الضغط الاجتماعي، فيتشتت الانتباه عن العمل المدرسي، مما يؤدي إلى انخفاض الدرجات وتقليل مشاركة الطلاب، ولهذا على المدرسة ذات البيئة الجيدة أن تعمل على تعزيز بناء علاقة الطلاب مع بعضهم، وذلك عن طريق الأنشطة الصيفية التي تشجعهم على تكوين صداقات.
تقييم مستوى الطالب:
إن أثر
البيئة المدرسية
على التحصيل الدراسي كبير، فالمدرسة التي تُقيم الطالب ولديها نظام متابعة لدرجاته، تُحسن من مسار العملية التعليمية وكذلك من تحصيل الطالب، إذ يمكن استخدام التقييم لتطوير القواعد، التي بدورها تساعد في تقييم الدورات الدراسية للطلاب، كما يساعد التقييم المعلمين والطلاب وأولياء الأمور على فهم مدى احتفاظ الطالب بمواد الدورة التدريبية، ويكشف عن مواطن الضعف في المناهج الدراسية.
التجهيز الجيد للمدرسة:
ليس من المستغرب أن المدارس المجهزة جيداً بالأدوات والموارد اللازمة؛ تميل إلى رؤية مستويات أعلى من التحصيل الأكاديمي للطلاب، وتلك المدارس تتميز بأنهم أكثر عرضة لجذب المعلمين المؤهلين جيداً، بالإضافة إلى ذلك؛ فإن المدرسين الذين لديهم موارد وفيرة تحت تصرفهم مجهزون بشكل أفضل لتلبية مجموعة متنوعة من أنماط ومستويات التعلم، وبالتالي تقديم دعم أفضل لطلابهم، ومن ناحية الطلاب؛ فهم يتمتعون بإمكانية الوصول إلى معدات المختبرات وأجهزة الكمبيوتر والمكتبات المجهزة جيدًا والمعدات الرياضية، فيكونوا أكثر تفاعلاً، ويميلوا إلى الاجتهاد والتحصيل الدراسي الأفضل.
بنية المدرسة التحتية:
إن أثر البيئة المدرسية على التحصيل الدراسي كبير، إذ تعد البنية التحتية للمدرسة عاملاً مهماً يجب مراعاته أيضاً، إذ تميل المدارس التي تحتوي على مبانٍ ذات تهوية وتدفئة وإضاءة وتحكم جيد في الضوضاء إلى تحقيق تحصيل أعلى للطلاب من تلك التي لا تمتلك بنية تحتية جيدة.
توفير أنشطة بدنية:
يؤثر النشاط البدني على الأداء الأكاديمي للطلاب في جميع المؤسسات التعليمية، وفقاً للبيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، هناك علاقة إيجابية بين التمرين والمواقف والسلوك الأكاديمي، وهي مؤشرات مهمة للتنبؤ بالأداء الأكاديمي، ووجدت الدراسات أن الفصول التي تحتوي على برامج نشاط بدني لديها درجات أعلى، وقد فسر العلماء هذا الأمر بأن زيادة تدفق الأكسجين إلى الدماغ أثناء التمارين يؤدي إلى زيادة التركيز. [1] [2]