هل احترام اختلاف المظاهر وقبولها جزء أساس من الشخصية الذاتية

احترام اختلاف المظاهر وقبولها جزء أساس من الشخصية الذاتية



نعم

احترام اختلاف المظاهر وقبولها مهما اختلفت جزء أساسي من بناء الشخصية الذاتية

، لأنه عندما يتقدم الشخص في العمر، سوف يقابل أشخاص من مختلف الهويات والأديان والشخصيات، وليس بالضرورة أن يسافر إلى بلدان أخرى كي يتعرف على ناس مختلفين، ببساطة يمكن أن يتعرف عليهم في عمله أو حتى الطفل في مدرسته، ويجب عليه أن يتحلى بأخلاق التعامل مع الأشخاص المختلفين.

قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)[ سورة الحجرات]، أي أن الله عز وجل خلق الناس مختلفين ولو شاء لتشابهوا، والغرض من ذلك أن يتعايشوا مع بعضهم البعض ويتساعدوا في عمارة الأرض، ومن أفضل الطرق كي تتعرف على الثقافات الاخرى أن تعرف ثقافتك أولًا، ولا يجب أن تعتقد أن ثقافتك هي الصحيحة، وثقافات الأشخاص الآخرين غريبة، لأن ذلك لن يمكنك من احترام الآخرين.

على سبيل المثال، هناك اختلاف كبير بين عادات الشعوب، فمثلًا لا يمكن أن يدخل اليابانيين إلى منازلهم بدون أن يخلعوا أحذيتهم، أما الأمريكان فيعتبرون الأمر شيئًا عادئًا، ولا يبالوا إذا خلعوا أحذيتهم قبل الدخول أم دخلوا بها.

لا يجب أن تحاول تنميط الثقافات بعد أن تتعامل معها، أو تضعها في قالب واحد، على سبيل المثال، تخيل أنك قضيت وقتًا طويلًا تتعرف على ثقافة شعب معين، ثم تقابل أحدًا من هذه الثقافة، وتعتقد أن كل الأشياء التي تعلمتها تنطبق عليه، وهذا الأمر خاطئ مئة بالمئة، فلا يوجد شخص تنطبق عليه جميع المواصفات التي قرأتها وتعلمتها، وهذه التوقعات المسبقة يمكن أن تؤدي لحكم مسبق، وصعوبة في فهم ما هو عليه الشخص في الحقيقة، وليس كما قرأت في الكتب.

التوقعات المسبقة غالبًا ما تؤدي لاستياء الأشخاص، فلا يحب أحد أن يعامله كما لو أنه يعامل مثال تعريفي عن ثقافة معينة، وليس كبشر له مشاعره واختلافاته، وحتى إذا تمت معاملتك على هذا الشكل، فبالتأكيد سوف تشعر بالاستياء، تخيل مثلًا إذا عاملك شخص ما بناءً على ما يعرفه عن والديك، سوف تشعر بالغضب، لأن ما يفعله والديك لا ينطبق عليك مهما كانوا أشخاصًا جيدين، ومعاملة الآخرين على حسب ما تعلمه عن ثقافتهم ينطبق على الفكرة السابقة، بل وأسوأ من ذلك، فلا يمكن أن تطبق ما تعلمته من أفكار عن طريق القراءة على شخص حقيقي دون أن تتعرف عليه فعلًا. [1]

بناء الشخصية الذاتية يتضمن احترام اختلاف المظاهر وقبولها

نعم ومن أجل أن تتعلم قبول الآخرين يجب عليك أن تطبق الأمور الاساسية للقيام بذلك، وهي

  • قبول الاختلافات
  • الاستماع للآخرين
  • التصرف بموضوعية
  • تجنب السخرية على الاشخاص المختلفين


قبول الاختلافات

: يجب علينا أن ندرك أن كل شخص مختلف عنا، هذا لا يعني بالضرورة أننا أقل منه أو أعلى منه، فقط يعني ذلك أنه من بيئة أو دين مختلف


تجنب السخرية:

السخرية على شخص آخر لمجرد أنه لا يتبع نفس أسلوبك في ارتداء الملابس أو في العادات والتقاليد هو أمر وضيع، وتخيل أنك في موقعه في بلد غريب، فكيف سيكون شعورك!


الاستماع للآخرين:

أسهل الطرق كي تتعرف على أشخاص آخرين هي الاستماع إليهم وفهم وجبات نظرهم، ومعرفة سبب تصرفهم هكذا. [2]

طرق احترام اختلاف المظاهر وقبولها

من أجل أن تحترم اختلاف المظاهر وتنوعها، يجب عليك أن تملك معرفة حول الثقافات الآخرى ويتم ذلك عن طريق

  • التعرف على اصدقاء جدد
  • التحدث إلى الآخرين
  • القراءة حول الثقافات المختلفة
  • مشاهدة الافلام


التعرف على أصدقاء جدد

: بإمكانك أن تتعرف على عائلات الاشخاص الجدد الذين قابلتهم، وتدرك اختلاف عاداتهم وثقافتهم عنك، وقد تفاجأ باختلاف عاداتهم بشكل جذري عن عاداتك حتى لو كانوا يعيشون بالقرب منك


التحدث إلى الآخرين:

عندما تتعرف على أشخاص من ثقافات مختلفة، يمكنك أن تتعرف عليهم، وتسأل عن أحوالهم، كي تتعرف على ثقافتهم بشكل أكبر وتفهمهم بشكل أوسع.


القراءة عن الثقافات المختلفة:

يجب أن يحاول الشخص البحث في الكتب، و

السير الذاتية

حول حقائق عن حياة شخص ما، أو قراءة الروايات لكاتب من هذه البلدة يشرح فيها عن حياة الناس التي لا تشبه الحياة التي تحياها في منطقتك


مشاهدة الأفلام:

إذا جذبك الموضوع، يمكن أن تستمتع بمشاهدة الأفلام الوثائقية حول قضية معينة.


الاستماع للبودكاست

: قد تساعدك البودكاست في التعرف على داخل ثقافات معينة والتعرف على أنماط مختلفة من الحياة


السفر والتنقل

: إذا أردت التعرف على ثقافات مختلفة بالكامل والغوص في تفاصيلها، يمكن أن تسافر إذا كان وضعك في العمل يسمح بذلك، أما إذا كنت لا تملك المال الكافي للقيام بذلك، يمكنك التعرف على اشخاص مختلفين يعيشون معك في نفس البلدة والتعمق في حياتهم وظروفهم. [1]

فوائد احترام اختلاف المظاهر وقبولها لبناء الشخصية الذاتية

قبول الاختلافات في الشخصيات وفي الثقافات يجعل الشخص منفتحًا أكثر وذو عقلية افضل لقبول الآخرين وعدم الحكم عليهم، لأن الشخص يتعلم أمور أكثر ويصبح أكثر اطلاعًا وبالتالي يستطيع أن يتخذ قرارات أفضل، هذا الأمر يساعدك على بناء مستقبلك المهني وتحسين ثقتك بنفسك، لأن ذلك ينعكس على شخصيتك ويجعل الآخرين يرغبون بمصادقتك، ويفتح لك أبواب جديدة في العمل او في الصداقات

حتى في العلاقات الشخصية العاطفية، قد يؤدي الاختلاف إلى اكتشاف وجهات نظر جديدة، والاستفادة من خبرات الاثنين في التعامل مع مجريات الحياة المختلفة.

لكن ما يقف عائق بمواجهة ذلك هو تجارب الشخص السابقة ونمط حياته إذا كان منغلقًا في الماضي، فإنه يمكن أن يعيقه من تقبل أشخاص مختلفين آخرين، وبدلًا من أن يحاول الشخص الانغلاق على نفسه، يجب أن يفسج المجال لتقبل هذه الاختلافات، وأن يحاول الثقة بمن حوله.

يجب أن تعرف شيئًا ما: قبولك لثقافات الآخرين والترحيب بها لا يعني بالضرورة أنك موافق عليها، لكن هذا يعني أمرًا واحدًا، هو أن لك حرية الاختيار كي تقوم بما تراه مناسبًا، وللشخص الآخر حرية الاختيار بأن يفعل ما يراه مناسبًا أيضًا، والاختلافات لا تكمن فقط في الثقافة، بل نرى صراعات قائمة على

اختلاف الأديان

، فلنفترض أنك شخصًا مسلمًا تعرفت على صديق مسيحي، الأمر الصحيح في صداقة مثل هذه ألا تحاول أن تفرض عليه رأيك، وأن تتقبل اختلافه دون أن يعني ذلك أن تعتنق دينه، لكن لكل منكما حرية ممارسة دينه بالشكل الذي يراه صحيحًا، والامر نفسه ينطبق على اختلاف الثقافات. [3]