ما هو عذاب يوم الظلة
عذاب يوم الظلة هو
عذاب يوم الظلة
هو حر شديد والظلة هي سحابة أطلقت نار واللهب والوهج الشديد
، قال تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)، هذا العذاب كان لقوم شعيب وهو أصحاب الأيكة، وهم إخوة مدين في النسب، والأيكة هي منطقة تقع بين ساحل البحر ومدين، وقد تعرض قوم مدين للصيحة والرجفة، وأنزل الله عز وجل على قوم شعيب حر شديد، ثم أنزل عليهم سحاب فظنوا أنهم يتفيئون الحر بهذا السحاب، لكن أمطر عليهم السحاب نار ووهج فاحترقوا.
هذا العذاب حل على قوم شعيب لأنهم كانوا أهل كفر بالله عز وجل، وكانوا قومًا كفارًا يعبدون الأيكة، وهي شجرة من الأيكة حولها غيضه ملتفة، وكانوا اشخاص يبخسون الميزان، فاستكبروا عن عبادة الله عز وجل، وأنكروا فضله ومنع الأشراف والسادة بعد أن استكبروا عن الإيمان اتباع شعيب عليهم السلام، وثبطوا المستضعفين عن الإيمان، فأنزل عليهم الله عز وجل العذاب الذي يستحقونه، قوله تعالى:وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ [هود:84]
وقد أنزل الله العذاب على قوم شعيب بالترتيب التالي
- بعث الله على قوم شعيب حرًا شديدًا دام لفترة طويلة، فدخلوا إلى البيوت يهربون من الحر الشديد
- ضيق عليهم الله عز وجل بيوتهم من كثرة الحر، فهربوا من البيوت إلى البرية
- بعث الله لهم سحابا، لتظلهم من الشمس فاعتقدوا أنهم نجوا من العذاب، فنادوا بعضهم بعضًا حتى تجمع المشركين والكفار والفاسقين تحت هذه السحاب، فلما تجمعوا جميعهم أسفل هذه السحاب، أنزل عليهم الله نارا، وهذا هو عذاب يوم الظلة الذي اشار إليه الله عز وجل، وهو عذاب عظيم أهلك الله فيه من كفر
- أوحى الله إلى الشمس أن تحرق من على وجه الأرض، فانطلقوا جميعهم أسفل السحاب، فأرسل عليهم الله نيرانًا، وهذا العذاب هو عذاب يوم عظيم [1] [2] [3]
عذاب قوم شعيب
شعيب عليه السلام من ذرية مدين بن إبراهيم، وجدة شعيب ابنة لوط، وشعيب لم يكن من ذرية إبراهيم، بل كان من ذرية من آمن به، وكان النبي شعيب عليه السلام ضرير البصر، وكان عربي اللسان، وقوله تعالى: (وإنا لنراك فينا ضعيفا) لأنه كان ضرير البصر
سمي شعيب عليه السلام بخطيب الأنبياء وبعثه الله إلى أصحاب الأيكة، كان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إذا ذكر النبي شعيب عليه السلام يقول عنه أنه خطيب الأنبياء.
أرسل الله عز وجل النبي شعيب من أجل أن يهدي قومه إلى عباده الله الواحد الأحد، لكن قومه كان يعبد الايكة، وهي من الشجر الملتف وكان يكفر بالله عز وجل، ويغش في المكيال والميزان، فأراد الله أن يتوب عليهم ويهديهم الصراط المستقيم، فوسع عليهم في الرزق وبسط لهم العيش كي يؤمنوا أو يتمادوا في الكفر فيأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون بسبب تماديهم في الضلال، قال تعالى: وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥ ۖ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ ۚ إِنِّىٓ أَرَىٰكُم بِخَيْرٍۢ وَإِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍۢ مُّحِيطٍۢ.
لكن قوم شعيب لم يستجيبوا لدعاء شعيب وندائه لعباده الله عز وجل والإخلاص في عبادته والتخلي عن عبادة الأوثان، والأشجار، وزادتهم دعوة شعيب تماديًا، فجائهم عذاب الله، وهو عذاب يوم عظيم، حيث أرسل عليهم الله الحر الشديد، فلم يستطيعوا تحمله، وهو لا يشبه الحر الذي نعاني منه حاليًا بالرغم من شدته، فهربوا إلى بيوتهم في البداية، فزاد الحر، فهربوا من بيوتهم إلى البرية، فأرسل عليهم الله سحابًا، فظنوا أنها الملجأ، واحتموا جميعًا تحتها، وجمعوا بعضهم البعض، فأرسل عليهم الله نارًا، وهي عذاب يوم الظلة. [4]
القوم الذي اصابهم عذاب يوم الظلة
عذاب يوم الظلة كان عذابًا شديدًا أنزله الله عز وجل بقوم شعيب الذين كذبوه، وكان يبخسون المكيال والميزان، فبعث الله إليهم شعيب ليهديهم إلى الصراط المستقيم، قال تعالى: إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ 177 إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ 178 فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ 179 وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ 180 أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ 181
لكنهم رفضوا الاستجابة لشعيب عليه السلام، فأرسل الله إليهم العذاب الشديد، وهو عذاب يوم الظلة، وقد سلط الله عليهم الشمس من فوق رؤوسهم، فغشيهم العذاب الشديد، وهربوا من الحر وسلط عليهم الله الحرارة التي تأكل أجسادهم، حتى تساقطت لحومهم، فأنزل عليهم الله سحابًا، فاجتمعوا تحته، لكن الله أنزل عليهم نارًا أهلكتهم.
تعذب القوم بالحر الشديد لسبعة ايام، واجتمعوا تحتها، كي يطمعوا في بردها ومائها، لكن أمطرهم الله بالنار، وهلكوا جميعهم، تعذب القوم بالحر الشديد لسبعة ايام، واجتمعوا تحتها، كي يطمعوا في بردها ومائها، لكن أمطرهم الله بالنار، وهلكوا جميعهم، قال تعالى: فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [سورة الشعراء] [5]
الدروس المستفادة من عذاب يوم الظلة
نزل القرآن الكريم على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وفيه من العبر الكثيرة، والدروس المستفادة، فأخبرنا الله بقصة النبي موسى عليه السلام، وعيسى، وقصص الأنبياء جميعهم، وما حل بقومهم.
جاءت هذه القصة كي نتعلم ما حل بالأقوام السابقة ونأخذ منهم عبرة:
- أن نتعلم العبرة من الأقوام التي سبقتنا
- أن نعرف تاريخ الناس الذين سبقونا، ونفهم حياتهم
- أن ندرك عقاب الله الذي حل بالذين استكبروا، والعقاب الألأليم الذي حل بهم، عندما استكبروا عن دعوة الله ورفضوا الإيمان واتباع دعوة الانبياء
- أن نطيع أوامر الله عز وجل ونتجنب ما نهانا عنه، ونتبع النبي عليه الصلاة والسلام
- نستفيد من القصص القرآنية جميعها، ومنها قصص سيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي آذوه قومه فنصره الله، ونصبر على الابتلاء، ونتعلم من الانبياء جميعهم الصبر والكفاح على الأذى حتى يأتي نصر الله وعونه.