الى اين كانت اول هجره في الاسلام

اول هجره في الاسلام كانت


اول هجره في الاسلام كانت إلى

بلاد الحبشة

.

اول هجره في الاسلام كانت إلى بلاد الحبشة، وذلك في السنة الخامسة لبعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان هذا قراراً صعباً؛ فترك الأولاد والديار والأموال ليس بالأمر الهين، ولولا قضية الدعوة ما ترك هؤلاء المهاجرين بلادهم، ولكنهم أطاعوا الله ورسوله؛ طامعين في عظيم الأجر الذي وعدهم به الله في قوله -تعالى- {

وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ

}

[الحج: 58، 59]

.

أسباب اول هجره في الاسلام إلى الحبشة

  • شدة العذاب الذي لاقاه الصحابة من المشركين.
  • نشر الدعوة خارج مكة المكرمة.
  • تكوين قاعدة تحمي العقيدة.

كان الذي دعى الصحابة إلى اول هجره في الاسلام عدة أسباب، منها شدة العذاب الذي لاقاه الصحابة من المشركين، حيث استخدم المشركون شتى أنواع العذاب لكي يفتنوا الصحابة عن دينهم، وكان نشر الدعوة خارج مكة المكرمة، وتكوين قاعدة تحمي العقيدة سبباً رئيساً آخر لتلك الهجرة، إذ جاء الإسلام ووقف المشركون في وجه نشر رسالته وحاربوها، وكانت مواجهتهم تلك محدودة في البداية، ولكن بعد هذا ضيقوا الخناق على المسلمين وعذبوهم وآذوهم، فضاقت عليهم مكة وصارت الحياة جحيماً؛ لذلك أخذوا يبحثون عن مكان آمن يلجؤؤون إليه، ويتخلصون من عذاب المشركين واضطهادهم.

وفي ظل تلك الظروف نزلت سورة الكهف تحكي آياتها عن أصحاب الكهف الذين فروا بدينهم من ظلم ملكهم، فكانت تلك الآيات تمثل إرشاداً للمسلمين وتشير لهم إلى الطريق الذي ينبغي أن يسلكوه للخروج مما هم فيه، فقد رأوا في هذه الآيات كيف أن الله -تعالى- كان يرعى هذه النفوس المؤمنة ويقيها الفتنة

{وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا} (

الكهف

:16).


وقد أوضحت قصة أصحاب الكهف طريق المؤمنين للحق، فلا سبيل من الفرار بالدين والعقيدة، والهجرة إلى الحبشة لتكون دار اول هجره في الاسلام ، وقد وصفت أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الحدث

فقالت: “

لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، والفتنة في دينهم، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان -رسول الله صلى الله عليه وسلم- في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم -رسول الله عليه وسلم- إن بأرض الحبشة ملكاً لا يُظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه، فخرجنا إليها أرسالاً -أي جماعات- حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمِنَّا على ديننا ولم نخش منه ظلماً” (رواه البيهقي بسند حسن).

[1]

اسباب اختيار الحبشة دارا للهجرة

  • عدل حاكم الحبشة.
  • أهل الحبشة من أهل الكتاب.
  • بُعد الحبشة عن مكة.
  • استقلال بلاد الحبشة.
  • قوة الحبشة في المنطقة.
  • القوة الاقتصادية لبلاد الحبشة.

لا شك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكر في عديد من الأماكن لاختيارها دار اول هجره في الاسلام ، فبالطبع فكر في قبائل شبه الجزيرة العربية؛ مثل: الطائف، وهوزان، وعبس، وبنو حنيفة؛ ولكنه خشي على المسلمين من قرب مسكن تلك القبائل إلى مكة وكذلك ولاء بعضهم لقريش، فلن يترددوا في دفع المسلمين إلى قريش مرة أخرى، ولعله فكر أيضاً في يثرب، لكن عد وجود مسلماً واحداً بها يُعد خطراً، كذلك كانت الحروب قائمة بين الأوس والخزرج، وقد يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- فكر في العراق ولكن قابئلها حينها كانت مشركة وولائهم للفرس؛ أما بالنسبة إلى بلاد الشام فكانت قبائلها موالية للروم، وذلك مصر كانت مستحيلة نظراً لأن الرومان كانوا يحتلونها، وهكذا وقع اختيار النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحبشة، وخاصة أن اسباب اختيار الحبشة دارا للهجرة كثيرة؛ رغم اختلاف اللغة، والطبائع، والعادات، وصعوبة الحياة إلى حد ما هناك بسبب بُعد المسافة عن مكة وبالتالي فقد عملية الاتصال والمراسلات، وقد كان اختيار النبي للحبشة لتكون مكان اول هجره في الاسلام ينم عن سعة اطلاع النبي -صلى الله عليه وسلم- وحكمته، وهذا ما سنفهمه إذا تمعنا في الأسباب جيداً، ومن أسباب اختيار الحبشة دار للهجرة ما يأتي:


عدل حاكم الحبشة:


قال

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: “

لَوْ خَرَجْتُمْ إلى الْحَبَشَةِ؛ فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا لاَ يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ

“،وقد كان

النجاشي

ملك الحبشة عادلاً، حافظاً لحقوق الآخرين بصرف النظر عن ديانتهم، وكان من حكمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- اختيار البلد الذي يحكمه حاكم عادل، فضمن بذلك حماية كبيرة لأصحابه.


أهل الحبشة من أهل الكتاب:

كان المسلمون يشعرون بقرب من النصارى؛ إذ إنهم أهل كتاب أيضاً، وقد قال الله -تعالى- في كتابه {

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ

}

[المائدة: 82]

.


بُعد الحبشة عن مكة:

ورغم أن هذا عيباً؛ لأن البعد عن مكة يجعل الاتصال بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين المهاجرين شاقاً إلا أنه في ذات الوقت يوفر أمناً للمهاجرين بعيداً عن بطش أهل الباطل في مكة.


استقلال بلاد الحبشة:

كانت الحبشة بلد مستقلة، ورغم أنها كانت تابعة للكنيسة المصرية في الإسكندرية إلا أنها كانت تابعة دينياً وليس سياسياً، فكانت أنسب مكان لتكون اول هجره في الاسلام إليها.


قوة الحبشة في المنطقة:

كانت بلاد الحبشة من البلاد القوية في المنطقة في ذلك الزمان، مما يجعل قريش والمشركين في مكة يفكرون ألف مرة قبل أن يحاولوا غزوها، وربما أقصى محاولتهم هي إرسال رسالة للحاكم النجاشي لتسليم المهاجرين من مكة.


القوة الاقتصادية لبلاد الحبشة:

كانت الحبشة في ذلك الوقت قوية اقتصادياً ولا تعاني أي أزمات، وبالتالي فإن أهل الحبشة لن يشعروا بأي أزمة ناتجة عن قدوم المهاجرين. [2]

اسماء المهاجرين الى الحبشة

  • الصحابي عثمان بن عفان وزوجته -رضي الله عنه-.
  • السيدة رقية زوجة عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- وابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • الصحابي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
  • السيدة أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنهما-.
  • الصحابي عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه-.
  • الصحابي الزبير بن العوام -رضي الله عنه-.
  • الصحابي أبو سلمة بن عبد الأسد -رضي الله عنه-.
  • السيدة أم سلمة بنت أبي أمية زوجة أبو سلمة -رضي الله عنهما-.
  • الصحابي أبو حذيفة بن عتبة -رضي الله عنه-.
  • السيدة سهيلة بنت سهيل زوجة أبو حذيفة -رضي الله عنهما-.
  • الصحابي مصعب بن عمير -رضي الله عنه-.
  • الصحابي عثمان بن مظعون -رضي الله عنه-.
  • الصحابي عامر بن ربيعة -رضي الله عنه-.
  • الصحابي أبو سبرة بن أبي رهم.


بعد

أن وقع اختيار النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحبشة لتكون دار اول هجره في الاسلام ، أمر رسول الله

-صلى الله عليه وسلم-



عدد من المؤمنين بالهجرة إليها في شهر رجب من العام الخامس للبعثة، ليمكثوا فيها فيما بعد لمدة خمسة عشر عاماً متتالي، اصطحب بعض من هؤلاء المهاجرين زوجاتهم، كما هاجرت معهم ابنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي كانت زوجة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وتتضمن اسماء المهاجرين للحبشة: الصحابي عبدالرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وغيرهم. [2]