عدد الأحاديث التي رواها عمر بن الخطاب
عدد الأحاديث التي رواها عمر بن الخطاب
539 حديثًا
هو عدد الأحاديث التي رواها عُمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[1]
بعد عام الفيل بثلاثة عشر عامًا وُلِدَ سيدنا عُمر رضي الله عنه، وكان يتَّصف بالعديد من الصفات مثل القوة والحَزْم، وهذه الصفات أعطته الهيبة والاحترام وجعلته من الشخصيات العظيمة التي تتَّسم بالوقار، ودَخَلَ سيدنا عُمَر الإسلام بعدما سمع آيات من القرآن الكريم، علمًا بأنه لم يدخل الإسلام في السر بل أعلن ذلك الخبر في مكة بأكملها، ودخول سيدنا عُمَر للإسلام أعطى للمسلمين العزَّة والقوة لأنه كان يمتلك الهيبة والقوة الجسدية، كما أنه كان صارمًا في الحق.
بعد دخوله الإسلام أصبح حريصًا على التوحيد والإيمان واليقين، وكان يتبع سيدنا النبي ويحرص على طاعة الله، وبسبب تلك السمات الحميدة أعطى النبي لسيدنا عُمر عددًا من المسئوليات مثل بيت المال، حيث أنه كان أمينًا عليه، وعَمَلَ قاضيًا ومُجاهدًا في سبيل الله، كما أنه كان يُلازم سيدنا النبي في حالات الحرب والسِلْم أيضًا. [2]
صفات سيدنا عمر
بالرغم من قوته، إلا أنه كان رقيق القلب وخاشع لله سبحانه وتعالى، حيث أنه كان يبكي بصوت مسموع أثناء الصلاة خشية من الله، وهذا أدَّى إلى وجود خطّان أسودان في وجهه بسبب كثرة البكاء في الصلاة، كما أنه كان شديد العدالة، وبسبب قوة عَدْله جعل قلوب الناس تُحبُّه، وكان يؤمن بأن العدل هو تطبيق للإسلام وبسببه سوف يؤمن الجميع بالله خير إيمان، وقام بتطبيق السًنَّة النبوية والتزم بنهج سيدنا النبي، وهناك عوامل كثيرة ساعدت سيدنا عُمَر في تطبيق العدالة المثالية بين الناس وهي:
- فترة خلافته كانت أكثر من عشر سنوات، بينما كانت فترة خلافة سيدنا أبو بكر الصديق عامين وعدة شهور فقط.
- كان يُطبّق العدل والحق ليس على الناس فقط، وإنما على نفسه وأهل بيته.
- كان يخشى الله أولاً ولا يخاف الناس، بل كان يفعل كل شيء ابتغاء مرضاة الله، وهذا كان هدفه الأول في الدنيا.
- كان يسير على مبادئ الدين، ومن ضمنها مبدأ المساواة بين الناس، لأن الدين الإسلامي لم يُفرّق بين أحد، سواء رجل وامرأة أم حاكم ومحكوم، فالجميع عند الله سواسية. [3] [4]
سيدنا عمر الفاروق
سيدنا النبي أطلق على سيدنا عُمر لقب (
الفاروق
)، لأنه كان يُفرّق بين الحق والباطل، ولم يتهاون في دين الله، وكانت الشياطين تخاف منه وتَفِر من قوته الدينية، ولذلك كان النبي يُحبّه، حيث سأل عمرو بن العاص رسول الله عن أحب الرجال إليه، فقال: (أبو بكر)، قال: ثم من؟ قال: (ثم عمر بن الخطاب)، وعدَّ رجالاً، كما أنه هو أول مَن لُقِّب بأمير المؤمنين، وعلى مدار سنوات الخلافة الخاصة به ملأ الأرض بالرحمة والعدل، وكان حريصًا على الجلوس مع الناس بعد الانتهاء من صلاة الفروض، وكان يقول: (لو مات جمل ضياعًا على شطِّ الفرات، لخشيت أن يسألني الله عنه)، وهذا دليل على شِدة العدل والحق.
سيدنا عُمر اتَّصف بالعقل والحِكمة حتى كان رسولنا الكريم يستشيره في العديد من الأمور الدينية العظيمة مثل استشارته بخصوص أسرى بدر حينما قال رسولنا الكريم إليه (ما ترى يا ابن الخطاب؟)، ومن ضمن الأعمال العظيمة التي قام بها أمير المؤمنين:
- هو أول مَن وضع التاريخ الهجري.
- جمع القرآن الكريم ووضعه في مصحف.
- هو أول مَن كان يطوف ليلًا يطمئن على المسلمين ويتفقَّد أحوالهم.
- كما أنه كان مُهتمًا بالعلم وحريصًا عليه، حيث قال ابن مسعود: (لو أنَّ علم عُمر وُضِعَ في كفَّة ميزان، ووُّضع علم أحياء الأرض في كفَّة، لرجح علم عُمر بعلمه). [5]
مواقف وآراء سيدنا عمر
- أسرى غزوة بدر.
- الحجاب.
- استئذان الأطفال.
- تحريم الخمور.
أسرى غزوة بدر:
سيدنا عُمر كان من المُحاربين في غزوة بدر، وعندما استشاره رسولنا الكريم عن أسرى الغزوة وكيف سيتم التعامل معهم؟، فكان رأي الفاروق قويًا وهو أن يتم قتل هؤلاء الأسرى، أما سيدنا أبو بكر كان له رأيًا آخر، وقال لسيدنا مُحمَّد سوف نَفدي الأَسرى بدفع الأموال، ونقوم بتعليم المسلمين مهارتي القراءة والكتابة، وحتى يتم حَسْم هذا الأمر قال الله تعالى في كتابه العزيز (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآَخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، [الأنفال:67]، وهذا يعني أن القرآن الكريم كان مؤيدًا لرأي سيدنا عُمر وموفقه من أسرى الغزوة.
الحجاب:
العديد من الصحابة كانوا يدخلون على نساء الرسول بغرض استفتاء النبي الكريم في العديد من الأمور الحياتية، وهذا الأمر جعل الفاروق يطلب من النبي أن نسائه يلتزمنَّ بالحجاب، وكان القرآن الكريم مؤيدًا أيضًا لهذا الرأي الحكيم، وتمَّ نزول تلك الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الأحزاب: 59].
استئذان الأطفال:
سيدنا عُمر كان يحترم خصوصية الأطفال الذين بَلًغُوا الحُلُم، فَقَدْ كان يستأذن قبل الدخول عليهم، والله تعالى نزَّل تلك الآية الكريمة كي يؤيد ما كان يفعله سيدنا عُمر، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ العِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النور: 58].
تحريم الخمور:
كان لسيدنا عُمر موقفًا مؤثّرًا في تحريم الخمور، حيث قال (اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شِفَاءً) علمًا بأنه تمَّ تحريمها تدريجيًا من خلال تلك الآيات الكريمة: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ العَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)، [البقرة: 219]، ثم بعد ذلك ذُكرَت الخمور مرة أخرى في تلك الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى)، [النساء: 43]، وبعد نزول تلك الآية ظلَّ الرسول يدعو المسلمين للصلاة بشرط ألا يكونون في حالة من السُكر (بمعنى أن المُصلّي لا يكون سكرانًا)، ثم بعد ذلك نزلت تلك الآية من سورة المائدة: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 91]، وبعد نزول هذه الآية فَهِمَ سيدنا عُمَر أن المقصود منها هو تحريم الخمر. [6]
مقتل سيدنا عمر بن الخطاب
في صلاة الفجر ليوم الأربعاء في يوم 26 من شهر ذي الحجة تمَّ طعن أمير المؤمنين وهو يُصلّي على يد أبو لؤلؤة المجوسي، هذا الرجل كان يحمل سكينًا مسمومًا، وتمَّ طعن سيدنا عُمَر طعنتين واحدة في كتفه والأخرى في خاصرته، وبعدما طُعِنَ قال (كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا)، [الأحزاب: 38]، ولم يكتفِ أبو لؤلؤة بطعن الفاروق بل قام بِطعن 13 رجلاً توفَّى من بينهم 7 رجال، وقام عبد الرحمن بن عوف بالصلاة بالناس، وكانت صلاةً خفيفةً، ثم تم حَمْل سيدنا عُمَر وعادوا به إلى منزله، ومن شدة النزف فَقَدَ وعيه، وأراد الفارق أن يُدفَن مع صاحبيه، فذَهَبَ عبد الله بن عمر حتى يستأذن السيدة عائشة في ذلك الأمر، فقالت: كنتُ أريده لنفسي، ولأوثرنَّ به اليوم على نفسي، وهذا يعني أنها واقفت على طلبه، ودُفِنَ أمير المؤمنين بجانب صاحبيه سيدنا مُحمَّد وسيدنا أبو بكر الصديق. [7]