متى تولى ابو بكر الصديق الخلافه

تولى ابو بكر الصديق الخلافه عام


تولى ابو بكر الصديق الخلافه عام

11 هجرياً يوم 12 ربيع الأول

.

تولى ابو بكر الصديق الخلافه عام 11 هجرياً يوم 12 ربيع الأول، وذلك بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان في حياة النبي نعم الصاحب الوفي، فكان أبو بكر الصديق أول الناس إيماناً به وتصديقاً له، وكان سيداً من سادة قريش، وكان يُعرف برجاحة العقل، ورزانة التفكير، وكان أعرف قريش بالأنساب، وكذلك كان أبو بكر الصديق ممن رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية؛ وكان ممن حرم الخمر على نفسه قبل أن تنزل آيات تحريمه على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وهذا كله ما جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه: “إن من أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته” رواه البخاري، فبايعه الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ليكون أول خليفة في الإسلام، فبايعه غالبية من كانوا هنالك حينها؛ مثل: الأوس، وزيد بن ثابت، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة، وبشير بن سعد، وأُسيد بن الحُضير، ومن بعدهم أهل السقيفة بعد أن كانوا في خلاف معهم.

وقد تخلف عن بيعة السقيفة بعض الصحابة منهم: علي بن أبي طالب، وإبناه، والعباس، وبنوه في بني هاشم، والزبير، وطلحة بن عبيد الله، وسلمان، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، والمقداد، وخالد بن سعيد بن العاص، وغيرهم من المهاجرين، ثم إنهم بايعوا أبي بكر جميعاً في البيعة العامة، فمنهم من أسرع ببيعته ومنهم من تأخر حيناً. [1] [2]


كم سنة تولى ابو بكر الصديق الخلافه


تولى ابو بكر الصديق الخلافه لمدة



عامين


وشهرين وبضعة أيام .

تُوفي -رسول الله صلى الله عليه وسلم-، وانتقل إلى ربه بعدما بلغ الرسالة وأدى الأمانة، فرأى المسلمون أن خير من تجتمع عليه كلمتهم بعده هو الرجل الذي اختاره هو لدينهم، وبهذا تولى ابو بكر الصديق الخلافه، واستمر فيها إلى أن مات، وكانت مدة خلافته

عامين وشهرين وبضعة أيام

، وقد صدقت رؤيتهم تلك؛ إذ بخلافة أبي بكر اعتدل الدين واندحر الشرك، وبها قوي الإيمان ورغِم النفاق. [3]

الخطبة بعد أن تولى ابو بكر الصديق الخلافه

بعد أن بايع الناس أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بيعة عامة بعد بيعة السقيفة، أُلقيت خطبة بعد أن تولى ابو بكر الصديق الخلافه ، فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- حينها بعد أن حمد الله وأثناه: ” أما بعد أيها الناس فإني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح (أرد) عليه حقه إن شاء الله تعالى، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع قوم للجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله”. [1]

مواقف من حياته بعد أن تولى ابو بكر الصديق الخلافة

روي في السير عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: كنت أفتقد أبا بكر أيام خلافته ما بين فترة وأخرى، فلحقته يوماً فإذا هو بظاهر المدينة (خارجها) قد خرج متسللاً، فأدركته وقد دخل بيتاً حقيراَ في ضواحي المدينة، فمكثت هناك مدة، ثم خرج وعاد إلى المدينة، فقلت: لأدخلن هذا البيت، فدخلت فإذا امرأة عجوز عمياء وحولها صبية صغار، فقلت: يرحمك الله يا أمة الله من هذا الرجل الذي خرج منكم الآن؟ قالت: إنه ليتردّد علينا، ووالله إني لا أعرفه، فقلت: فما يفعل؟ فقالت: إنه يأتي إلينا فيكنس دارنا، ويطبخ عشاءنا، وينظف قدورنا، ويجلب لنا الماء، ثم يذهب، فبكى عمر حينذاك وقال: الله أكبر، والله لقد أتعبتَ من بعدك يا أبا بكر. [4]

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يهتم بالصلاة والخشوع فيها، ويحرص على حسن العبادة، وكان لا يلتفت في صلاته، وكان أهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزُّبير، وأخذها ابن الزُّبير من أبي بكرٍ، وأخذها أبو بكرٍ من النبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، وعن أنس ـرضي الله عنهـ قال: صلَّى أبو بكرٍ بالناس الفجر، فاقترأ البقرة في ركعتيه، فلمّا انصرف؛ قال له عمر: يا خليفة رسول الله! ما انصرفت حتى رأينا أن الشمس قد طلعت، قال: لو طلعت؛ لم تجدنا غافلين. [5]

الانجازات المحققة بعد أن تولى ابو بكر الصديق الخلافه

  • بعثة جيش أسامة.
  • حرب المرتدين.
  • جمع القرآن الكريم.

اتبع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- منهاج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يُفرط في أي حق من حقوق الشرع، والتزم بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فكان خير قائد زمانه لخير أمة، وكان قائداً مُحنكاً ذكياً، يرسم الخطط، ويبعث الطلائع، استطاع أن يحافظ على المدينة ويحميها، وحمى الإسلام ودافع عنه بكل أوتي من خيارات، وعلى الرغم من أن فترة خلافة أبو بكر الصديق لم تدم أكثر من عامين وثلاثة أشهر؛ إلا أنها كانت حافلة بالإنجازات العظيمة والأحداث الخطيرة، وكانت مسرحًا للعديد من الأمور الخطيرة التي كادت تعصف بدولة الإسلام في مهدها، لولا أن حماها الله ووضع لها أبو بكر الرجل الصدّيق الذي امتزجت فيه الشدة بالرحمة، والحكمة بالقوة، واللين بالحزم.


بعثة جيش أسامة:

كان أول أمر أُصدر بعد أن تولى ابو بكر الصديق الخلافه ، وقد كان هذا الجيش الذي أعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته لغزو الروم، وكان يضم كبار الصحتبة المهاجرين، وقد صمم الصديق على تولية أسامة للجيش رغم مخاوف بعض المسلمين من صغر سن أسامة، ولكن أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قال لهم: “لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،  ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته”.

وبالفعل لم يخيب أسامة أمل الخليفة فيه، فقد استطاع العودة إلى البلاد بعد الانتصار على الروم واقتحام تخومهم، وقد حقق الغاية التي خرج من أجلها، وأمن حدود الدولة الإسلامية ضد أي هجوم، وألقى الرهبة والهيبة في قلوب الروم، وكف عرب الشمال عن محاولات التعرض للمدينة والهجوم عليها.


حرب المرتدين:

بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وحاولوا الرجوع لعبادة الوثنية مرة أخرى، وسعوا للانشقاق عن الإسلام سياسياً ودينياً، وامتنعوا عن إرسال الزكاة، ولكن أبو بكر الصديق تصدى لهؤلاء المرتدين بشجاعة وجرأة وإيمان، وحاربهم بالرغم من معارضة بعض الصحابة له، فكان يرد عليهم: “والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم عليه، والله لأقاتلن من فرَّق بين الزكاة والصلاة”.


جمع القرآن الكريم:

استشهد عدد كبير من كبار الصحابة ممن يحفظون القرآن الكريم في

حروب الردة

، فمثل ذلك خطر حقيقي على القرآن الكريم، وكان عمر بن الخطاب من أوائل الذين تنبّهوا إلى ذلك الخطر،ففكر في جمع القرآن الكريم، فلما عرض ذلك على أبي بكر تردد في أول الأمر، وقال: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟، ولكن عمر ظل يراجعه ويجادله حتى شرح الله صدره لهذا الأمر، واقتنع برأي عمر فدعا زيد بن ثابت وكلفه بتنفيذ تلك المهمة الجليلة. [6]