من أي قوم كان قارون

كان قارون من قوم


قارون كان من قوم

موسى عليه السلام


، من بني إسرائيل، والعديد من المفسرين للقرآن الكريم قالوا أنه ابن عم لموسى،  وكان من المتكبرين الذي آتاه الله ما شاء من النعم، لكنه لم يقدر أي منها، ولم تزده العطايا إلى تكبرًا وبغيًا وطغيانًا في الأرض، فبدلًا من شكر الله على هذه النعم، وإعطاء الفقراء منها، ومساعدة الناس، تكبر وبغى، وفرح بماله الذي اعتقد أنه يستحقه، وفتن غيره بهذا المال، واستمر في التفاخر والتكبر، فجعله الله عبرة لغيره، قال تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ۞ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 76-77]

ذكر الله عز وجل قصة قارون في كتابه العزيز من أجل أخذ العبرة، وروى هذه القصة على نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام كي تكون عبرة ونقارن قارون من قوم موسى الذي آتاه الله النعم، فتكبر عليها، فعاقبه الله وخسف به الأرض، وفي هذا عبرة لمن اعتبر.

معاصي قوم قارون

استطاع قارون أن يجذب ويفتن قومه بالمال، لأنه كان يعيش عيشة ترف، حيث آتاه الله الكثير من النعم، والرزق، والأموال، وحصل على الكثير من الأموال، وكان يسكن في القصور ويخدمه العبيد، لكن مع ذلك، لم يكن قارون عبدًا شكورًا لله، بالرغم من جميع هذه النعم، وكل هذه الكنوز التي آتاه الله إياها كانت سببًا للتفاخر والبغي والطغيان والفساد

كانت هذه المعاصي سبب لخسف الأرض بقارون الذي تكبر وعلا في الأرض علوًا كثيرًا، وفي هذا عبرة إلى أن الطغاة المتكبرين سوف يعاقبهم الله عقابًا أليمًا سواء في الدنيا أو الآخرة، قال تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ۞ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [القصص: 81-82]

لا بأس أن يأخذ الإنسان نصيبه من الدنيا، ويستمتع بأمواله لكن دون إسراف، أو ظلم أو تعدي على حقوق الآخرين، ويجب على الشخص أن يعلم أن الله عز وجل له حق في ماله.

الدروس المستفادة من قصة قارون

  • تجنب الفرح بالدنيا
  • العمل والتحضير للآخرة
  • الموازنة بين أعمال الدنيا والآخرة
  • الابتعاد عن الفساد بكل أشكاله


تجنب الفرح بالدنيا:

الدنيا متاعها زائل، ومهما أعطى الله من متاع الدنيا لإنسان، فإن إذا فرح بها، وغرته الحياة الدنيا نسي الله عز وجل، ونسي الآخرة، وهذا هو الضلال بعينه


العمل والتحضير للآخرة

: طلب موسى من قارون ألا يتكبر ويتجبر، وأن يؤتي من ماله للزكاة، لكن قارون أبى، فخسف به الله الأرض وعاقبه، وفي هذا درس أن المؤمن يجب عليه أن يخطط للدار الآخرة، وينفق من ماله كي يرضا عنه الله، فإذا رضي حظي المؤمن بالخير في الدنيا والآخرة.


الموازنة بين أعمال الدنيا والآخرة:

يجب على المؤمن أن يوازن بين متاع الحياة الدنيا وبين الآخرة، والله عز وجل يرتضي لنا الحياة الوسط، فلا يعيش الشخص في الدنيا زاهدًا في العمل والحياة حتى يكون عالة على غيره، ولا يتمسك بالدنيا تمسكًا رهيبًا بحيث ينسى الحياة الآخرة، وفي هذا دعوة للعيش بدون إسراف وبدون بخل، بل التمتع بالحياة الدنيا بما يرضي الله عز وجل


الابتعاد عن الفساد بكل أشكاله:

الفساد سبب من أسباب الهلاك، لأن الله لا يحب المفسدين، والفساد يمكن أن يكون بظلم الناس، أو التبكر عليهم، أو التكبر وظن أن المال الذي آتاه الله الشخص كان بفضله فقط، بدون الاعتراف بفضل الله عز وجل.

هذه الأمور قام بها قارون، وأدى غروره بنفسه إلى تكبره، وقد عمته أموال الدنيا عن التفكير في الآخرة، وفي النهاية كانت نهاية قارون عبرة لمن اعتبر، فقد خسف الله الأرض بقارون وماله ودياره، وبالبرغم من سلطة قارون، لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله، لأنه لم يعمل لآخرته، ولم يحصن ماله بالصدقة والزكاة، ولم يتقرب إلى الله بالعمل الصالح.

النبي الذي عاصر قارون


عاصر

موسى عليه السلام

قارون

، وسبب طغيان قارون هو أن الله أتاه من الكنوز ما لا يتخيله العقل، وكانت الكنوز لا يكفي لحملها عشرون أو ثلاثون من البغال، وكان من المفترض أن ينال قارون بهذا الرزق رضوان الله عز وجل، فكل شيء آتاه إياه الله كان كي ينال به رضوان الله، ويستثمره في العطاء ونصرة المظلوم، والعدل وتجنب الظلم

لكنه لم يقم بذلك، ولم يراع حق الله عز وجل في المال الذي آتاه إياه الله، وقال عز وجل: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص:77]

وكانت إجابة قارون على دعوة موسى هي التكبر ورأى قارون أن المال الذي آتاه إياه الله إنما كان من علمه، وليس بفضل الله، ويعتبر قارون مضرب للمثل في الغنى والثروة والتكبر والظلم، وتجاوز الحدود، وفي هذا عبرة بليغة، وهي أن الله سبحانه وتعالى يمد الظالمين أحيانًا حتى يغرقهم في البغي، ويأخذهم بعد ذلك أخذ عزيزٍ مقتدر.

ولو كانت قوة قارون فعلًا ناجمة عنه، لكان استطاع أن يدفع عن نفسه الاذية، ويستطيع أن يحفظ عليه ما جمع من المال، واستطاع حفظ قوته وماله وعلمه، ولكن الله أهلك من هم أشد منه قوةً وأكثر منه جمعًا، ولا يعجز الله شيء، ولا يعجزه المشركين مهما بلغت قوتهم، ومالهم، فهو على كل شيءٍ قدير.

مكان خسف قارون

عانى موسى عليه السلام في رسالته من أكبر الجبابرة في البشرية، وهم فرعون، وهامان وقارون، وكان قارون من قوم موسى من بني إسرائيل، أما فرعون وهامان فهم من أهل مصر الأصليين، ووقعت قضية قارون في أرض التيه .

وسبب نقل الله عز وجل

قصة قارون

لمحمد عليه الصلاة والسلام هو تشبيه قارون الضال وهو ابن عم موسى حسب التفاسير الشائعة، بأعمام النبي عليه الصلاة والسلام الذين عاندوه في الدعوة الإسلامية أو قرابته مثل أبي لهب، وأبي سفيان بن الحارث، وهذه القصة فيها تعزية للنبي عليه الصلاة والسلام بأن الله عز وجل على نصره لقدير. [1] [3]