هل لعبت المملكة دورا هاما في دعم حركة عدم الانحياز
لعبت المملكة دورا هاما في دعم حركة عدم الانحياز
نعم
لعبت المملكة العربية السعودية دورًا هامًا في حركة عدم التحيُّز .
وأكدت المملكة أنها مُلتزمة بمبادئ تلك حركة عدم الانحياز، وتقوم بمواجهة الظروف الخطيرة التي يصطدم بها دول العالم في الوقت الراهِن، كما أنها تبذل قصارى جهودها كي يعيش العالم في أمان واطمئنان وأجواء مُستقرّة خالية من النزاعات والتهديدات والأجواء المتوترة، بالإضافة إلى أن المملكة كان لها دورًا بارزًا في التصدّي لأزمة كورونا العالمية، وقال آنذاك مندوب المملكة السفير يحيى المعلمي أن دول العالم لا بد أن تتكاتف حتى نتخطَّى جائحة كورونا، والحد من آثارها السلبية الخاصة بالنواحي السياسية والمادية والاجتماعية، وأقرّ السفير أن المملكة تُعَد من مؤسسي حركة عدم التحيُّز، وبالتالي فهي تعمل دائمًا على توفير العدالة والتقدُّم للبشرية ككل، وتقوم أيضًا بالمشاركة في وضع حلول قوية للحد من الصراعات التي تؤثر سلبًا على العالم.
وأكَّد سفير المملكة على ضرورة جعل حركة عدم التحيُّز أكثر قوة وفعالية حتى يتم مواجهة كافة المخاطر العالمية التي تنتشر في دول العالم حاليًا، كما أن المملكة تدعو دائمًا أعضاء حركة عدم التحيُّز على التواصل والتعاون لتحقيق الأمن الدولي، بالإضافة إلى أنها تسعى جاهدة للتصدي لمخاطر الإرهاب، وتقوم بمواجهة التهديدات النووية، ومن الجدير بالذكر أن المملكة استضافت مجموعة العشرين في عام 2020، وكان وقت الاستضافة هو يومي 21، 22 من شهر نوفمبر، والمحاور الأساسية الخاصة بهذه الاستضافة كانت حماية البشر وأرواحهم والعمل على استعادة النشاط والنمو في البلاد.
وأيضًا دور المملكة العربية السعودية في حركة التحيُّز امتد حتى أنه شَمَل القضية الفلسطينية، وأكدت على أنها تُساند الشعب الفلسطيني وتُقدّم له الدعم، وتسعى بكل جهودها وقوتها لتحقيق العدالة والتحرير لدولة فلسطين، والقدس الشرقية تكون عاصمتها طبقًا للقرارات الدولية، وبالتالي فالهدف الأساسي للمملكة في مشاركتها القوية في حركة التحيُّز هو تحقيق السلام. [1]
بما أن المملكة مُهتمَّة وحريصة على فعالية حركة عدم التحيُّز، فإنها شاركت في مؤتمر الشبكة البرلمانية الخاص بحركة عدم التحيُّز في مدينة باكو وهي عاصمة أذربيجان حيث أنه شارك وفد من المملكة السعودية، وهذا الوفد كان يقوده الدكتور عبد الله بن محمد بن ابراهيم رئيس مجلس الشورى بالسعودية، والهدف الرئيسي وراء هذا المؤتمر هو تأسيس مكتب يدعم الحركة وتلقّي الدعم من الدول المؤسِسة لها، كما أنهم أكَّدوا على ضرورة العمل المشترك بين أعضاء حركة عدم الانحياز. [2]
ولا شك أن المملكة السعودية كانت من أوائل الدول التي شاركت بقوة في حركة عدم التحيُّز، فإنها كانت أيضًا في صدارة الدول التي تواجدت في مؤتمر بريوني الذي انعقد عام 1961، ومن هذا الوقت والمملكة من أكبر الأعضاء الفعالة في هذه الحركة، وقال مُمثّل أو مندوب المملكة في مؤتمر هافانا بكوبا كلمته والتي كانت تؤكد على أن القضايا الخاصة بالسلام والأمن مازالت متوترة، حيث أن ظاهرة الإرهاب في الشرق الأوسط أصبحت مُتفشية، ومثل هذه الظواهر السيئة لم تكن واضحة في الماضي مثلما هي واضحة الآن في أيامنا الحالية، واستكمل المُمثّل السعودي كلمته وقال هناك عوامل وأحداث خطيرة ظهرت في الوضع الراهن، وهذا بسبب عدم استقرار النظام الأحادي (الولايات المتحدة الأمريكية أو المُعسكر الغربي) الذي أدى إلى ظهور مظاهر العنف السيئة في دولة العراق وأفغانستان، ورُبما هذه الأحداث المتوترة غير الآمنة قد تشمل الخليج العربي، وبالتالي قد تفشل الحلول الدولية في وضع حلول جذرية وعادلة بين العرب وإسرائيل. [3]
ظهرت حركة عدم الانحياز بعد نهاية
ظهرت حركة عدم الانحياز بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي كانت ما بين (1939 : 1945)، وكانت هذه الحركة هي نتيجة مباشرة للحرب الباردة التي تفاقمت بين الشق الغربي وتُمثّله الولايات المتحدة الأمريكية، والشق الشرقي ويُمثّله الاتحاد السوفيتي، والهدف الجوهري وراء إنشاء حركة عدم التحيُّز هو عدم استخدام السياسات الخاصة بالحرب الباردة والابتعاد عنها، وعدد الدول التي شاركت في هذه الحركة هُم 29 دولة، مع العلم أن هذه الدول كانت متواجدة في مؤتمر باندونج الذي انعقد عام 1955، وفي عام 1961 انعقد أول مؤتمر يضم
دول حركة عدم الانحياز
، ومكان المؤتمر كان في بلغراد، وحَضَر في هذا المؤتمر مندوبين من 25 دولة من دول الحركة، وبعد ذلك المؤتمر توالت المؤتمرات حتى عام 2019 الذي انعقد في مدينة باكو، وفي عام 2011 تزايد عدد الدول التي انضمَّت إلى الحركة إلى 118 دولة، وهناك مبادئ إنسانية تبنّاها مؤتمر باندونج وتُسمى بمبادئ التعايش السلمي وهُم:
- التعايش السلمي.
- عدم الاعتداء بين الدول.
- الاحترام المتبادل بين الدول والحفاظ على أراضيهم.
- الحفاظ على خصوصية الشئون الداخلية للبلاد.
- الاهتمام بالمنافع المتبادلة بين البلاد.
وبالرغم من أن هناك دول شملتها الحركة كانت مُتفقة مع مبادئ مؤتمر باندونج، إلا أن هناك بعض الدول الأخرى تحيَّزت إلى الكتلتين المتضادتين (المعسكر الغربي والشرقي)، حيث أن مصر والهند كانت قريبة إلى حد ما من سياسات الشِق الشرقي، أما باكستان وعدد من الدول الأخرى كانوا يتحيَّزون إلى سياسات الشق الغربي، وفي القرن العشرين وتحديدًا في نهاية الثمانينات تفككت دول الاتحاد السوفيتي، وهذا أدَّى إلى تحطيم الشِق الشرقي كأحد أطراف التصارُع، وذلك الأمر وَضَعَ حركة عدم التحيُّز في تحدّي كبير، لأن نهاية التضاد والتصارُع بين المعسكر الشرقي والغربي سوف يؤدي بدوره إلى تفكُّك حركة الانحياز، ولكن بعض الدول ترى أن حركة عدم التحيُّز مازالت تحتفظ بقوتها وصلاحيتها حتى بعد انهيار الجانب الشرقي لأن هيمنة وسيادة الطرف الآخر ستظهر بقوة، وهذا الطَرَف المُتبقّي هو المملكة المتحدة الأمريكية والحروب في العراق وأفغانستان.
وبالتالي أكَّدت دول الحركة في شهر سبتمبر لعام 2006 أثناء القمة 14 بضرورة الالتزام بالأهداف الخاصة بالحركة المكتوبة في الميثاق الخاص بالأمم المتحدة، وأكَّدوا أيضًا على أن عدم وجود إحدى من المُعسكرين أو الكتلتين المتضادتين (الشرقي والغربي) لا يقلل أبدًا من وجود وأهمية حركة عدم التحيُّز وخاصةً في تنسيق الشئون السياسية بين الدول النامية.
مبادئ وأهداف حركة عدم التحيز
- الالتزام بحقوق الإنسان، واحترام ميثاق الأم المُتَّحدة.
- احترام الدول وسيادتها.
- المساواة بين مواطنين الدول سواء كانوا كبار أم صِغار، وأيضًا المساواة والعدالة بين الأجناس.
- عدم التعرُّض إلى شئون البلاد واحترامها وعدم التدخُّل فيها.
- يحق لكل دولة أن تدافع عن نفسها طبقًا لميثاق الأمم المتحدة.
- ليس من حق أي من الدول أن تمارس ضغوط على دولة أخرى.
- ممنوع استخدام التهديد والعدوان الذي بدوره يهدد سلامة الدول واستقلالها السياسي.
- الاعتماد على الحلول السلمية لحل النزاعات الدولية.
- تدعيم وجود مصالح مشتركة ومتبادلة بين الدول.
- الالتزام بتحقيق العدالة.
مؤسسو حركة عدم الانحياز
شملت حركة عدم التحيُّز عددًا لا بأس به من المؤسسين والزعماء السياسيين، وكان منهم بعض رؤساء الدول، وهما كما يأتي:
- الرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية.
- الرئيس كوامي نكروما رئيسًا لدولة غانا الأفريقية.
- الزعيم الهندي شري جواهرلال نهرو.
- الرئيس أحمد سوكرانو رئيس دولة أندونسيا.
- جوزيف بروز تيتو من دولة يوغوسلافيا.
وهذه الشخصيات السياسية والقيادية المؤثّرة كانوا يُمثّلون رموز وقادة حركة عدم الانحياز. [4]