ما حكم من أنكر أركان الايمان
حكم من أنكر أركان الايمان
حكم من أنكر أركان الايمان
فهو كافر
.
من يقوم بإنكار ركن من الأركان الإيمان قد ضل السبيل ويتم تصنيفه على أنه كافر، نسأل الله الثبات على ديننا، فقال تعالى في كتابه الشريف بسورة النساء [1] :
“إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً” وقال ايضا “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً” .
وقال سيدنا جبريل لرسولنا الكريم في حديث “فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره”، كما أن هناك حديث اخر مضمونه أن إيمان المرء لن يكتمل إلا بعد إيمانه التام والشديد بالإقدار كلها سواء كانت شر أو خير .
كما على من يقوموا بفعل الكثير من الخير ويعطوا المحتاجين وينفقوا في سبيل الله عز وجل بدون أن يؤمن بالقدر فلن يتقبل الله كل ما فعل ولن يتم احتسابه، وعليك ان تعلم بأن كل أمر يصيبك فهو مقدر لك ومكتوب عليك ولم يصيبك عن طريق الخطأ وفي حالة عدم إيمانك بهذا وتوفاك الله فسيكون فسوف يجزيك الله النار .
حكم من أنكر أركان الايمان بالقدر
ان كل ما يحدث هو أمر الله وقضاءه وليس بإمكان الفرد أن ينجوا منه في حالة كونه شر فهو مكتوب، وفي هذه الحالة يكون الإنسان مجبر على الرضا وأن يؤمن بأن الله يفعل كل ما هو خير، فالقضاء ما هو إلا فعل قام الله بإصداره .
وبالنسبة للمقضي فهو يقصد به العبد، وفي حالة رضاء العبد بأمر ربه واتبع اموره وتقرب منه بالطاعات فسيرضيه الله، أما في حالة كونه غير راضٍ فلن يرضى الله عنه وسيتم معاملته كالمعاصي التي تغضب الله ولا يتقبلها، وعلى الفرد أنّ يكون علي علم بأن السخط على القضاء أمر مُحرم ومن الواجب على الانسان المسلم أن يرضى بالقضاء ويستقبله بصدر رحب .
لكن علينا الانتباه لأمر هام ونفرق بينه وبين السخط فمثلا في حالة ابتلاء فرد بالمرض وصار يتألم نتيجة لإصابته بمقتضى طبعه فهذا لا يتم تصنيفه على أنه عدم رضا بالقضاء بل هو عدم رضا بالمقضيّ، فشريعتنا الإسلامية لن تكلف أي فرد بما ليس في وسعه .
كما أنه لا يوجد دليل يؤمر الأرمد فيه باستطابة الرمد الذي يجعل الفرد يتألم، والله لا يحب القوم الذين لا يتألمون ويعبرون عما بهن، فذم الله هولآء القوم الذين لا يتألمون وقال: «وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ» .
بالنسبة لمجموعة الأفراد التي تتكابر على المراد ولا تذل لما يؤلمها ويتوسل لله ويدعوه بأن يذهب عنه هذا الضرر فتم تصنيفهم على أنهم إناس جبارة وتعاند الوقائع والاقدار، فكلا من المقضيّ والمقدور ما هما إلا أثر للقضاء والقدر .
من
الواجب
على المؤمن أن يرضى بكل ما هو مقدر ومكتوب عليه
، وبالنسبة للمقضيّ فربما يكون الرّضا به من الأمور الواجبة مثله كمثل الإيمان بالله عز وجل والواجبات في حالة قيام الله يجعلها قدره، وربما تصير مندوباً وحراماً تابعة لما تم تحريمه، أو شئ مُباح .
من هنا يمكننا قول الفرق بينهما أن الرضا بالقضاء يجب أن يحدث في المُطلق بغض النظر عما هو، فمثلا رسول الله اصابه الحزن بعد موت نجله إبراهيم وهذا هو المقضيّ، فجميع الأنبياء والرسل تسيطر علي طباعهم المشاعر المختلفة فهم كانوا يتألمون بما يسبب الوجع ويفرحون بما يدخل عليهم السرور .
إن كلا من البلاء والابتلاء ما هما الا اختبارات من الله وامتحانات، قد يكون مضمونهم يحمل السراء او الضراء، ويتم تصنيفها على أنها شرعا وقدرا، و الفرق بين مصطلحي البلاء والابتلاء أن الابتلاء يكون في الشر أو الخير .
الإيمان بالكتب من أركان
ينص الركن الثالث من
أركان الإيمان
على الإيمان بالكتب، ويقصد بالكتب هي جميع الكتب الخاصة بالديانات الثلاثة وهما القرآن والإنجيل والتوراه، ويجب على الجميع أن يؤمن بكل ما قام الله بإنزاله من كتب سماوية على الرسل، جميع الكتب ما هي إلا حجج إرسلها الله إلى عباده لكي يؤمنوا بها ويهتدوا إلى الطريق الصحيح .
فالتوراه قام الله بإنزاله على نبيه موسى عليه السلام، والإنجيل قام بإنزاله على عيسى عليه السلام، وكتاب الزبور الذي تم انزاله من قبل الله على دواد عليه السلام، ومسك الختام كان القرآن الذي قام الله بإنزاله على خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم .
قال تعالي في سورة البقرة “قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ”، ويجب أن تكون على علم بأن القرآن هو آخر كتاب أنزله الله بالحق وخاتم جميع الكتب السماوية، وتم تصنيفه على أنه ناسخٌ لكل ما سبقه من الكتب التي تم إنزالها .
قال تعالى في سورة المائدة “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ”، ويقصد به وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ أن كتاب القرآن له الحكم على كل الكتب التي سبقته، فجميعها كانت تمهيدا للقرآن واصبح هو الوحيد صاحب الحكم والمرجع الذي يرجع إليه البشر في أمور حياتهم .
من الواجب على المسلم أن يعظم الكتاب الشريف فمن اللازم أن يقوم بتحليل كل ما تم ذكره بأنه حلال فيه، وتحريم ما ذكر في القرآن بأنه حرام ويتجنبه ويبتعد عنه، تتواجد بالقرآن مجموعة من القصص والأمثلة يجب أن يضعها المؤمن في اعتباره ويأخذ منها الموعظة تواجد هذا الكتاب لكي يعمل المؤمن بمقتضاه
يؤمر المسلم بتلاوة كتاب الله حق التلاوة وفي حالة وجود مُسيئين له فمن اللازم أن يدافع كل مسلم بحماية عن دينه وكتابه، ونسأل الله العلي القدير أن يمن علينا بفهْم هذا الكتاب وتدبره ويجب ان نرجع إلى كتابنا في كل أمور ديننا ودنيانا .
الإيمان بالكتب من أركان
تنشأ خلافات عديدة بين من يؤمن ومن لا يؤمن، كما أن المؤمنين أنفسهم انقسموا فيما يتعلق بشكل الإيمان الرابط بينهم وبين ربهم، والله جل جلاله جعل فطرة الإنسان قائمة على الإيمان به، وغير مسموح لأي فرد أن يقول أنه لا يؤمن بالله تعالى .
فطرة الإنسان هي التي توجهه وتقوده إلى العبودية للخالق، وبما أن هذا الأمر تعرض للكثير من التأويل، فقام الله ببعث عدد من النبيين المرسلين لكي يكونوا المرشدين إلى طريق الله الصواب ليحمي الناس من الضلال .
ليس هناك أي فروق بين من هم ذا بشرة فاتحة وبشرة داكنة ولا فرق بين الأعجمي والفرد العربي فجميع البشر خلقوا من آدم وآدم خلقه الله من تراب، ولكن الإيمان بالله والتقوى هي التي تقرب الفرد من ربه دون الآخر، وينشأ عدم الإيمان بسبب عدم التزام الفرد بتعاليم الله وعدم الرغبة في تنفيذ الأوامر فالإيمان الحق هو الالتزام الكامل بما يقوله الله .