قصص مانقص مال من صدقة
فضل حديث مانقص مال من صدقة
-
تطهر المال وتزيد بركته.
-
تكون طاعة لله.
-
إغناء الفقير عن سؤال الناس.
-
يَقطَعُ المتصدِّقُ أسبابَ الشَّرِّ في النُّفوسِ.
يبين رسولنا الكريم في هذا الحديث: (ما نقص مالٌ من صدقةٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه، فالصَّدقات يزيد الله بها الأموال، ويُنزل بها البركة، ويُعَوِّض الله فيها صاحبها الخير العظيم)، أن التواضع لله واحد من أهم الأسباب التي ترفع الإنسان في الدنيا والآخرة، فالصدقة لا تنقص من مال صاحبها بل تزيده وتنزل عليه البركة ويجعل الله في صاحبها خير كبير، وأن عفو الإنسان مع مقدرته على أخذ حقه يزيده هذا عزة وعظمة في قلوب من حوله، وأنه بهذه الشكل يتواضع لله سبحانه وتعالى وأنه ما تواضع أحدًا لله إلا رفعه، لأن تواضعه هذا الذي ينزل به نفسه عن منزلته أو مكانته يرفعه به الله عنده في الآخرة، وكل هذا بغرض الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى والانتهاء عما ينهى عنه، وهذا الحديث يبين لنا
فضل الصدقة
وفضل التواضع لله سبحانه وتعالى، وفضل العفو والصفح.[1]
قصص مانقص مال من صدقة
وقف رسول الله صل الله عليه وسلم يحث المسلمين على الصدقة فقال : (تَصَدَّقُوا فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدِي دِينَارٌ قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجَتِكَ، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ؛ قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: أَنْتَ أَبْصَرُ) رواه النسائي وأبو داوود.[2]
إن راهباً عبد الله ستين سنة في صومعته، جاءته امرأة ونزلت بجانبه وواقعها ست ليال بالزنا هرب وأتى مسجداً وآوى فيه ثلاث ليال، وكان معه رغيف وفي المكان رجلان مسكينان، فكسر الرغيف بينهما ومات، فوضعت الستين سنة من العبادة والليال الست، ترجحت الست ليال التي زنا فيها ووجبت له النار فما أنقذه منها إلا الرغيف الذي وهبه للمسكينين.
تروي لي ليلى فلسطينية تعيش في السعودية منذ خمسين سنة تقول: لقد هممت بالتصدق للمحتاجين، فتحت حقيبتي، ووجدت فيها أربعين ريالاً، حدثتني نفسي وصورت لي بأني قد أحتاج ترددت وخصوصاً أنني دائماً أحتاج، أخذت عشرين ريالاً ثم أعدتها، ثم أخذت عشرة ورددتها ثم عزمت على أن أتصدق بنصف المبلغ وبسرعة تصدقت بها هرباً من وسوسة الشيطان، ووالله لم تمض نصف ساعة إلا وأنا ألتقي بواحدة تعرفني منذ زمن وبعد أن سلمت عليها دست في شنطتي هذا المنديل، (كنت معها على العشاء وشاهدت بنفسي لفافة المنديل ووضح من أطرافها أنها عبارة عن مجموعة من فئة المئتين وبكت وهي تحكي لي هذه الحكاية وأكدت زميلتها ماحدث لها). [3]
حديث عائشة في قصة الشَّاة: قال: ماذا بقي منها؟ قالت: بقي كتفُها، فقال: بقيت كلُّها إلا كتفها يعني: أنها أُنفقت في وجوه الخير -تُصُدِّق بها- فهي الباقية، والكتف التي في البيت ليست باقية، يعني: أنَّ ما أُنفق وتُصدّق به على الفقراء هو الذي بقي في ميزان الحسنات؛ لأنَّه تصدّق به في وجوه الخير.
ما معنى ما نقصت صدقة من مال
معنى ما نقصت صدقة من مال
أن الصدقة لا تنقص من المال بل يزيد من بركته ويجعل أجره أضعافًا مضعفة.
ولقد بين لنا رسول الله أن الإنسان إن فتح على نفسه باب السؤال للناس فقد فتح الله عليه باب الفقر لذلك يجب أن يبتعد الإنسان الفقير عن سؤال الناس إلا في الضرورة، وذلك لحديث رسول الله: (لأن يأخذ أحدُكم حبلَه فيأتي بحزمةٍ من الحطب، فيبيعها، فيكفّ الله بها وجهه؛ خيرٌ له من سؤال الناس: أعطوه، أو منعوه، وهكذا قوله ﷺ: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله) وكما قال رسول الله والدنيا لأربعةٍ : (رجل أعطاه الله علمًا ومالًا، فهو يعمل بعلمه في هذا المال، فيتَّقي فيه ربَّه، ويصل فيه رحمه، فهذا في أفضل المنازل، ورجل أعطاه الله علمًا، ولم يُعطه مالًا، فهو صادق النية، يقول: لو كان لي مثل فلانٍ لعملتُ مثلَ عمله في المال، فهما في الأجر سواء، ورجل أعطاه الله مالًا، ولم يُعطه علمًا، فهو يتصرف فيه تصرفًا غير صالحٍ: لا يتَّقي فيه ربَّه، ولا يصل فيه رحمه، بل يخبط فيه خبط عَشْواء، ما عنده بصيرة، فهذا في شرِّ المنازل، ورجل لم يُعطه الله مالًا ولا علمًا، فهو بنيَّته، يقول: لو كان لي مثل فلانٍ لعملتُ مثل عمله، فهو مثله في الوِزْر سواء). [1]
فضل صدقة التطوع
-
الصَّدقةَ من أسبابِ دُخولِ الجنَّة والعِتقِ مِنَ النَّارِ.
-
الصَّدقةَ مِن أسبابِ النَّجاةِ مِن حرِّ يومِ القيامة.
-
الصَّدقةَ تَجلِبُ البَرَكة والزِّيادةَ والخَلَفَ مِنَ الله تعالى.
-
يترتَّبُ عليها الأجرُ العظيمُ.
صدقة التطوع هي الصدقة التي ليست بواجبة ولكن يفعلها الإنسان طواعية يبتغي بها وجه الله تعالى، ومن فضل صدقة التطوع ما يأتي:
الصَّدقةَ من أسبابِ دُخولِ الجنَّة والعِتقِ مِنَ النَّارِ:
وذلك لما ورد في حديث عائشة قالت: (جاءَتني مسكينةٌ تحمِلُ ابنتينِ لها، فأطعَمتُها ثلاثَ تَمراتٍ، فأعطتْ كلَّ واحدةٍ منهما تمرةً، ورَفَعَت إلى فِيها تمرةً؛ لِتأكُلَها، فاستطعَمَتْها ابنتاها، فشقَّتِ التَّمرةَ التي كانَت تريدُ أن تأكُلَها بينهما، فأعجَبَني شأنُها، فذكرتُ الذي صنَعَتْ لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: إنَّ اللهَ قد أوجَبَ لها بها الجنَّةَ، أو أعتَقَها بها مِنَ النَّارِ)، وعن عدي بن حاتِمٍ الطائيِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: (ما منكم من أحدٍ إلَّا وسيُكَلِّمه اللهُ يومَ القيامةِ، ليس بينَ اللهِ وبينه تَرجمانٌ، ثمَّ ينظُرُ فلا يرى شيئًا قُدَّامَه، ثم ينظُرُ بين يَديَه فتَستقبِلُه النَّارَ؛ فمَن استطاعَ منكم أن يتَّقِيَ النَّارَ ولو بِشِقِّ تَمرةٍ).
الصَّدقةَ مِن أسبابِ النَّجاةِ مِن حرِّ يومِ القيامة:
وذلك لحديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:(سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه) وذكَر منهم: (ورجُلٌ تصَدَّقَ بصَدَقةٍ فأَخفاها؛ حتى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يَمينُه).
الصَّدقةَ تَجلِبُ البَرَكة والزِّيادةَ والخَلَفَ مِنَ الله تعالى:
وذلك لقوله عز وجل في كتابه الكريم: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، وذلك أيضًا لحديث أبي هريرة ما ورد عن رسول الله: (ما نقَصَتْ صدقةٌ مِن مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضَعَ أحدٌ للهِ إلَّا رَفَعَه).
أنَّه يترتَّبُ عليها الأجرُ العظيمُ:
وذلك لأن الله يربي الصدقات وذلك كما ورد في الآية الكريمة: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)، وقال اللهُ تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). [4]