أهم أسباب انتشار البدع


من أهم أسباب انتشار البدع


  • الجهل

  • اتِّباع الهوى

  • تقديم آراء الشُّيوخ والأكابر على النُّصوص

  • تقديم العقل على النَّقل

  • التعلُّق بالشُّبهات

  • مجالسة أهل البدع والأهواء

  • الاستمساك بالنُّصوص الموضوعة والضعيفة.

  • الغلو في الدِّين.


الجهل


:


السبب الأهم والأكثر انتشاراَ في تفشي البدع هو الجهل بالدين ، وعدم المعرفة للمحرمات والمعاصي المذكورة في القران ، ولهذا الجهل عدة انواع ، مثل الجهل بالقرآن والسنة بعدم الاطلاع عليها، والجهل بمنزلتها في الدِّين، والجهل بدلالات الألفاظ، والجهل بمقاصد الشريعة، والجهل بقواعد العلوم وأصوله ، وجاء بالنص الصريح في القران الكريم النهي عن هذا الجهل فقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].


كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].


ولا يتوقف النهي عن هذا الجهل في القرآن الكريم فقط بل جاء في السنة النبوية حديث ينهي عن ذلك:


فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ فَيَرْفَعُ الْعِلْمَ مَعَهُمْ، وَيُبْقِي فِي النَّاسِ رُؤُوسًا جُهَّالًا يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ.


اتِّباع الهوى :


يعد اتباع الهوي احد الاسباب التي تزيد من انتشار البدع فهي التي تجعل الانسان يعطي رأي فاسد وغير صحيح مما يزيد من البدع ، وهي من اسوء الأشياء التي يمكن ان يفعلها المؤمن واتضح ذلك في كتاب الله تعالي فقالله تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].


وايضاً وقال الله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50].


وجاءت دلالة النهي عن اتباع الهوي في السنة النبوية في الحديث التالي: وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه قَالَ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ؛ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ لِصَاحِبِهِ، لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ، وَلَا مَفْصِلٌ؛ إِلَّا دَخَلَهُ)[15].


وقال الشاطبي رحمه الله: (أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بما سيكون في أُمَّتِه من هذه الأهواء التي افترقوا فيها إلى تلك الفِرق، وأنه يكون فيهم أقوام تُداخل تلك الأهواء قلوبَهم حتى لا يمكن في العادة انفصالُها عنها وتوبتهم منها، على حدِّ ما يُداخل داء الكَلَبِ جِسمَ صاحبِه فلا يبقى من ذلك الجِسْمِ جزءٌ من أجزائه، ولا مِفصل ولا غيرهما إلَّا دخله ذلك الدَّاء، وهو جريان لا يَقبل العلاجَ، ولا ينفع فيه الدواء، فكذلك صاحب الهوى إذا دخل قلبَه، وأُشْرِبَ حُبَّه، لا تعمل فيه الموعظة ولا يقبل البرهان، ولا يكترث بَمَنْ خالَفَه)[16].


تقديم آراء الشُّيوخ والأكابر على النُّصوص :


من الاسباب الغير واضحه لمعظم الناس هي الانصياع لأراء الشيوخ مع عدم البحث والاطلاع في القرآن والسنة ، وهذا التصرف تم النهي عنه بشكل صريح وواضح في كتاب الله عز وجعل فقال الله تعالي: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [المائدة: 104]،


ومن صفات هذه الاشخاص الامتتاع عن اتباع ما ذكر في النصوص القرآنية.


وأتضخ ذلك أيضاً في قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (لا رَأْيَ لأحدٍ مع سُنَّةٍ سَنَّها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم)[22].


تقديم العقل على


النَّقل :


هناك بعض الأشخاص تقوم باستغلال العقل الذي فضلنا الله به في وضع تشريع خاص به ومبالغ فيه وقدم عقله عن ما تم نقله لنا من القرآن الكريم وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم ، وذلك يتعارض مع امر الله تعالي في التلسيم وتطبيق ما جاء قي القرآن الكريم ، فقال الله تعالى ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].


التعلُّق بالشُّبهات والضَّلالات :


يعتبر بالشُّبهات والضَّلالات من صفات الشخاص المبتدعة ، على عكس المؤمنين بالكتاب والسنة ، وقد حذر رسولنا الكريم من هذا الفعل المشين ، فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: تَلَا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الآيَةَ: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]. قالت: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (فإذا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكِ: الَّذِينَ سَمَّى اللهُ، فَاحْذَرُوهُمْ)[27].


وهنا يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من البحث عن الآيات المُتشابهة والعمل به وليس بالهدف والقصد منها مما يقلل من ظهور البدع.


كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)


مجالسة أهل البدع والأهواء :


كل من نجالسه يستطيع ان يؤثر على افكارنا ، ويقوم اهل البدع بتزين كب ما هو باطل للكل وبعض الاشخاص تقوم بمشاركتهم هذا الراى لعدة اسباب من ضمنها الخوف من الاستهتار بهم ، لذلك نهي الله تعالي والرسول صلى الله عليه وسلم وعت مجالس  أهل البدع ويتضح ذلك من قزل الله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68].


وأيضاً قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ؛ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)


الغلو في الدين :


من أهم أسباب انتشار البدع هو الغلو في الدين أي زيادة المدح أو الذم في شئ معين  ، ومن أشهر الأمثلة التوسل الغير المشروع بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أو تقديس أحد

الاولياء الصالحين

وعبادتهم دون وعي ، وقد نهي الله تعالي في أكثر من موضع في القرآنالكريم عن هذا الفعل؛ فقال الله تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﴾ [النساء: 171].


كما قام النبي صلى الله عليه وبنهي عن ذلك فقال: (لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ)


وأيضاً وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَجُلًا قال: يَا مُحَمَّدُ! يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا! وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا! فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ! عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ، وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي التِّي أَنْزَلَنِي اللهُ عز وجل